الذهب عند أعلى مستوى في عامين مع اشتعال الحرب

الذهب عند أعلى مستوى في عامين مع اشتعال الحرب: أنهى الذهب تعاملات الأسبوع الماضي على ارتفاع هائل، حيث سجل أعلى أرباح في عامين، متجهًا نحو مستوى 2000 دولار للأوقية.

استفاد المعدن الأصفر من تدهور الأوضاع السياسية بين روسيا وأوكرانيا، وفشل الجولة الأولى من المباحثات الهادفة للسلام.

ارتفعت أسعار الذهب مع زيادة مخاوف المستثمرين، بشأن استمرار الهجمات الروسية العنيفة على أوكرانيا، واندلاع حرب أوروبية لا نهاية لها.

وأدى التراجع الحاد في مؤشرات الأسهم العالمية خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي، إلى عزوف المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر.

اتجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، مما دفع المعدنالنفيس للارتفاع باعتباره أحد الأصول الآمنة في أوقات التقلب والاضطرابات الاقتصادية والسياسية.

من ناحية أخرى، أظهر تقرير التوظيف الشهري في الولايات المتحدة، ارتفاع قوي في عدد الوظائف، لكن الأجور ثابتة دون زيادة، مما عزز أسعار الذهب.

ويرى المحللون أن تقرير الوظائف الإيجابي سيساعد الاحتياطي الفيدرالي في رفع سعر الفائدة خلال الاجتماع المقبل.

الذهب يقفز 4.2%

ارتفع سعر الذهب القياسي بالعقود الآجلة بنسبة تصل لـ 4.2%، مسجلًا أعلى ربع أسبوعي منذ يوليو 2020، عندما وصل السعر القياسي للذهب عند 2100 دولار للأوقية في أغسطس 2020.

بعد ذلك تراجع الذهب ووصل سعره إلى 1600 دولار للأوقية، ثم ارتفع مرة أخرى إلى 1976 دولار للأوقية، لكنه لم يخترق حاجز الـ 2000 دولار.

واستقرت عقود الذهب الآجلة عند 1.966.60 دولار للأوقية، مرتفعة بنسبة 1.6%.

يرى المحللون أن استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، وزيادة معدل التضخم لمستويات قياسية في أمريكا، جعل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين.

 الحرب الروسية تدفع المعدن النفيس للصعود

ارتفع الطلب على الملاذات الآمنة بعد ضرب القوات الروسية لأكبر محطة نووية في أوروبا، في جنوب شرق أوكرانيا.

مازال الجيش الروسي مستمر في هجومه العنيف ضد روسيا، ويحاول الاستيلاء على جميع المدن الأوكرانية.

تشير التوقعات إلى استمرار الطلب المرتفع على الملاذات الآمنة، في ظل التراجع الحاد للأسهم الأوروبية والأمريكية وعمليات البيع الواسعة وانهيار اليورو.

أدى النمو في أسعار الولايات المتحدة بفعل الفائدة المنخفضة إلى زيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن. ودفع الذهب لمزيد من الصعود.

هل يواصل المعدن الأصفر الصعود في ظل رفع الفائدة

يتوقع المحللون أن يقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الشهر الجاري، لمواجهة الضغوط التضخمية.

مما يزيد احتمالات ارتفاع الدولار الأمريكي لمستويات قياسية، مما يقلل من جاذبية الذهب، الذي لا يدر أي عائدًا.

في نفس الوقت، فإن ارتفاع معدل التضخم في أمريكا وأوروبا إلى مستويات قياسية، سيقلل من التأثير المحتمل لرفع الفائدة على المعدن الأصفر.

يعد الذهب أداة تحوط ضد التضخم المرتفع، كما أنه ملاذ آمن في أوقات التقلب. لذا يتوقع المحللون استمرار ارتفاع المعدن الأصفر خلال الأيام المقبلة، حتى مع رفع سعر الفائدة.

كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد أعلن في مارس 2020 خفض معدل الفائدة إلى قرابة الصفر، وظلت الفائدة عند هذا المعدل منذ ذلك الوقت.

وانكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة تبلغ 3.5% خلال عام 2020، مع زيادة التقلبات التي تسببت فيها جائحة كورونا.

وفي العام الماضي، تعافى الاقتصاد الأمريكي وعاد للنمو مرة أخرى بنسبة تبلغ 5.7%، لينمو بأسرع وتيرة منذ عام 1982.

في الوقت نفسه، ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة لمستوى قياسي، فاق النمو الاقتصادي، مسجلًا أعلى وتيرة منذ 40 عامًا.

ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يتابعه الاحتياطي الفيدرالي في مطلع عام 2021 بنسبة 5.8%، وارتفع خلال الشهور الـ 12 حتى يناير بنسبة 6.1%.