أسعار النفط تقفز لمستوى قياسي مع تعافي الدول الكبرى من أزمة كورونا: صعدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء إلى مستوى قياسي، حيث تجاوز سعر خام القياس العالمي “برنت” مستوى 75 دولار للبرميل وذلك لأول مرة منذ أكثر من عامين.
جاء هذا الارتفاع بدعم من تعافي اقتصادات الدول الكبرى من توابع أزمة كورونا، ورفع القيود على السفر والتنقل، ومؤشرات على تضييق سريع في سوق النفط.
في لندن، ارتفعت العقود الآجلة للنفط إلى أكثر من هذا المستوى خلال التعاملات الآسيوية المبكرة.
كما صعدت بنسبة تقدر بـ 1.9% خلال الجلسة السابقة، وهو أكبر صعود في أربعة أسابيع.
برنت يرتفع بأكثر من 40% خلال 2021
منذ مطلع العام الجاري، ارتفع خام القياس العالمي “برنت” بأكثر من 40%، وذلك بفضل تعافي الولايات المتحدة والصين وعدد كبير من الدول الأوروبية مع الوباء الذي ضرب العالم منذ أكثر من عام ونصف.
ساهم هذا التعافي في دعم زيادة استهلاك الوقود، نتيجة استئناف الرحلات الجوية بعد رفع بعض القيود على السفر والتنقل.
ومازالت أسعار النفط تواصل الصعود، بعد البيانات التي كشفت تراجع المخزونات في مركز التخزين الأمريكي الرئيسي في “كوشينغ” مرة أخرى خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى منذ مارس 2020.
ومن المتوقع أن يرتفع سعر النفط الخام العالمي بحلول العام القادم إلى 100 دولار للبرميل، في ظل انتعاش الطلب على السفر.
بالرغم من عودة فيروس كوفيد-19 إلى بعض الدول الآسيوية مثل الهند التي تعد ثالث أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم، إلا أن واردات الهند من النفط ارتفعت خلال مايو الماضي بنسبة 18.2% على أساس سنوي، حيث وصلت إلى 17.26 مليون طن.
أما مخزونات النفط الأمريكية، فقد تراجعت خلال الأسبوع الماضي بنحو 3.5 مليون برميل.
وذلك بحسب البيانات الصادرة عن الحكومة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، ويعد هذا خامس تراجع أسبوعي.
تشكل توقعات مواصلة النفط للاتجاه الصعودي ضغط كبير على منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا.
ومن المقرر أن تجتمع المنظمة الأسبوع القادم لمناقشة إحياء المزيد من الإنتاج الذي تراجع خلال فترة أزمة كورونا.
الصين تطلق أول عقود نفط خيارية للأجانب
أعلنت الحكومة الصينية الاثنين الماضي، إطلاق أول عقود خيارية للنفط الخام مفتوحة للمتعاملين الأجانب، في سوق “شنغهاي” الدولية للطاقة.
ووصلت ثاني عقود خيارية متاحة للمتعاملين الأجانب، عقب إطلاق عقود خيارية لزيت النخيل في بورسة “داليان” للسلع يوم الجمعة الماضية.
وذلك في إطار محاولات الحكومة الصينية لزيادة نفوذها على الأسعار العالمية للسلع الأولية.
تعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام على مستوى العالم، وثاني أكبر مستهلك بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث أطلقت عقودها الآجلة للنفط في مارس 2018.
وجاءت الدفعة الثانية من حصص واردات النفط الخام الصيني للعام الجاري والمخصصة للمستقلين منخفضة بنسبة 35% مقارنة بالعالم الماضي.
مما سيؤدي بالطبع إلى تقليل التدفقات إلى قطاع يمثل نحو ربع قدرة المعالجة الصينية.
توقعات متفائلة بصعود أسعار النفط
رفع بنك “أوف أمريكا” التوقعات لسعر خام القياس العالمي “برنت” للعام الجاري والمقبل أيضًا، مشيرًا إلى أن زيادة التوازن بين العرض والطلب خلال عام 2022 قد تؤدي إلى زيادة سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل في وقت قصير.
وأوضح البنك، أن وتيرة التعافي القوي للطلب العالمي على النفط ستفوق نمو الإمدادات خلال العام ونصف المقبلة.
مما يؤدي لارتفاع السحب من المخزونات ويمهد الطريق لزيادة أسعار النفط.
هذا بالإضافة إلى تعافي العالم من جائحة كورونا واستمرار حملات التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 من شأنه إلغاء الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جميع الدول على السفر.