الأسهم العالمية تسجل خسائر حادة بفعل مخاوف الركود: هبطت مؤشرات الأسهم الأوروبية خلال نهاية تداولات الأسبوع الماضي، بعد بيانات مخيبة للآمال لمنطقة اليورو، بجانب تصاعد المخاوف المتعلقة بالركود.
وسجلت أسهم شركات الطاقة والمواد الأساسية خسائر وصلت إلى 6%. مما دفع مؤشر “ستوكس 600” إلى الاقتراب من أدنى مستوى له في عامين.
أدت البيانات الاقتصادية القاتمة لمنطقة اليورو إلى زيادة احتمالات حدوث تباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي. وتصاعد المخاوف بشأن المزيد من الرفع في أسعار الفائدة.
وكشفت البيانات تباطؤ النشاط التجاري في منطقة اليورو بشكل أكبر خلال الشهر الجاري، وسط احتمالات بالدخول في حالة ركود. مع لجوء المستهلكين إلى تقليص الإنفاق في ظل أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة.
أداء المؤشرات الأوروبية
وانخفض المؤشر “ستوكس 600” بنسبة 2.3%، لتصل خسائره الأسبوعية إلى 4.4%. ليكون الأسبوع الماضي هو الأسوأ منذ منتصف يونيو الماضي.
هبط المؤشر “فوتسي 100” البريطاني بنسبة 2%، لكن الانخفاض الحاد في الجنيه الإسترليني ساعد في الحد من الخسائر.
وخسر الجنيه الإسترليني 3% عقب إعلان كواسي كوارتنغ، وزير المالية البريطاني. عن سلسلة من التخفيضات الضريبية التي تهدف لدعم النمو.
وتراجع المؤشر الرئيسي في ألمانيا بنسبة 2%، حيث سجل في نهاية جلسة يوم الجمعة الماضي أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2020.
وحتى الآن، خسر المؤشر الرئيسي لعموم أوروبا “ستوكس 600” نحو 20% منذ مطلع العام، مُبتعدًا عن المستويات القياسية التي سجلها خلال يناير الماضي.
أسهم الطاقة تقود الخسائر
انخفضت أسعار النفط بنسبة 5% وسط تصاعد المخاوف المتعلقة بالطلب، خاصة في الصين، أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم.
وكانت أسهم شركتي “شيل” و”توتال إنرجيز” من بين أسوأ الأسهم من حيث الأداء في نهاية الأسبوع الماضي.
وسجل مؤشر التعدين أسوأ جلسة له يوم الجمعة منذ حوالي خمس أشهر، بفعل التراجع الكبير في أسعار المعادن.
يشار إلى أن أوروبا تعاني في الوقت الراهن من أزمة في الطاقة، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل حاد، مع اقتراب تطبيق العقوبات الغربية ضد قطاع النفط الروسي في ديسمبر القادم.
وتزداد الأزمة مع اقتراب فصل الشتاء شديد البرودة، وتصاعد التوترات بين روسيا وأوروبا، بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وبشكل عام، تراجعت جميع القطاعات الرئيسية نهاية الأسبوع الماضي، حيث هبط مؤشر البنوك بنسبة 3.6%، بعد تراجع سهم بنك “كريدي سويس” 12.4%.
هبوط حاد في أسهم “وول ستريت”
أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة “وول ستريت” تعاملات الأسبوع الماضي على تراجع، مع عزوف المستثمرون عن الأصول عالية المخاطر.
سيطر القلق على المستثمرون، وسط مخاوف استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة، وتشديد السياسة النقدية.
وتأثر السوق الأمريكي بالصراع المشتعل بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات السياسية بين موسكو والدول الغربية، بعد سلسلة العقوبات التي فرضت ضد روسيا.
كما أن أزمة الطاقة في أوروبا ألقت بظلالها على سوق الأسهم العالمي، لتكون من بين أهم العوامل التي تسببت في زيادة التقلبات خلال الأسابيع الأخيرة.
من ناحية أخرى، مازال المستثمرون قلقون بشأن عمليات الإغلاق الواسعة التي تتبعها الحكومة الصينية لمواجهة تفشي فيروس كوفيد-19.
ومع اتجاه البنوك المركزية الكبرى نحو التشديد النقدي، ورفع أسعار الفائدة بوتيرة أكثر حدة، فإن مخاوف المستثمرون بشأن الركود تزداد يوم بعد يوم.
أداء المؤشرات الأمريكية
خسر المؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 1.69%، أي ما يعادل 62.49 نقطة، لينهي جلسة يوم الجمعة عند 3694.32 نقطة.
وتراجع مؤشر “ناسداك” المجمع بنسبة 1.75% أي ما يساوي 193.70 نقطة، مسجلًا 10873.10 نقطة في نهاية التعاملات.
وانخفض مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 1.57%، أو ما يعادل 473.55 نقطة، ليصل إلى 29603.13 نقطة.