الجنيه الإسترليني يواصل الهبوط والدولار عند أعلى مستوى في عقدين: ارتفع الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء إلى أعلى مستوى في عقدين، مستفيدًا من موجات التقلبات العنيفة التي تشهدها أسواق المال العالمية.
وتلقى الدولار دعمًا قويًا من الزيادة الثالثة في أسعار الفائدة الأمريكية. والتي ساهمت بدورها أيضًا في تعزيز مخاوف الضعف والركود.
وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى. بنسبة 0.5%، ليسجل مستوى قياسي جديد عند 114.78 نقطة.
كما صعد العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات إلى 4%. حيث سجل 4.013%، وذلك لأول مرة منذ 2010.
كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد قرر في اجتماعه الأخير الذي انتهى الأسبوع الماضي. رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، لمواجهة الضغوط التضخمية.
وتعد هذه المرة الثالثة التي يقرر فيها الاحتياطي الفيدرالي رفع سعر الفائدة. كما قررت أغلب البنوك المركزية الكبرى حول العالم اتباع المركزي الأمريكي، ورفعت أسعار الفائدة.
كان معدل التضخم في الولايات المتحدة قد سجل خلال أغسطس الماضي. مستوى قياسي جديد من الارتفاع، مما دفع الاحتياطي الفيدرالي للاستمرار في سياسة التشديد النقدي.
قوة الدولار تزداد وسط توقعات زيادة أخرى في الفائدة
يتوقع المحللون أن يكون هناك زيادة أخرى في سعر الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم. في ظل حرصه على السيطرة على التضخم المرتفع.
وقال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن المركزي الأمريكي سيواصل رفع الفائدة إذا لزم الأمر. في حال استمرار ارتفاع التضخم.
وأشار إلى أن الأضرار التي ستلحق بالاقتصاد الأمريكي جراء الزيادات الحادة في أسعار الفائدة، أقل بكثير من أضرار التضخم المرتفع.
ويخشى المستثمرون أن تؤدي الوتيرة السريعة في رفع أسعار الفائدة إلى زيادة المخاوف بشأن حدوث ركود عالمي، مما دعم ارتفاع عوائد السندات.
ومن المحتمل أن تدخل أوروبا في حالة ركود بحلول نهاية العام الجاري، أو مطلع العام المقبل. وسط توقعات تباطؤ نمو اقتصاد منطقة اليورو.
الضغوط تزداد على الجنيه الإسترليني
سجل الجنيه الإسترليني هبوطًا كبيرًا بعد التحذير الأخير بشأن خطط الحكومة البريطانية الجديدة عن خفض الضرائب.
وتراجع الإسترليني الذي تعرض لموجات هبوط قوية، بعد إعلان الحكومة البريطانية عن خطتها لخفض الضرائب، وزيادة الاقتراض.
تم تداول الجنيه الإسترليني اليوم أمام العملة الأمريكية عند 1.0678 دولار، منخفضًا بنسبة 0.7%.
وتأثر ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل الجنيه الإسترليني بالاضطرابات التي تشهدها المملكة المتحدة في الوقت الحالي، وخروج أغلب المستثمرين.
وكان الإسترليني قد هبط خلال جلسة مطلع هذا الأسبوع إلى 1.0327 دولار، وهو أدنى مستوى له على الإطلاق، وسط توقعات بوصوله إلى مستوى التكافؤ.
واستقر الإسترليني خلال تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 1.1300 دولار، قبل إعلان الحكومة البريطانية الجديدة عن موازنة المملكة المتحدة.
أداء العملات الأخرى
تراجعت العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 0.43%، ليصل في نهاية تداولات اليوم إلى 0.956 دولار.
وهبط الدولار الأسترالي، شديد الحساسية نحو المخاطرة، بنسبة 1%، بسبب تراجع شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر، في ظل تقلبات أسواق المال.
وواصلت عملة الملاذ الآمن، الين الياباني، الهبوط مقابل الدولار، خلال تعاملات اليوم الأربعاء، حيث تم تداوله عند 144.53 للدولار.
ومازال الين بالقرب من أدنى مستوى له منذ عدة سنوات، حتى بعد الإجراءات التي اتخذتها حكومة اليابان الأسبوع الماضي، لتعزيز العملة وحمايتها من الانهيار.
كما تراجع اليوان الصيني في التعاملات الخارجية، حيث وصل إلى 7.249 مقابل العملة الأمريكية، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2011.
وتأثر اليوان الصيني بتوقعات تباطؤ نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بسبب عودة عمليات الإغلاق الواسعة، عقب الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بفيروس كوفيد-19.