الذهب يتراجع وسط توقعات زيادة جديدة في أسعار الفائدة: حافظ الذهب على استقراره خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، في ظل استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي، وتوقعات زيادة جديدة في أسعار الفائدة.
وتم تداول الذهب بالقرب من أدنى مستوى له في شهر. وسط حذر وترقب المستثمرين للاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وواصل الدولار الصعود مدعومًا بتوقعات رفع أسعار الفائدة خلال سبتمبر المقبل. مما قلل من جاذبية المعدن الأصفر، الذي لا يدر أي عائدًا.
وساهمت تصريحات صانعي السياسة النقدية بالاحتياطي الأمريكي. والتي تؤكد استمرار العمل بسياسة التشديد النقدي، في تعزيز سعر الدولار.
وقال عدد من المسؤولين بالمجلس، إنهم سيواصلون رفع سعر الفائدة إذا احتاج الأمر لذلك. واستمر التضخم في الارتفاع خلال الأشهر المقبلة.
كانت البيانات الأمريكية الأخيرة قد أظهرت تباطؤ تسارع التضخم. بالرغم من ذلك مازالت البنك المركزي يخشى الدخول في حالة ركود.
يشار إلى أن الذهب يتأثر سلبًا بقوة الدولار. حيث تقل جاذبية المعدن الأصفر ويصبح أكبر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
الذهب مازال دون 1800 دولار
استقر سعر الذهب في السوق الفورية عند مستوى 1738.24 دولار للأوقية. بعد أن سجل خلال جلسة أمس أدنى مستوى له منذ 27 يوليو الماضي، عند 1727.01 دولار للأوقية.
كما استقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب عند مستوى 1749.10 دولار.
ويتابع المستثمرون عن كثب كلمة جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الأمريكي. في ندوة جاكسون هول، للحصول على أي أدلة حول مقدار الزيادة الجديدة في أسعار الفائدة.
ويخشى المستثمرون أن يتحدث باول بلهجة متشددة، تؤكد الاستمرار في رفع أسعار الفائدة. مما يعني المزيد من التراجع في أسعار المعدن النفيس.
من ناحية أخرى، أدت مخاوف الركود إلى زيادة الإقبال على الدولار. مما أثر بشكل سلبي على المعدن الأصفر.
ويتوقع المحللون تراجع سعر المعدن الأصفر إلى 1700 دولار، وتسجيل المزيد من الخسائر في حال رفع سعر الفائدة خلال الاجتماع المقبل للاحتياطي الأمريكي.
يشار إلى أن مؤشر تقلب الذهب ” CBOE” وحماية الجانب السلبي من خلال خيارات البيع في ارتفاع. مما يزيد من مخاوف المزيد من الهبوط.
الدولار يعوض خسائره ويرتفع بنحو 0.2%
تمكن الدولار الأمريكي من تعويض الخسائر التي سجلها مؤخرًا، وارتفع خلال جلسة اليوم بنسبة 0.2%. محاولًا تجاوز أعلى مستوى له في عقدين، والذي سجله يوليو الماضي.
ساعد اتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة في مارس، بالإضافة إلى التصريحات المتشددة بشأن المزيد من الرفع، في تقليل جاذبية الذهب.
دفع التضخم المرتفع البنوك المركزية العالمية إلى رفع أسعار الفائدة، خوفًا من تباطؤ النمو والدخول في حالة ركود.
وبالرغم من أن الذهب يعتبر أداة تحوط ضد التضخم المرتفع، إلا أن الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة أدت الحد من مكاسب المعدن الأصفر.
كانت أسعار الذهب قد تراجعت بأكثر من 300 دولار، منذ أن تخطت المستوى الرئيسي 2000 دولار للأوقية مطلع مارس الماضي.
وكان الذهب قد استفاد بالحرب الأوروبية المندلعة بين روسيا وأوكرانيا، والتي بدأت في نهاية فبراير الماضي، حيث زاد الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنَا.
وبحسب توقعات المحللين، فإن الذهب قد يختبر مقاومة عند 1744 دولار للأوقية في السوق الفورية، وقد يؤدي تجاوز هذا المستوى إلى تحقيق مكاسب تصل لـ 1759 دولار.
أداء المعادن الأخرى
على صعيد المعادن الأخرى، تراجع سعر الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 0.7%، لتصل في نهاية الجلسة إلى 18.88 دولار للأوقية.
وهبط سعر البلاتين بنسبة 0.8% ليغلق الجلسة عند 868.50 دولار، في حين ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 0.8% ليصل إلى 2012.36 دولار.