أسعار النفط تصعد بعد تقييم المستثمرين على الطلب العالمي: ارتفعت أسعار النفط من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع سجلته خلال تداولات أمس الاثنين، بعد إعادة تقييم توقعات الطلب من قبل المستثمرين.
شهد النفط موجة تراجع قوية خلال الأسابيع الماضية، بعد الانتشار الواسع لمتغير “دلتا” شديد العدوى، وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.
قبل أن تصعد خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث قام المستثمرون بتقييم توقعات الطلب خلال الفترة المقبلة وسط انتشار متغير “دلتا” بعدد من دول العالم.
تداولت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في بورصة نيويورك عند 67 دولار للبرميل.
وذلك بعد تراجعها بنحو 4% خلال الجلستين الماضيتين.
وتم تداول خام القياسي العالمي “برنت” فوق 69 دولار للبرميل خلال التعاملات المبكرة اليوم.
متغير “دلتا” يثير المخاوف من جديد على أسعار النفط
أدى انتشار متغير”دلتا” وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا مرة أخرى، إلى دفع بعض الدول بما فيهم الصين إلى إعادة فرض القيود وحظر التجول.
مما أدى إلى انخفاض السفر الجوي ومن المقرر تقليل تكرير النفط خلال الفترة المقبلة، حتى تتضح الصورة بشكل أكبر.
أثار متغير “دلتا” مخاوف المستثمرين بشأن توقعات الطلب خلال الأشهر المقبلة.
مما أدى إلى انهيار أسعار النفط خلال الأسابيع الماضية.
وأوقف “دلتا” الصعود القوي الذي شهدته أسعار النفط خلال النصف الأول من العام الجاري.
حيث ارتفعت بأكثر من 50%، بفضل حملات التطعيم الواسعة ضد الفيروس.
ومع إعلان العديد من الدول على رأسهم الولايات المتحدة والصين تراجع أعداد الإصابة بفيروس كورونا وتخفيف القيود التي فرضت على السفر والتنقل خلال فترة الوباء.
ولكن مع عودة التفشي والانتشار بهذا الشكل الواسع قل استهلاك الوقود، مع إعلان بعض الدول منع السفر والتنقل، منعًا لانتشار الفيروس.
من جانبها، بدأت الصين في تطبيق قيود جديدة لمواجهة الموجة الأخيرة من الوباء.
حيث منعت السفر والتنقل في بعض المدن الحاملة للفيروس بصورة كبيرة.
مما أدى إلى تراجع عدد المقاعد التي تعرضها شركات الطيران الصينية إلى أقصى حد منذ بداية الجائحة منذ نحو عامين.
وقد بدأت شركة China Petroleum & Chemical Corp التي تعد أكبر مكرر للنفط في الصين، تقليل معدلات التشغيل في بعض المنشآت بنسبة تتراوح ما بين 5% إلى 10%.
وذلك مقارنة بالمستويات المخطط لها في وقت سابق هذا الشهر.
وفي الولايات المتحدة، ارتفعت أعداد الإصابة بفيروس كورونا ومتغير “دلتا” غلى أعلى مستوى أسبوعي منذ بداية شهر فبراير الماضي.
توقعات بزيادة الطلب رغم تفشي “دلتا”
يتوقع المحللون زيادة الطلب العالمي على الوقود خلال الفترة المقبلة، على الرغم من تفشي متغير “دلتا” وارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كوفيد-19.
فبحسب البيانات الرسمية، ارتفع الطلب على الوقود في الهند خلال يوليو الماضي بنسبة 7.9% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
يشار إلى أن الهند من أكبر الدول الحاملة لفيروس كورونا.
حيث وصلت أعداد الإصابة والوفاة بها إلى رقم قياسي خلال الفترة الأخيرة.
وكشفت بيانات خلية التخطيط والتحليل البترولي التابعة لوزارة النفط، أن استهلاك الوقود وصل خلال الشهر الماضي إلى 16.83 مليون طن.
وارتفعت مبيعات البنزين بنسبة 16.4% لتصل إلى 2.63 مليون طن، عن مستواها خلال العام الماضي.
وتعد الهند أكبر مستورد ومستهلك للنفط على مستوى العالم.
تتجه أنظار المستثمرين الآن إلى التقارير الشهرية المقرر إصدارها من قبل وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” يوم الخميس المقبل.
تلك التقارير تعد مؤشر قوي يمكن من خلاله توقع أداء أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، كما أنها ستكشف مدى تهديد متغير “دلتا” على الطلب العالمي للطاقة.