الدولار الأمريكي يرتفع قبيل بيانات التوظيف الأمريكية: واصل الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء سلسلة صعوده، مع سيطرة القلق بشأن تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على معدل التضخم وأسعار الفائدة.
وقبيل الإعلان عن بيانات التوظيف الأمريكية التي يتابعها المستثمرون عن كثب، والمقرر صدورها يوم الجمعة المقبل.
يحاول المستثمرون البحث عن أي أدلة حول الجدول الزمني لتشديد مجلس الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة.
وكان جيروم باول رئيس المجلس قد قال خلال شهادته الأخيرة أمام الكونجرس الأمريكي، إن الاقتصاد الأمريكي يتعافى بشكل جيد من توابع وباء كورونا.
وأشار إلى أن سوق العمل الأمريكي يسير بخطوات ثابتة نحو التعافي، لذا قد حان الوقت لخفض برنامج التحفيز النقدي الهائل.
ويتوقع المحللون أن يبدأ البنك المركزي الأمريكي في خفض مشترياته من السندات الشهرية خلال العام الجاري.
خاصة إذا جاءت بيانات التوظيف الأمريكية غير الزراعية لشهر سبتمبر الماضي قوية ومتماشية مع توقعات الأسواق.
الدولار يصعد مع قرب تشديد السياسة النقدية
شهدت العملة الأمريكية موجة هبوط قوية خلال مطلع العام الجاري، مع إغلاق أكبر اقتصادات العالم، بسبب أزمة كورونا.
وإعلان البنوك المركزية العالمية تيسير السياسة النقدية للحفاظ على نمو واستقرار الأسواق العالمية خلال فترة الوباء.
مما جعل العملة تتعرض لضغوط قوية، جعلتها تفقد نسبة كبيرة من قيمته، قبل أن يعود للصعود مرة أخرى مع تلميحات الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة.
بدأ الدولار يلتقط أنفاسه منذ نحو شهرين، مع إعلان مجلس الاحتياطي الأمريكي مناقشة خفص برنامج التحفيز النقدي الهائل.
وتلقى دعمًا قويًا من تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي بقرب البدء في تقليص مشتريات المجلس من الأصول خلال هذا العام.
والخروج من مستويات أسعار الفائدة المنخفضة التي أقرها المجلس خلال فترة الجائحة، في وقت أقرب مما كان متوقعًا.
في الوقت نفسه، مازالت البنوك المركزية في أوروبا واليابان تدرس التخلي عن السياسة النقدية الميسرة والبدء في خفض التحفيز النقدي الهائل.
كان لهذه التصريحات دور كبير في تعزيز سعر العملة الخضراء، وتعافيها بشكل تدريجي من موجة البيع القوية التي شهدها.
كما أنه استفاد من التقلبات القوية التي شهدتها الأسواق العالمية خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب أزمة إيفرجراند الصينية.
حيث زاد إقبال المستثمرين على الدولار باعتباره أحد أهم الملاذات الآمنة في وقت التقلبات.
ارتفع مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى- اليوم الأربعاء بنسبة 0.1% ليصل إلى 94.082.
أداء العملات الأخرى
هبط الدولار النيوزيلندي اليوم بنسبة 0.9% ليتم تداوله عند 0.6891، كما انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.7% ليصل إلى 0.7265.
وصل سعر اليورو خلال أحدث التعاملات إلى 1.1567، ليظل تحت مستوى 1.16 دولار.
ولكنه مازال أعلى قليلًا من أقل مستوى له في نحو 14 شهرًا، الذي سجله الأسبوع الماضي، عند 1.15630 دولار.
في حين تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوى له في أسبوع، حيث تم تداوله اليوم عند 111.79 دولار.
وذلك مع ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات، والتي من الممكن أن تقلل من تدفقات استثمار اليابان.
وهبط الدولار الكندي ليتخلى عن أعلى مستوى له في نحو شهر، وانخفضت الكرونة النرويجية اليوم عن أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر.
أما الجنيه الإسترليني فقد تعافى خلال تعاملات اليوم من موجات البيع القوية التي تعرض لها الأسبوع الماضي أمام الدولار.
إلا أنه خسر الزخم خلال جلسة التعاملات الآسيوية، حيث تراجع بنسبة تبلغ 0.4%، ليتم تداوله عند 1.3570 دولار.
وهو مستوى أقل من ذروة ثلاثة أسابيع مقابل العملة الأوروبية التي سجلها أمس الثلاثاء.