الدولار يواصل ارتفاعه باعتباره الملاذ الآمن لحين اجتماع الاحتياطي الفيدرالي: سجل الدولار الأمريكي في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي مكاسب قوية للأسبوع الثاني، مع زيادة إقبال المستثمرين عليه باعتباره ملاذ آمن.
وتحولت أنظار المستثمرين والأسواق حاليًا إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، المقرر عقده الأسبوع القادم.
كان الدولار قد شهد موجة تقلب عنيفة خلال الفترة الأخيرة، نتيجة ضعف بيانات الاقتصاد الأمريكي، وارتفاع أسعار السلع والمستهلكين.
مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسة
وارتفع مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية- بنسبة ضئيلة خلال جلسة الجمعة الماضية ليصل إلى 92.873.
وفي أسبوع، صعد المؤشر بنسبة 0.1% بعد أن ارتفع في وقت سابق بنسبة 0.6%.
ومنذ مطلع يونيو ربح الدولار نحو 0.6%، مقارنة بـ 2.8% خلال يونيو الماضي.
وكان المؤشر قد وصل إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف الشهر خلال تعاملات يوم الأربعاء الماضي، حيث سجل 93.194.
وذلك بفضل الأرباح القوية التي سجلتها بورصة “وول ستريت” والتي عززت ثقة المستشمرين وهدأت المخاوف بنسبة كبيرة.
صعود العملات مع ارتفاع الشهية للمخاطرة
كان المستثمرين يشعرون بالقلق حيال زيادة أعداد الإصابة بفيروس كورونا ومتغير “دلتا” شديد العدوى، والتي من شأنها عرقلة تعافي الاقتصاد العالمي.
وارتفعت الشهية للمخاطرة يوم الجمعة الماضية، وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية، وسجلت أدوات الخزانة عمليات بيع قوية.
كما حققت أغلب العملات المرتبطة بالسلع الأولية مكاسب جيدة، وتراجعت العملة الأمريكية عن أعلى مستوياتها.
ومنذ مطلع هذا الشهر، خسرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات نحو 18 نقطة أساس.
لتسجل أكبر تراجع شهري منذ مارس 2020، وبالطبع تأثر ت العملة الأمريكية حيث يتحرك سعر الدولار بالتزامن مع العوائد الأمريكية.
وارتفع الدولار الأمريكي الذي يعد أحد الملاذات الآمنة أمام الين الياباني بنسبة 0.3%، ليصل إلى 110.54 ين.
في حين، استقر سعر اليورو عند 1.1775 دولار، ولم يتأثر بالقراءات المتابينة لمسوح مديري المشتريات في ألمانيا وفرنسا ومنطقة اليورو بأكملها.
وتعافى الجنيه الإسترليني من الخسائر القوية التي سجلها الأسبوع الماضي، والتي وصلت إلى 1.3%، ليستقر عند 1.3741 .
وذلك بفضل تعافي الإقبال على المخاطرة، مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بشكل واسع في العديد من الدول الأوروبية.
أما الدولار الأسترالي الذي يعد مؤشر لقياس معدل الرغبة على المخاطرة، فقد تراجع خلال تعاملات الجمعة الماضية بنسبة 0.3% ليصل إلى 0.7360 دولار.
وبذلك يتجه الدولار الأسترالي إلى تسجيل تراجع تبلغ نسبته 0.5% خلال الأسبوع الماضي، وهي الخسارة الأسبوعية الرابعة على التوالي.
متغير “دلتا” يزيد المخاوف ويهدد النمو العالمي
وخلال يوليو الجاري، توسعت أنشطة أعمال منطقة اليورو بأسرع وتيرة شهرية في مدة تزيد عن 20 عامًا، بفضل انتعاش قطاع الخدمات بعد تخفيف القيود التي فرضت خلال وباء كورونا.
لكن المخاوف تزداد بشأن ظهور سلالات جديدة من الفيروس أشد عدوى وأوسع انتشارًا، ومن تأثيرها على تعافي الاقتصاد العالمي.