الذهب يتراجع لأدنى مستوى في أسبوعين مع ارتفاع الدولار: هبطت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتسجل أدنى مستوى له في حوالي أسبوعين، مع استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد السندات.
تأثر الطلب على الذهب بارتفاع عوائد الدولار الأمريكي والخزانة، التي تتحرك في أغلب الوقت في اتجاه عكسي مع المعدن الأصفر.
تراجع الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.4%. ليصل إلى 1941.40 دولار للأوقية، بعد أن وصل لأدنى مستوى له منذ 8 أبريل الجاري.
وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب خلال تعاملات أمس الثلاثاء بنسبة بلغت 0.7%. حيث وصلت إلى 1944.80 دولار.
وانخفضت الأسعار إلى 1.8%، حيث قل إقبال المتعاملون على الملاذ الآمن. في ظل زيادة قوة الدولار وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات.
توقعات باستمرار الضغوط على الذهب
يرى محللو سوق السلع، إن استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي. في ظل توقعات المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة الأمريكية. سيزيد الضغوط على المعدن الأصفر.
كما أن تراجع بنك الصين الشعبي عن خفض أسعار الفائدة الأولية للقروض لأجل عام وخمسة أعوام. ينذر باستمرار الضغط على الذهب في الأسواق الآسيوية.
أعلن بنك الصين الشعبي في وقت سابق من اليوم الأربعاء، الحفاظ على أسعار الإقراض القياسية. وهو قرار مفاجئ للأسواق ويخالف جميع التوقعات.
ترى الأسواق أن القرار الصيني يشير إلى الحذر في طرح المزيد من إجراءات التيسير النقدي بالتزامن مع تباطؤ نمو الاقتصاد بسبب عودة الإغلاق خوفًا من تفشي فيروس كورونا.
من ناحية أخرى، فإن القيود المشددة التي فرضتها الحكومة الصينية في عدة مدن خلال الأسابيع الماضية. أثرت بشكل كبير على معنويات المستثمرين.
مزيد من التراجع مع ارتفاع العوائد وأسعار الفائدة
تقترب عوائد سندات الخزانة الأمريكية من أعلى مستوى لها في عدة سنوات. حيث يترقب المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة بوتيرة أسرع.
رفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل وارتفاع عوائد السندات الأمريكية دائمًا ما يدفعان المعدن الأصفر للتراجع. حيث تزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب غير المدر لأي فائدة.
من المتوقع أن يقرر الاحتياطي الأمريكي رفع أسعار الفائدة مرة أخرى خلال اجتماعه القادم. بعد الدعوات المتزايدة من أعضاء المجلس لرفعها بوتيرة أكثر حدة.
يشار إلى أن أسعار الذهب قد وصلت خلال جلسة يوم الاثنين الماضي إلى مستوى 2000 دولار للأونصة. قبل أن يتعرض لضغوط قوية خلال جلسة أمس واليوم.
في الوقت نفسه، مازال الذهب محافظًا على بعض المكاسب. بفعل الارتفاع الكبير في معدل التضخم العالمي، حيث يعد الذهب أداة تحوط ضد التضخم.
وفي ظل استمرار ارتفاع التضخم خاصة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فمن المتوقع أن يواصل المستثمرين الإقبال على المعدن الأصفر.
من ناحية أخرى، تعد الحرب الروسية في أوكرانيا من أكبر العوامل الداعمة لأسعار الذهب، الذي يعد ملاذًا آمنًا في أوقات التقلب، حيث يزيد إقبال المتعاملون على الذهب.
يشار إلى أن القوات الروسية شنت هجمات عنيفة على أوكرانيا صباح أمس الثلاثاء، بعد فشل المفاوضات المباشرة بين الطرفين، في التوصل لاتفاق بشأن إنهاء الحرب.
وتأثرت الأسواق العالمية باشتعال الحرب في أوروبا، حيث تراجعت الأسهم العالمية مع عزوف المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر من بينها الأسهم.
أداء المعادن الأخرى
على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، تراجع سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.8%، حيث تم تداولها عند 24.96 دولار للأوقية.
وانخفض سعر البلاتين بنسبة 1.5%، خلال تعاملات اليوم الأربعاء، ليصل إلى 976.47 دولار.
في المقابل، ارتفع سعر البلاديوم بنسبة تصل لـ 0.3%، حيث تم تداوله عند 2379.85 دولار، مستفيدًا من تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا.