الذهب يتراجع عقب تصريحات باول بشأن رفع الفائدة: تراجعت أسعار الذهب خلال التعاملات المبكرة من اليوم الأربعاء في آسيا، لكنه استقر بالقرب من مستوياته المرتفعة التي سجلها الأسابيع الماضية.
عززت الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا الطلب على الذهب باعتباره ملاذ آمن. ودفعته للصعود خلال الجلسات السابقة.
في الوقت نفسه، تأثرت معنويات السوق بدعوات صانعي السياسة النقدية بالاحتياطي الأمريكي. لتسريع وتيرة رفع سعر الفائدة.
قرر المركزي الأمريكي الأسبوع الماضي رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. لمواجهة الارتفاع الهائل في معدل التضخم.
ففي تمام الساعة 05:06 صباحًا بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر بنسبة 0.02%. لتصل إلى 1921.20 دولار.
الذهب يواجه المزيد من الضغوط
يرى المحللون أن الذهب سيواجه ضغوط قوية خلال الأشهر المقبلة. في ظل احتمالية رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة أسرع.
تؤدي زيادة الفائدة الأمريكية إلى زيادة قوة الدولار الذي يتحرك غالبًا في اتجاه عكسي مع الذهب. حيث يصبح الذهب الذي لا يدر أي عائدًا أكبر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن الضغوط التضخمية التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي تدفعنا لرفع الفائدة أكثر من مرة هذا العام.
وأضاف باول خلال حديثه يوم الاثنين الماضي. إن الاقتصاد الأمريكي تعافى بالصورة التي تسمح برفع الفائدة والبدء في تشديد السياسة النقدية.
من جانبه، دعا جيمس بولارد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، المركزي الأمريكي إلى رفع سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة إلى 3% هذا العام.
وأشار بولارد إلى أن التضخم الأمريكي وصل إلى مستوى قياسي، لذا يجب التحرك للسيطرة عليه في أسرع وقت.
وقالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو أمس الثلاثاء إن الوقت قد حان لإنهاء سياسة التيسير النقدي.
يتوقع المحللون بنسبة 72.2% أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس خلال اجتماعه المقل في مايو 2022.
ومن المحتمل أن يقر المجلس زيادة أكبر من 50%، في ظل الدعوات المستمرة من قبل الأعضاء لتشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة بوتيرة أكبر.
يشار إلى أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفعت اليوم لأعلى مستوى لها منذ مايو 2019.
الدعم مازال مستمر
رغم دعوات تشديد السياسة النقدية واحتمالية رفع الفائدة أكثر من مرة هذا العام، إلا أن الذهب مازال يتلقى دعمًا قويًا من الحرب الأوروبية.
مازال الإقبال مستمر على المعدن الأصفر من قبل المستثمرين الذين يبحثون عن الملاذ الآمن، لمواجهة التوترات السياسية الحالية بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
كانت الأسواق قد هدأت وتحسنت معنويات المستثمرين مطلع هذا الأسبوع، مع توقعات نجاح مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
لكن حتى الآن لم تظهر أي بوادر على نجاح الجولة الثالثة من المفاوضات، ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء حالة الحرب.
على العكس رفضت أوكرانيا رسميًا تسليم بعض المدن، مما ينذر بعودة الهجمات الروسية العنيفة على المدن الأوكرانية من جديد.
توقعات اشتعال الحرب دفع الأسواق للتراجع، وزاد حالة الاضطراب والتقلب، مما دفع المستثمرين للملاذات الآمنة على رأسهم الذهب.
من ناحية أخرى، يترقب المستثمرون حديث جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وكريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، وأندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، في وقت لاحق من اليوم الأربعاء.
أداء المعادن الأخرى
على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت العقود الآجلة للفضة خلال تعاملات اليوم الأربعاء بنسبة 0.3%، في حين تراجع سعر البلاتين بنسبة 0.2%.
وواصل البلاديوم الارتفاع، حيث ارتفع اليوم بنسبة 3.2%، ليصل في نهاية الجلسة إلى 2565.02 دولار.
يشار إلى أن المعدن النفيس قد سجل مستويات قياسية مرتفعة خلال الجلسات السابقة، مستفيدًا من الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا.