الذهب فوق 1850 دولار مع تراجع عوائد السندات الأمريكية: صعدت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بنسبة طفيفة، واستقرار الدولار الأمريكي.
يتابع المستثمرون عن كثب كيفية تفاعل الذهب مع إنهاء الإغلاق في المركز التجاري الصيني شنغهاي. واستئناف العمل في المصانع والمحلات التجارية.
وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات، مما عزز جاذبية المعدن الأصفر، الذي لا يدر أي فائدة.
واستقرت العملة الأمريكية، بعد أن وصلت لأعلى مستوى لها في أكثر من أسبوع خلال جلسة أمس الأربعاء، مما جعل الذهب أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى.
ويرى المحللون أن المعدن الأصفر تحرك خلال هذا الأسبوع في نطاق ضيق ما بين 1828 دولار و1864 دولار، حيث كان يحوم بشكل عام حول مستوى 1850 دولار.
وأشاروا إلى أن التداول في هذا النطاق من المحتمل أن يستمر خلال الأيام المقبلة، في ظل المشهد الضبابي الحالي وغياب الأخبار الهامة.
وأضافوا أن المؤسسات التي تمتلك كميات كبيرة من المعدن الأصفر قد يتم تصفيتها من أجل جمع الأموال.
الذهب يسجل 1852.3 دولار للأوقية
ارتفعت أسعار الذهب في السوق الفورية عند مستوى 1852.3 دولار للأوقية، في حين استقرت العقود الأمريكية الآجلة للمعدن النفيس عند 1848.20 دولار.
أثر ارتفاع الدولار لأعلى مستوياته في عقدين على زخم أسعار الذهب. ودفعه للتراجع عن المستويات القياسية التي سجلها خلال مارس الماضي، بفعل الحرب الروسية في أوكرانيا.
كما أن قرار الاحتياطي الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية وإلغاء سياسة التحفيز الهائل. ورفع أسعار الفائدة أكثر من مرة هذا العام لمواجهة التضخم المرتفع، كان له تأثير سلبي على المعدن النفيس.
كان معدل التضخم في الولايات المتحدة قد ارتفع لأعلى مستوياته في نحو 40 عامًا. مما دفع البنك المركزي لرفع سعر الفائدة، في محاولة للسيطرة عليه.
وصرح جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، إن البنك مستمر في رفع معدل الفائدة لأعلى مستوى إذا لزم الأمر، من أجل كبح جماح التضخم وحماية الاقتصاد من الركود.
وأكد باول خلال لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع. أن السيطرة على التضخم المرتفع هي الهدف الأول من زيادة الفائدة.
يتأثر الذهب بشكل كبير من زيادة الفائدة الأمريكية، حيث يصبح الدولار أكثر قوة. مما يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
التوترات الجيوسياسة تزيد فرصة ارتفاع الملاذ الآمن
بالرغم من أن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية قصيرة الأجل يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي لا يدر أي فائدة، إلا أن التوترات السياسة تعززه بشكل كبير.
يعد الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات الاقتصادية والتوترات السياسية. حيث يزيد الإقبال عليه خوفًا من التقلبات والاضطرابات.
وبالفعل ارتفع الذهب لمستويات قياسية مع بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا. مع عزوف المستثمرون عن المخاطرة.
ولكن يبدو أن السوق بدأ يستوعب الصراع السياسي بين روسيا وأوكرانيا. ولم تعد الحرب الأوروبية مؤثرة بشكل قوي على الأسواق العالمية.
وفي ظل التضخم المرتفع المصحوب بمخاوف الركود من المتوقع أن يحافظ الذهب على مستواه الحالي عند 1800 دولار للأوقية.
من ناحية أخرى، أدت العقوبات الغربية التي فرضت ضد موسكو بسبب العمليات العسكرية العنيفة التي تقوم بها في أوكرانيا، إلى زيادة التوترات، مما يعزز أسعار الذهب.
أداء المعادن الأخرى
على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، استقر سعر الفضة خلال التعاملات الفورية عند مستوى 21.80 دولار للأوقية.
وتراجع سعر البلاتين بنسبة 0.8%، حيث تم تداوله عند 988.44 دولار. بينما ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 0.5%، ليصل سعره في نهاية جلسة اليوم الخميس إلى 2007.85 دولار.