الذهب يترقب إشارات من الاحتياطي الفيدرالي لتقليص مشترياته من الأصول: انخفض الذهب خلال التعاملات المبكرة اليوم الاثنين في آسيا، في ظل استمرار صعود الدولار الأمريكي، وقبيل الإعلان عن بيانات التضخم الأمريكي.
الذهب يتراجع إلى 1790 دولار
تتجه أنظار المستثمرين الآن إلى البيانات الأمريكية للحصول على أي إشارات حول الجدول الزمني لبدء الاحتياطي الفيدرالي في تقليص مشترياته من الأصول.
ففي تمام الساعة 4:39 صباحًا بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.10% لتصل إلى 1790.35 دولار. بعد أن سجلت تراجعًا أسبوعيًا بنسبة 2.1%.
في المقابل، ارتفع الدولار الأمريكي اليوم مستفيدًا من ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية وزيادة التدفقات نحو الملاذات الآمنة.
وسجل مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية أخرى- أعلى مستوى له في أسبوعين. مما جعل المعدن الأصفر أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وكشفت البيانات الصادرة عن لجنة تداول العقود الآجلة للسع الأمريكية. قيام المستثمرون بخفض صافي صفقاتهم الطويلة في مؤشر “كومكس” للذهب بنحو 15.324 عقدًا ليصل إلى 83.540 عقدًا خلال الأسبوع المنتهي في 7 سبتمبر.
بيانات التضخم الأمريكي والإنتاج الصيني محط الأنظار
ينتظر المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة والمقرر الإعلان عنها غدًا الثلاثاء. والتي تعد من أهم مؤشرات تعافي الاقتصاد.
كانت الحكومة الأمريكية قد أعلنت يوم الجمعة ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين خلال شهر أغسطس بنسبة 0.7% على أساس شهري و8.3% على أساس سنوي.
كما كشفت ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين الأساسي بنسبة 0.6% على أساس شهري و6.7% على أساس سنوي.
أما في منطقة آسيا فمن المقرر أن تعلن الحكومة الصينية عن بيانات الإنتاج الصناعي واستثمار الأصول الثابتة يوم الأربعاء المقبل.
سجل الطلب الفعلي على المعدن الأصفر في الهند تراجعًا ضئيلًا خلال الأسبوع الماضي. على الرغم من تصحيح أسعار السبائك.
وكان المستهلكون في أغلب الدول الآسيوية يتابعون عن كثب اتجاه وأداء أسعار الذهب العالمية. لذا كانت حركات التعامل هادئة إلى حدًا كبير.
قلق بشأن موعد تقليص التحفيز النقدي يؤثر على الذهب
أثرت تصريحات لوريتا ميستر، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في ولاية كليفلاند. بشكل كبير على أداء الأسهم العالمية والمعدن الأصفر.
قالت ميستر أنها مازالت ترغب في أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض مشترياته من الأصول خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري.
وتعد ميستر من أهم الأعضاء المؤيدين لبدء تقليص الأصول بشكل عاجل. على الرغم من استمرار انتشار فيروس كورونا والسلالة المتحورة “دلتا” وارتفاع أعداد المصابين بشكل كبير.
كما كشفت تقرير الوظائف الأمريكية الأخير لشهر أغسطس انخفاض عدد الوظائف الجديدة يفوق توقعات الأسواق والمحللين. فقد جاءت الأرقام مخيبة للآمال والتوقعات.
وكان جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي قد أكد في تصريحاته أن تعافي سوق العمل الأمريكي من أهم شروط تشديد السياسة النقدية وتقليص برنامج شراء السندات الهائل الذي بدأه المركزي الأمريكي خلال فترة الوباء.
وأشار باول إلى أن السوق الأمريكي قد بدأ يتعافي بالفعل من توابع جائحة كورونا. وألمح أن المجلس قد يبدأ في خفض برنامد التحفيز الهائل بحلول نهاية العام الجاري.
لكن البيانات الأمريكية الأخيرة سيكون لها تأثير قوي على قرار المجلس. حيث جاءت أضعف بكثير من المتوقع، وهذا يعني أن سوق العمل الأمريكي لم يتعافى بعد.
وحتى الآن لم يتمكن المستثمرون من الحصول على أي إشارات حول موعد بدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض مشترياته من الأصول، الأمر الذي زاد حالة الضبابية.
أداء المعادن الثمينة الأخرى
استقر سعر الفضة خلال تعاملات اليوم عند 23.72 دولار، وتراجع البلاتين بنسبة 0.1%. ليسجل خلال التعاملات المبكرة 955.01 دولار للأونصة، وهو أقل مستوى له منذ نوفمبر الماضي.
وسجل البلاديوم اليوم أدنى مستوى له منذ أغسطس 2020، إلا أنه نجح في تعويض بعض خسائره ليصعد بنسبة 0.3%.