الدولار الأمريكي يتراجع بعد بيانات التضخم الضعيفة: تحرك الدولار الأمريكي داخل نطاق ضيق خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مقابل العملات الرئيسية، بعد بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقل من المتوقع.
الدولار مستقر
بلغ مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية- 92.632 دون أي تغيير يذكر عن أمس الثلاثاء.
هبط مؤشر الدولار خلال تعاملات أمس عقب الإعلان عن بيانات التضخم. لكنه ارتفع مرة أخرى مع زيادة إقبال المستثمرين علي الملاذ الآمن بعد هبوط بورصة وول ستريت.
جاءت بيانات التضخم مخيبة للآمال وأقل من توقعات الأسواق والمحللين. مما قلص توقعات خفض برنامج شراء السندات الهائل من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وبالتالي فإن معدلات التضخم المرتفعة مازالت تشكل تحديًا كبيرًا أمام صناع القرار في الولايات المتحدة. فصار من الصعب على البنك المركزي تشديد السياسة النقدية مع ارتفاع التضخم وتباطؤ نمو سوق العمل.
يشار إلى أن الحكومة الأمريكية أعلنت مساء أمس الثلاثاء ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكيين الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة بنسبة 0.1% فقط خلال أغسطس الماضي.
أداء العملات الأخرى
استقرت العملة الأوروبية اليوم عند مستواها خلال الجلسة السابقة. حيث سجل اليورو 1.1808 دولار، وتراجع الدولار بنسبة ضئيلة مقابل الين حيث سجل 109.595 ين. ليقترب من منتصف نطاق التداول خلال الشهرين الماضيين.
كما تراجع كلا من اليوان والدولار الأسترالي بسبب ضغوط البيانات الصينية الأخيرة. والتي كشفت تباطؤ نمو مبيعات المصانع والتجزئة بوتيرة أكبر من توقعات المحللين خلال الشهر الماضي.
انخفض اليوان الصيني إلى 6.4433 يوان أمام الدولار، قبل أن يتم تداوله منخفضًا بنسبة 0.1% عند 6.4410 يوان. خاسرًا المكاسب التي سجلها على مدار خمسة أيام متتالية.
وتراجع الدولار الأسترالي بعد البيانات الصينية الضعيفة إلى 0.73015 دولار، وذلك لأول مرة في أكثر من أسبوعين. إلا أنه ارتفع مرة أخرى عند 0.7320 دولار.
أما الين الياباني فقد ارتفع خلال تعاملات اليوم أمام أغلب العملات الرئيسية الأخرى بنسبة طفيفة. بفضل زيادة التفاؤل حيال خطة الحكومة المقبلة لإنعاش وتطوير ثالث أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
ففي تمام الساعة 05:58 بتوقيت جرينتش، تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.1% ليصل إلى 109.5 ين. وسجل أعلى سعر عند 109.7، بينما سجل أقل سعر عند 109.5.
كان “يوشيهيدي سوجا” رئيس الوزراء الياباني قد صرح هذا الأسبوع بأنه لن يُعيد ترشحه للانتخابات العامة عن الحزب الديمقراطي الليبرالي مرة أخرى.
ومن المقرر أن تنعقد الانتخابات في دولة اليابان في التاسع والعشرون من سبتمبر الجاري. ويعقد المستثمرون آمالًا كبيرة على الحكومة المقبلة.
يرى المستثمرون أن شعبية “سوجا” قد تراجعت خلال الفترة الماضية. وأن الحكومة المقبلة ستعمل على إنعاش الاقتصاد الياباني من خلال حزمة إنفاق هائلة.
بيانات أمريكية مُحبطة ومخيبة للآمال
أظهرت البيانات الحكومية الصادرة أمس الثلاثاء ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكيين بنسبة 3% خلال الشهر الماضي. مقابل توقعات بتراجعه بنحو 0.4%.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بقيمة الأساسية بنحو 0.1%، ماعدا السلع الأكثر تذبذبًا مثل الغذاء والطاقة. وذلك مقابل توقعات بارتفاعه بنحو 0.3%.
خسر الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى أمس الثلاثاء فور الإعلان عن هذه البيانات. فقد صارت الرؤية أكثر غموضًا ولم يتمكن المستثمرون من استنباط أي مؤشرات حول موعد تقليص الاحتياطي الفيدرالي برنامج السندات.
ومن المقرر أن يعقد الاحتياطي الأمريكي اجتماعًا الأسبوع المقبل. يستمر لمدة يومين لمناقشة السياسة النقدية، ولاتخاذ قرار بشأن تقليص مشتريات الأصول.
ويتابع المستثمرون عن كثب نتائج وقرارات هذا الاجتماع، لمعرفة ما إذا كان المجلس سيقرر بالفعل خفض مشترياته من الأصول رغم ارتفاع التضخم أم سيؤجل قراره.