الدولار يرتفع تحت ظل تحذيرات روسية للهجوم على أوكرانيا: سجل الدولار الأمريكي اليوم الاثنين أعلى مستوى له في أسبوعين، مع زيادة إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.
أدت التحذيرات المستمرة من البيت الأبيض من غزو روسي وشيك لأوكرانيا إلى زيادة قلق المستثمرين والعزوف عن الأصول الخطرة.
وقالت الولايات المتحدة إن روسيا قد تنفذ هذه الخطوة قبل أو بعد دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في العاصمة بكين.
وأشارت إلى أن روسيا تنوي خلق ذريعة لشن هجوم عسكري في أي لحظة، مطالبة المواطنين الأمريكيين بمغادرة أوكرانيا على الفور.
ومن جانبها، أكدت روسيا أمس الأحد أنها ستدافع عن كل شبر في أراضي حلف شمال الأطلسي، وبالفعل قامت روسيا بنشر قوات جديدة على طول الحدود مع أوكرانيا.
ونفت روسيا أي نية لشن هجوم عسكري على أوكرانيا، واتهمت الإدعاءات الغربية بأنها “هيستريا”.
الين يرتفع مقابل الدولار
ارتفعت عملة الملاذ الآمن الين الياباني بنسبة 0.3% ليصل إلى 115.15 ين مقابل الدولار الأمريكي، كما ارتفع بنسبة 0.6% مقابل العملة الأوروبية.
واستقر الفرنك السويسري عند مستوى 1.0479 أمام العملة الأوروبية، ليبقى بالقرب من أعلى مستوى له منذ 3 فبراير الجاري، والذي سجله يوم الجمعة.
مازالت الأسواق العالمية في حالة تأهب استعدادًا لأي خطوة تصعيدية بخصوص الأزمة الروسية الأوكرانية.
وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية بنسبة 0.4%، ليصل إلى 96.328 وهو أعلى مستوى له منذ مطلع الشهر الجاري.
كما ارتفع سعر الروبل الروسي بنسبة 0.2%، ليتم تداوله اليوم الاثنين عند 76.99 روبل مقابل الدولار الأمريكي.
وكان الروبل قد تراجع لأدنى مستوى له منذ 28 يناير الماضي خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي، بفعل تخلص المستثمرين من الأصول الروسية.
وتراجع اليورو بنسبة 0.4% ليصل اليوم إلى 1.1309 دولار، وهو أقل مستوى له منذ الثالث من فبراير الجاري.
وكانت العملة الأوروبية قد تراجعت خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي، نتيجة زيادة إقبال المستثمرون على العملات الآمنة. خوفًا من تشديد السياسة النقدية من قبل البنك المركزي الأوروبي.
مخاوف الحرب تهيمن على الأسواق
يرى المحللون أن أغلب الدول الأوروبية تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية، مما يجعل اقتصاد منطقة اليورو في خطر. في حال حدوث أي تصعيد بشأن الصراع في أوكرانيا.
من ناحية أخرى، تنتظر الأسواق أي قرارات من جانب البنوك المركزية بشأن السياسة النقدية وأسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وصرحت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي. أن أي خطوة تخص السياسة النقدية الأوروبية ستتم بشكل تدريجي.
يشار إلى ان معدل التضخم في منطقة اليورو قد سجل مستوى قياسي، رغم انحسار وباء كورونا وتعافي الاقتصاد الأوروبي بشكل كبير.
ومن المقرر أن يصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي محضر اجتماعه الأخير لشهر يناير يوم الأربعاء المقبل.
ويستبعد المحللون أن يكون لأي إجراء يعلن عنه المركزي الأمريكي تأثير يذكر على الأسواق العالمية في ظل استمرار مخاطر التصعيد بشأن الأزمة الأوكرانية.
الأسواق تتابع قرارات البنوك المركزية
تشير توقعات الأسواق إلى رفع سعر الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس خلال الشهر المقبل، خاصة بعد أن أظهرت البيانات استمرار ارتفاع التضخم.
في حال تأكيد صحة هذه التوقعات، فإن الدولار الأمريكي سيزداد قوة، مما سيؤثر سلبًا على أداء العملات الأجنبية الأخرى.
في الوقت نفسه، فإن استمرار مخاوف نشوب حرب عسكرية بين روسيا وأوكرانيا، سيؤدي لتراجع الروبل الروسي.
ومن المتوقع أن يزيد إقبال المستثمرون على عملات الملاذ الآمن على رأسهم الين الياباني، لحين استقرار الأوضاع السياسية في العالم.