الذهب يتراجع بفعل ارتفاع الدولار الأمريكي على إثر انتشار دلتا: تراجعت أسعار الذهب بنسبة تتجاوز الـ 1% ليصل خلال تداولات أمس الثلاثاء إلى أدنى مستوياته منذ منتصف أبريل الماضي، مع صعود الدولار قبيل الإعلان عن تقرير الوظائف الأمريكية الأسبوع الجاري.
ويتوقع المحللون أن تسجل الولايات المتحدة بيانات توظيف قوية بنسبة كبيرة، مع تعافي الاقتصاد الأمريكي من أزمة كورونا.
ومن الممكن أن تدعم تلك البيانات القوية الموقف المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي اتخذه في اجتماعه الأخيرة.
ويرى خبراء الاقتصاد أن الدعوات إلى زيادة أسعار الفائدة قريبًا ستزداد بكثير من الاحتياطي الفيدرالي في حال تحقيق رقم وظائف أفضل من التوقعات.
وفي تمام الساعة 10:12 بتوقيت جرينتش، انخفضت أسعار المعدن الأصفر في التعاملات الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 1753.66 دولار للأوقية، بعد أن اقترب من 1749.20 دولار، وهو أقل مستوى له منذ منتصف أبريل الماضي.
كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنفس النسبة لتصل في نهاية الجلسة إلى 1755.20 دولار، نتيجة قوة الدولار الأمريكي.
الذهب يتراجع مع صعود مؤشر الدولار
ارتفع مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية- بنسبة 0.3% مما جعل المعدن الأصفر أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
هذا بالإضافة إلى توقعات بعض المستثمرين الإعلان عن بيانات وظائف أفضل من المتوقع، واستمرار صعود الدولار.
فمن المتوقع أن تكشف بيانات الوظائف غير الزراعية الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية والمقرر الإعلان عنها يوم الجمعة القادم زيادة تبلغ 690 ألف وظيفة خلال الشهر الجاري. مقابل 559 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي.
وتأتي البيانات عقب تصريحات “توماس باركين” رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في “ريتشموند” والتي أشار فيها إلى التقدم الجوهري الذي احرزه الاحتياطي الفيدرالي في هدف التضخم من أجل البدء في تقليل مشتريات الأصول.
وتأثرت أسعار الذهب أيضًا بارتفاع عوائد سندات الخزانة الحكومية. وترقب المستثمرون لتطورات تسارع التضخم ونمو سوق العمل والكشف عن بيانات التوظيف. بجانب تفشي سلالة “دلتا” مع فيروس كوفيد-19 في عدد من دول العالم مثل الهند.
قرارات الاحتياطي الفيدرالي تضغط على المعدن الأصفر
تشير أغلب الدلائل إلى زيادة أسعار الفائدة الأمريكية في وقت أقرب من المتوقع. مما يشكل ضغوط قوية على المعدن الأصفر، ومن المتوقع تراجعه إلى مستوى 1730 دولار للأوقية.
وبالنظر إلى الموقف الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وميله نحو التشدد وإيقاف العمل بسياسة التيسير النقدي. صار من الصعب أن يسجل الذهب صعود قوي خلال الفترة المقبلة.
يشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد أعلن خلال اجتماعه الأخير تثبيت أسعار الفائدة الحالية والتي تتراوح ما بين صفر إلى 0.25%. واستمرار العمل بالسياسة النقدية الميسرة.
لكن في نفس الوقت كان هناك تلميحات من قبل أعضاء المجلس بضرورة تشديد السياسة النقدية. خلال الفترة المقبلة ورفع أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع، لمواجهة التضخم المرتفع.
وتوقع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بواقع مرتين قبل حلول نهاية عام 2023. مقارنة بتوقعات أبريل الماضي والتي كانت تشير إلى رفعها بحلول نهاية عام 2024.
كان لتلك التوقعات أثر قوي على أداء الأسواق العالمية والمعدن الأصفر أيضًا. ودعمت صعود الدولار بشكل قوي، مما أدى إلى تقلب أسعار الذهب ما بين الصعود والهبوط خلال تداولات الأسبوع الجاري.
أداء المعادن الأخرى
تأثر أداء باقي المعادن بتراجع المعدن الأصفر، فقد انخفضت أسعار الفضة بنسبة 1.7% دولار للأوقية.
كما انخفض البلاتين بنسبة 2% ليسجل 1068 دولار، وانخفض البلاديون بنسبة 0.8% ليصل في ختام جلسة أمس إلى 2665.74 دولار.