أسعار النفط ترتفع لأعلى مستوى في 7 سنوات بالتزامن مع تعافي الاقتصاد: ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين إلى أعلى مستوياتها، بفضل بوارد تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا.
ومع إعلان الولايات المتحدة فتح حدودها للمسافرين الأجانب الذين تلقوا التطعيمات الشهر القادم، مما عزز أسعار وقود الطائرات.
وفي ظل إعلان العديد من الدول الآسيوية تخفيف القيود على السفر والتنقل، مما أدى إلى تعافي الطلب على النفط.
في تمام الساعة 01:11 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياسي العالمي برنت بنحو 87 سنتًا، أو ما يعادل 1%.
وتم تداوله اليوم عند 85.73 دولار للبرميل، وهو أعلى سعر له منذ أكتوبر 2018.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.4%، أو ما يعادل 1.12 دولار.
ووصل خلال تعاملات اليوم إلى 83.40 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2014.
يشار إلى أن عقود خامي “برنت” و”غرب تكساس” الوسيط الأمريكي قد ارتفعا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% على الأقل.
الطلب ينتعش مع تخفيف القيود
يرى المحللون أن إعلان العديد من الدول حول العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة تخفيف القيود على السفر من شأنه رفع الطلب على الوقود.
حيث إن عودة حركة الطيران ولو بشكل تدريجي سيكون له دور في انتعاش الطلب على وقود الطائرات.
دفعت التوقعات المتفائلة حيال عودة الحياة إلى طبيعتها مطلع العام القادم أسعار النفط للصعود إلى ذروة ما يزيد عن 7 سنوات.
كانت حكومة المملكة العربية السعودية قد أعلنت أمس الأحد تشغيل المطارات بطاقتها القصوى.
ويتوقع المحللون استمرار ارتفاع اسعار النفط خلال السنوات المقبلة، في ظل تعافي الطلب العالمي وتشديد المعروض.
أزمة الطاقة في أوروبا تعزز أسعار النفط
يبدو أن أزمة الطاقة العنيفة التي تشهدها الدول الأوروبية الآن، دفعت أغلب المؤسسات للتحول إلى النفط لتوليد الطاقة.
ومن شأن هذا التحول سيدعم الطلب على النفط بما يصل إلى 450 ألف برميل يوميًا، خلال الربع الرابع من هذا العام.
يرى المحللون أن نقص الغاز الطبيعي وارتفاع أسعاره في أوروبا أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات النفطية لتوليد الطاقة.
في الوقت نفسه، تعاني أغلب الدول في آسيا من نقص الفحم، وانقطعت الكهرباء عن العديد من المدن في الهند، مما دفعهم نحو النفط.
وفي الهند يتزايد استهلاك الديزل مع بداية موسم المهرجانات السنوية، مما أدى إلى زيادة المبيعات إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا.
وذلك بالتزامن مع تعافى أغلب الاقتصادات الكبرى من تداعيات وباء كورونا، مما أدى إلى تشديد كبير في سوق النفط.
أوبك تتمسك بقرار زيادة الإنتاج
بحسب البيانات الرسمية، وصلت نسبة إمتثال أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” باتفاق خفض الإنتاج خلال الشهر الماضي إلى 115%.
وأعلنت المنظمة في اجتماعها الأخير، تمكسها بقرار زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا، بدءًا من الأول من نوفمبر 2021.
ولم تستجب المنظمة إلى دعوات الحكومة الأمريكية برئاسة جو بايدن بزيادة الإنتاج بمعدل أكبر، لتلبية الطلب العالمي المتزايد.
دفع قرار المنظمة أسعار الخام إلى الارتفاع إلى أعلى مستوى لها في حوالي ثلاث سنوات، مما أدى إلى زيادة الضغوط التضخمية.
يتوقع بنك جولدمان ساكس أن يصل سعر خام “برنت” إلى 90 دولار للبرميل بنهاية العام الجاري، مقابل 80 دولار.
وذلك في ظل التعافي السريع للطلب على النفط بعد إنحسار أزمة كورونا، وعودة حركة الطيران في بعض الدول.
وبعد تضرر الإنتاج الأمريكي وتعطيله لأكثر من أسبوعين بسبب إعصار إيد الذي ضرب ساحل خليج المكسيك، مما أدى إلى شح الإمدادات العالمية.