التضخم يقفز بأسعار الذهب بأكبر وتيرة شهرية منذ يوليو الماضي: ارتفعت أسعار الذهب ليسجل أكبر قفزة شهرية لها منذ شهر يوليو 2020، بدعم من تراجع الدولار الأمريكي، وزيادة المخاوف بشأن معدلات التضخم، مما عزز جاذبية المعدن الأصفر.
ارتفع الذهب خلال تعاملات أمس الاثنين بنسبة تقدر بـ 0.3%، حيث سجل السعر الفوري للذهب في أواخر جلسة التداول 1907.90 دولار للأوقية.
وارتفعت عقود الذهب الآجلة الأمريكية بنسبة 0.2%، لتصل عند التسوية إلى 1909.50 دولار للأوقية.
وبذلك تنهي الأسعار الفورية للذهب الشهر الجاري على مكاسب قوية تبلغ نسبتها 7.9%.
يشار إلى أن أغلب الأسواق كانت مغلقة أمس في عطلات عامة بالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
ضعف الدولار ومخاوف التضخم وراء ارتفاع أسعار الذهب
تشهد أسعار الذهب ارتفاعات متواصلة خلال الفترة الأخيرة، لتقترب من أعلى مستوى لها منذ مطلع هذا العام.
وذلك بعد أن وصلت إلى 1907.90 دولار للأوقية بنهاية الجلسة الماضية.
ويأتي هذا الصعود القوي بدعم من العديد من العوامل الاقتصادية، التي جعلت القلق يسيطر على المستثمرين.
ودفعتهم إلى الاتجاه إلى ملاذهم الآمن “الذهب”.
من بين تلك العوامل، التراجع العنيف الذي تشهده العملات الرقمية المشفرة، وتراجع الدولار الأمريكي بالقرب من أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر.
بالإضافة إلى انخفاض عائدات السندات الأمريكية طويلة الأجل.
يرى المحللون أن الذهب يستمد قوته من حالة الضعف التي يشهدها الدولار الأمريكي خلال الفترة الحالية.
فالمراهنون على ارتفاع أسعار الذهب أعينهم الآن على مستوى الـ 2000 دولار للأوقية، بل إن أغلب المتداولين يتوقعون أن يرتفع أكثر.
يتجه مؤشر الدولار الأمريكي إلى تسجيل ثاني شهر على التوالي من الانخفاض أمام العملات الرئيسية الأخرى.
ومازال المحللون يتوقعون المزيد من التراجع.
في الوقت نفسه، تراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات يوم الجمعة الماضية.
ليصل إلى 1.593%، لتقل بذلك تكلفة حيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائدًا.
كما أن زيادة مخاوف التضخم وبعض الميل في العوائد، دعم أسعار الذهب بصورة كبيرة.
فحالة القلق التي يعيشها المتداولون حاليًا، دفعتها للاتجاه إلى المعدن الأصفر لأنه الملاذ الآمن في هذه الأوقات.
ودعمت البيانات الاقتصادية الأخيرة التي أعلنت عنها الحكومة الأمريكية أسعار الذهب.
فقد أظهرت تلك البيانات ارتفاع أسعار السلع الأولية وتباطؤ نمو الوظائف وزيادة معدل التضخم.
دفعت تلك البيانات المتداولون إلى اللجوء إلى الذهب، خوفُا من اضطرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة على المدى القريب بعد ارتفاع معدل التضخم الأمريكي.
رغم تصريحات مسؤولو المجلس بأنهم لن يقبلوا على تلك الخطوة في الوقت الحالي.
أسعار المعادن الأخرى
بالنسبة لأداء المعادن الأخرى، فقد ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 0.2% ليصل إلى 2830.72 دولار للأوقية، إلا أنه سجل أول تراجع شهري في أربعة أشهر.
كما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.7%، ليصل إلى 1185.85 دولار للأوقية.
وصعدت الفضة بنسبة 0.6% لتصل إلى 28.05 دولار للأوقية، مسجلة أكبر مكاسبها الشهرية منذ شهر ديسمبر 2020.
توقعات الخبراء والمحللين
يعتقد خبراء المال، أن أسعار الذهب العالمية ستواصل الزيادة على المدى القصير.
لتقترب من مستوى الـ 2000 دولار، بعد أن اقتربت منه بالفعل خلال التعاملات الأخيرة.
يعد الذهب من السلع القليلة التي لم تتأثر بقوة بجائحة كورونا التي يعاني منها العالم منذ أكثر من عام، والتي تسببت في موجة تقلبات حادة لسوق الأسهم العالمية.
ومن بدأ تعافي العديد من الدول من تلك الجائحة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والصين.
وفي ظل تعافي الأسواق العالمية، من المتوقع أن تصعد أسعار الذهب أكثر خلال الفترة المقبلة.