الدولار القوي يدفع أسعار الذهب للهبوط: واصل الذهب تراجعه خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مع استمرار تماسك الدولار الأمريكي عند أعلى مستوياته في أكثر من عامين.
وتراجع الطلب على السبائك الذهبية المسعرة بالدولار الأمريكي. قبيل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر انعقاده في مايو المقبل.
تلقى الدولار دعمًا قويًا من الاضطرابات التي تشهدها الأسواق العالمية. والتي دفعت المستثمرين للعزوف عن الأصول عالية المخاطر.
واستفاد الدولار من التوقعات المتزايدة بشأن رفع أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس خلال الاجتماع القادم للمركزي الأمريكي.
ودفع التضخم المرتفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لرفع سعر الفائدة 25 نقطة مئوية خلال اجتماعه الأخير. ومن المتوقع رفعها أكثر من مرة خلال العام الجاري.
ومن جانبه، قال جيروم باول، رئيس المجلس. إن البنك مستعد لرفع سعر الفائدة بوتيرة أسرع وأكثر حدة خلال هذا العام. للتغلب على الضغوط التضخمية.
وكانت البيانات الاقتصادية قد أظهرت ارتفاع معدل التضخم لمستويات قياسية خلال العام الماضي. بفعل وباء كورونا الذي تسبب في تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.
كل هذه العوامل، بجانب استمرار التوترات السياسية في أوروبا. ساهمت في زيادة قوة الدولار الأمريكي. ودفعته للصعود اليوم مقابل جميع العملات الأجنبية الأخرى.
الذهب يتراجع 0.76%
هبطت أسعار الذهب في المعاملات الفورية اليوم بنسبة 0.76%، حيث تم تداوله عند 1.892.31 دولار للأوقية.
وتراجعت أيضًا العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.3%. لتصل إلى 1898.60 دولار.
ويرى المحللون أن الذهب لن يصل إلى مستوى 1900 دولار. في ظل استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي، الذي وصل لأعلى مستوى له في 25 شهرًا.
عاد الدولار إلى مستويات ما قبل الجائحة، وكان قريبًا من تسجيل أفضل أداء شهري منذ عام 2015، مدفوعًا بتوقعات تشديد السياسة النقدية بوتيرة أكثر حدة.
كما عززت توقعات الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة الأمريكية وتدفقات الملاذ الآمن التي دعمها تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا، الدولار بشكل كبير.
يتحرك الذهب غالبًا في اتجاه عكسي مع الدولار الأمريكي. لذا فإن صعود الدولار يجعل الذهب المسعر بالعملة الأمريكية أقل جاذبية لحاملي العملات الآخرين.
توقعات بتراجع الطلب على الذهب
تلقى المعدن الأصفر بعض الدعم من التصريحات التي أدلى بها المسؤولين الروسيين أمس الثلاثاء، بشأن الحرب في أوكرانيا.
تسببت هذه التصريحات في زيادة قلق وخوف المستثمرين من استمرار الحرب الأوروبية. بعد أن أكد فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، أن المباحثات وصلت إلى طريق مسدود.
وتواصل القوات الروسية هجومها العنيف على المدن الأوكرانية. ومازالت الدول الغربية تفرض المزيد من العقوبات ضد روسيا.
زاد إقبال المستثمرين على الذهب خلال جلسة أمس باعتباره ملاذ آمن في أوقات الأزمات السياسية. لكن المحللون يرون أنه من غير المرجح أن يستمر الطلب على الذهب.
من ناحية أخرى، أعلنت شركة جازبروم الروسية. وقف إمدادات الغاز الطبيعي لبلغاريا وبولندا، بسبب فشلها في دفع سعر الغاز بالروبل الروسي.
كان قد جاء هذا القرار ردًا على العقوبات الصارمة التي فرضتها الدولية الغربية على قطاع النفط الروسي، بسبب حربها في أوكرانيا.
كما تراجعت اليوم الأربعاء أغلب مؤشرات الأسهم الآسيوية، بفعل زيادة المخاوف بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي مع استمرار ارتفاع التضخم والتوترات السياسية.
وزاد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة على رأسهم الدولار الأمريكي والسندات الحكومية على حساب الأصول عالية المخاطر.
أداء المعادن الأخرى
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة بلغت 0.2%، لتصل إلى 23.43 دولار للأوقية.
وتراجع البلاتين بنسبة 1.3% خلال تعاملات اليوم الأربعاء، حيث تم تداوله عند 920.23 دولار، كما هبط البلاديوم بنسبة 0.1% ليصل إلى 2183.36 دولار.