إيران ستزيد من النفط المعروض بعد رفع العقوبات: ارتفعت أسعار النفط خلال تداولات أول أمس الجمعة بنسبة 2%، وذلك بعد ثلاث أيام من الخسائر القوية، جراء الاقتراب من رفع العقوبات عن إيران.
جاء هذا الارتفاع مدعوما بالعاصفة التي تتشكل الآن في خليج المكسيك، لكنه لن يستمر طويلا.
ومن جانبه، قال المركز الوطني للأعاصير بالولايات المتحدة، إن فرص تحول عاصفة تتشكل الآن فوق غرب خليج المكسيك إلى إعصار خلال اليومين المقبلين تصل إلى 40%.
يرى المحللون أن أسعار النفط في طريقها للهبوط مرة أخرى، في ظل تأهب المستثمرون لعودة الخام الإيراني.
وذلك بعد إعلان عدد من المسئولين الإيرانيين أن طهران والقوى العالمية قد نجحوا في إحراز تقدما في المحادثات المتعلقة بالاتفاق النووي.
فمن المتوقع أن تضيف إيران مليون برميل من النفط يوميا أو أكثر في وقت لاحق من الصيف الجاري.
أسعار النفط ترتفع بعد ثلاث جلسات من التراجع
وارتفع سعر خام “برنت” في نهاية الجلسة بنحو1.33 دولار، أي ما يعادل 2% ليصل إلى 66.44 دولار للبرميل.
كما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بـ 1.64 دولار، بما يعادل 2.65% ليصل سعره إلى 63.5 دولار للبرميل.
وكان الخامان قد تراجعا خلال تداولات الأسبوع الماضي، بعد إعلان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات عن قطاعات النفط والمصارف والشحن الإيرانية.
وبالرغم من توقعات المحللين بعودة الهبوط، إلا أن المستثمرون يشعرون بتفاؤل إزاء انتعاش الطلب على النفط.
وذلك بعد إعلان عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة السماح لمزيد من الناس بالسفر، بعد أن قلت حدة جائحة كورونا.
كان خام برنت الأمريكي قد اتجه خلال تداولات الأسبوع الماضي صوب أكبر تراجع أسبوعي منذ مارس الماضي.
وذلك بالتزامن مع استعداد السوق لاحتمال زيادة تدفقات النفط الخام الإيراني، بعدما أعلنت طهران قرب التوصل إلى اتفاق مع واشنطن لرفع العقوبات.
وتم تداول العقود الآجلة للنفط في لندن عند نحو 65 دولارًا للبرميل، بعد تراجعها بأكثر من 6% خلال الجلسات الثلاث السابقة.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد صرح الأسبوع الماضي، بإن القوى العالمية وافقت على رفع العقوبات الكبرى عن طهران.
وانجرف النفط خلال تداولات الخميس الماضي في عمليات بيع واسعة للسلع، بسبب تخوف المستثمرون من زيادة التضخم.
وبسبب التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيلجأ إلى تخفيف التحفيز، وتحذير بكين بشأن تدابير تهدئة الزيادة في الأسعار.
توقعات بارتفاع أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة
وبشكل عام، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 25% خلال العام الجاري.
جاء ذلك بفضل تعافي الولايات المتحدة والصين وبعض الدول الأوروبية سريعا من وباء كورونا.
وبدوره سيساهم هذا التعافي السريع في زيادة الطلب على النفط، حتى مع عودة انتشار الوباء في الدول الآسيوية وعلى رأسهم الهند.
ومع اقتراب إيران من زيادة صادراتها من النفط الخام، فمن المتوق أن تستمر الأسعار في الصعود.
فالسوق العالمية ستكون قادرة على امتصاص البراميل الإضافية.
ومن جانبهم يرى محللو سوق النفط، أن الأسعار ستظل تحت ضغط.
وذلك حتى يتم الإعلان بشكل واضح عن تفاصيل اتفاق تخفيف العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني.
عودة الاتفاق النووي بين إيران وواشنطن
كانت إيران والولايات المتحدة قد دخلوا في محادثات غير مباشرة لاعادة الاتفاق النووي الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في عام 2018.
وقد نجح المفاوضين في فيينا في التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، واتخذوا خطوة كبيرة بالفعل.
ومع عودة المفاوضات غير المباشرة من جديد بين إيران والولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عادت الصادرات الإيرانية للانتعاش مرة أخرى.
وذلك بدعم من عودة العلاقات بين إيران و الصين التي تعد المشتري الأكبر للنفط الإيراني ، التي تحصل على أسعار تفضيلية.
وفي حال نجاح تلك المفاوضات بالفعل، فإن إيران عضو منظمة “أوبك” ستكون قادرة على زيادة الإنتاج إلى 4 مليون برميل يوميا خلال أشهر قليلة، مقارنة بـ 2.4 مليون برميل حاليا.
قبل ثلاث سنوات، أعلنت الحكومة الأمريكية تحت رئاسة الرئيس السابق “دونالد ترامب” إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
وكان متوسط صادرات النفط والمكثفات الإيرانية قبل فرض تلك العقوبات وصل إلى 2.9 مليون برميل يوميا.
ومع إعلان الرئيس دونالد ترامب الإنسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018.
تراجعت الصادرات الإيرانية إلى أقل من مليون برميل يوميا، رغم وجود بعض الإعفاءات.
ومع إلغاء كافة الإعفاءات في بداية 2019، تراجعت الصادرات الإيرانية إلى أقل من 500 ألف برميل يوميا