الذهب يتراجع بفعل ارتفاع عوائد السندات الأمريكية: تراجعت أسعار الذهب خلال التعاملات المبكرة من صباح اليوم الاثنين في السوق الآسيوية، مع ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات.
مازال مجلس الاحتياطي الفيدرالي متمسكًا بسياسة التشديد النقدي، بفعل استمرار ارتفاع التضخم خاصة في ظل استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا.
أعلن عدد كبير من أعضاء المجلس تأييدهم لرفع معدل الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل. لمواجهة الضغوط التضخمية.
ومن المتوقع أن يرفع المجلس سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة بحلول اجتماع يونيو المقبل. خاصة في ظل التوقعات المتزايدة بشأن ارتفاع التضخم السنوي.
في الوقت نفسه، من المحتمل أن تشن روسيا هجمات جديدة عنيفة في شرق أوكرانيا خلال الأيام المقبلة. مما سيعزز الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.
الذهب يتراجع بنحو 0.15%
في تمام الساعة 05:08 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.15%. بعد أن اقتربت من أعلى مستوى لها في أكثر من أسبوع في وقت سابق من الجلسة عند 1949.32 دولار.
في المقابل، ارتفع الدولار الذي يتحرك غالبًا في اتجاه عكسي مع الذهب خلال تعاملات اليوم الاثنين. مدعومًا بتوقعات رفع أسعار الفائدة أكثر من مرة هذا العام.
واستقر مؤشر الدولار ليبقى بالقرب من أعلى مستوى له، بعد أن تخطى مستوى 100 نقطة خلال تعاملات يوم الجمعة، وذلك لأول مرة منذ حوالي عامين.
وواصل العائد القياسي لسندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات الصعود، حيث ارتفع اليوم بنحو سبع نقاط. بعد أن ارتفع يوم الجمعة إلى 2.73% وهو أعلى مستوى له منذ مارس 2019.
ومن جانبها، قالت لوريتا ميستر. رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في ولاية كليفلاند، إن الولايات المتحدة ستتجنب الركود بشتى الطرق، حتى في ظل تشديد السياسة النقدية.
وأشارت إلى أن معدل التضخم سيظل عند أكثر من المستوى المستهدف 2%، حتى العام المقبل. في ظل التوترات السياسة الراهنة.
ترقب شديد لاجتماعات البنوك المركزية
من المقرر أن يعقد بنك كندا وبنك الاحتياطي النيوزيلندي اجتماعات يوم الأربعاء المقبل. لاتخاذ قرار بشأن سياستهم النقدية خلال الفترة المقبلة.
كما سيعقد البنك المركزي الأوروبي وبنك كوريا أيضًا اجتماعات يوم الخميس القادم. لبحث سبل مواجهة التضخم العالمي المرتفع في ظل الأزمة السياسية الراهنة.
من ناحية أخرى، قامت القوات الروسية أمس الأحد بقصف أهدافًا في شرق أوكرانيا بالصواريخ والمدفعية. مما أثار قلق المستثمرين بشأن تأثير الحرب على الاقتصاد العالمي.
كانت الأسواق قد انتعشت خلال الأسبوع الماضي وتحسنت معنويات المستثمرين مع بدء جولة جديدة من المباحثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في تركيا.
وعادت المخاوف من جديد بفعل فشل هذه الجولة، مما ينذر باشتعال الحرب مرة أخرى واستمرار القتال، الذي سيؤثر بالطبع على نمو الاقتصاد العالمي.
من جانبه، أعلن كارل نيهامر، المستشار النمساوي، أنه يخطط لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق من اليوم الاثنين.
أداء المعادن الأخرى
على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، استقر سعر الفضة عند 24.75 دولار للأوقية، خلال تعاملات اليوم الاثنين.
ارتفع سعر معدن البلاتين بنسبة تصل إلى 0.7%، كما قفز سعر البلاديوم بنسبة 2.8% بعد أن سجل أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين في وقت سابق من الجلسة.
وكان البلاديوم قد ارتفع بنسبة 8.6% خلال تعاملات يوم الجمعة، بفعل تصاعد الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث تعد روسيا أكبر منتج للمعدن على مستوى العالم.
كان سوق لندن، أكبر مركز تجاري للمعادن قد أعلن تعليق البلاتين والبلاديوم الروسي المكرر حديثًا عن التداول، في إطار العقوبات ضد روسيا.
في ظل الظروف السياسة والاقتصادية الحالية، ما بين قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات وتشديد السياسة النقدية واستمرار الحرب الأوروبية، صار من الصعب توقع أداء الذهب خلال الفترة المقبلة.
لكن في ظل استمرار الهجمات الروسية ضد أوكرانيا فمن المتوقع أن يحافظ الذهب على الأقل عند مستويات 1900 دولار للأوقية.