أوبك تؤجل اجتماعها وأسعار النفط ترتفع وسط حالة من الترقب: خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير، مما جعل البعض يشعر بالقلق، حيث إن هذا الارتفاع الكبير يهدد بتحركات أوسع عبر فئات الأصول.
ويعتقد المستثمرون في الأصول الحاسمة للتضخم أنه سيتم تشديد سوق النفط بعد أخفاق منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في التوصل لاتفاق.
وكان أعضاء منظمة أوبك الذين اجتمعوا مطلع العام الجاري قد فشلوا في التوصل لاتفاق بشأن زيادة الإنتاج خلال الأشهر المقبلة.
وصرح البعض بأن حكومة الإمارات العربية ترفض قرار المنظمة بزيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميًا خلال شهر أغسطس المقبل.
وبناءًا عليه أعلنت المنظمة تأجيل الاجتماع ليوم الاثنين، وبالفعل اجتمعت المنظمة أمس ولكنها فشلت أيضًا في التوصل لاتفاق.
وأعلنت تأجيل الاجتماع دون أن تكشف عن الموعد الجديد، وهذا يعني تشديد شروط إمداد السوق بالنفط الخام وزيادة الأسعار على المدى القريب على الأقل.
وهذا بدوره، سيؤدي إلى تأجيج أكثر المخاوف التضخمية الأوسع التي تتحدى البنوك المركزية والأصول المحفوفة بالمخاطر.
خام برنت فوق 77 دولار
خلال تعاملات اليوم، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي “برنت” إلى أكثر من 77 دولار، وذلك لأول مرة منذ عام 2018.
وبالتالي شهدت أسهم الطاقة العالمية ارتفاعات قياسية في البورصات، ومن المتوقع أن تواصل الصعود خلال الجلسات المقبلة.
وقفز خام برنت خلال الشهر الماضي وحده بأكثر من 8%، ليسجل ارتفاعًا قويَا خلال النصف الأول من هذا العام رغم أزمة كورونا.
وجاء هذا الصعود القوي مدعومًا بانتعاش الطلب في اقتصادات الدول الكبرى مثل الصين وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وذلك بعد تعافيهم بشكل نسبي من أزمة كورونا ورفع القيود على السفر والتنقل وبدء موسم القيادة الصيفية وزيادة الرحلات الجوية.
وكذلك بفرض سيطرة منظمة “أوبك” على الإمدادات ودعمها الكامل لسوق النفط حتى يظل مستقرًا وثابتًا في مواجهة التقلبات.
وارتفع سعر الخام الأميركي عند 76.6 دولار للبرميل، ليسجل أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2014.
كما صعدت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات اليوم الثلاثاء بنحو نقطتين أساسيتين، بعد إعادة فتح الأسواق الأمريكية وانحدر منحنى العائد.
ويرى المحللون أن الارتفاع الحاد في أسعار النفط من الممكن أن يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية قريبًا.
مما يؤدي إلى منعطف واسع النطاق للمخاطرة يسحب النفط والأسهم والأصول الأخرى الحساسة، خاصة بعد فشل اجتماع “أوبك”.
توابع فشل اجتماع أوبك
لم يتأثر سوق النفط كثيرًا بقرار تأجيل اجتماع أوبك حتى وقتنا الراهن، إلا أن المستثمرون يتعاملون بحذر شديد خوفًا من الآثار طويلة المدى.
وفي حال تمسك دولة الإمارات العربية برأيها ومغادرتها التخالف، فإن هناك خطر قوي يهدد سوق النفط خلال الأشهر المقبلة.
حيث إن هذا الانسحاب يعني أن المنتجين سيضطرون إلى زيادة الإمدادات بصورة كبيرة وبالتالي سيتجه النفط في النهاية إلى الانخفاض.
يشار إلى أن الاجتماع كان يناقش زيادة تدريجية للإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا خلال شهر أغسطس وحتى ديسمبر القادم.
وتمديد اتفاق خفض الإنتاج إلى نهاية العام القادم بدلًا من الموعد المحدد سابقًا لإنتهاء الاتفاق في أبربل 2022.
لكن الاجتماع سيطر عليه التوتر بسبب رفض الإمارات العربية لهذا المقترح، مما دفع المنظمة إلى تأجيل الاجتماع.
وأكد أمين عام تحالف “أوبك” أنه تم إلغاء الاجتماع وسيجرى تحديد موعد جديد، ولم يكشف عن أي تفاصيل أخرى.
ومن جانبها دعت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن أعضاء تحالف “أوبك” إلى التوصل لحل توافقي خلال الاجتماع.
مشيرة إلى أن الخلاف سيؤثر بشكل قوي على سوق النفط خاصة في ظل الأزمة العالمية التي نعيشها الآن بسبب فيروس كورونا.