الذهب يجني قليلًا من الأرباح بفعل تضارب تصريحات الفيدرالي: صعدت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الاثنين بمعدل بسيط، في ظل هيمنة القلق والتوتر على المستثمرين نتيجة الإشارات المتضاربة من جانب مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن تشديد السياسة النقدية، رغم بيانات التضخم التي جاءت أقل من التوقعات.
ففي تمام الساعة 06:24 بتوقيت جرينتش، ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 1783.16 دولار للأوقية. بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ 21 يونيو الجاري عند 1770.36 دولار في وقت سابق من الجلسة.
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.3% لتبلغ 1783.60 دولار، كما ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية، بنسبة 0.1% وهذا ما حد من ارتفاع المعدن الأصفر.
تراجع شهية المستثمرين بعد صريحات الفيدرالي المختلطة
كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد ألمح خلال اجتماعه الأسبوع الماضي برفع معدل الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا. والاتجاه إلى تشديد السياسة النقدية لمواجهة معدلات التضخم المرتفعة.
في الوقت نفسه، صرح عدد من مسؤولي المجلس أن التضخم المرتفع شئ مؤقت وعابر ولن يكون له تأثير قوي على قرار المجلس بشأن السياسة النقدية الحالية.
وتوقع أعضاء المجلس رفع معدل الفائدة مرتين بحلول نهاية عام 2023، مقارنة بتوقعات أبريل الماضي برفعها بحلول نهاية عام 2024.
تلك التصريحات المختلطة كان لها تأثير قوي في نفوس المستثمرين، الذين هيمن عليهم القلق بشأن اضطرار الاحتياطي الفيدرالي للتخلي عن السياسة النقدية الميسرة والاتجاه للتشدد.
تسببت التصريحات المتضاربة من قبل مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة إلى تراجع أسعار الذهب بنسبة 6% خلال الأسبوع الماضي. ثم تعافيها هذا الأسبوع وارتفاعه بنسبة 0.9%.
لكن شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي، كان لها دور في تهدئة الوضع بنسبة كبيرة، واستقرار الأسواق.
وقال باول في شهادته، أن التضخم ليس المحدد الوحيد الذي يعتمد عليه المجلس لاتخاذ القرارات بشأن أسعار الفائدة. مؤكدًا على أن معدلات التضخم المرتفعة مؤقتة ولن تستمر طويلًا.
يشار إلى أن أسعار الذهب قد ارتفعت خلال تعاملات الجمعة الماضية بنسبة 0.8%، بعد أن كشفت البيانات أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بالولايات المتحدة – وهو مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي- جاء أقل من التوقعات.
توقعات المحللين بشأن أسعار الذهب
كان المستثمرون يتابعون المفاضات القائمة بشأن صفقة البنية التحتية الأمريكية. وغالبًا ما ينظر المتداولين إلى المعدن الأصفر على أنه أداة تحوط ضد التضخم المرتفع. وبالتالي فمن المتوقع أن ترتفع أسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة في ظل ارتفاع معدلات التضخم.
ويرى المحللون أن ارتفاع مؤشر الدولار اليوم كان واحد من أسباب ضعف مكاسب الذهب. حيث حافظ الدولار على استقراره رغم بيانات التضخم التي جاءت أقل من المتوقع.
ومن جانبه، قال نيل كاشكاري رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس إنه لا يتوقع استمرار ارتفاع معدلات التضخم خلال الأشهر المقبلة، خاصة في ظل انحسار أزمة كورونا.
يرى المحللون أن البيانات الاقتصادية الحالية تشير إلى أن تقليص سياسة الاحتياطي الفيدرالي أمر بعيد المنال. وأن الأسواق ستعود إلى وضع الحزب على المدى القصير.
وأشاروا إلى أن أسعار الذهب ستظل محافظة على استقرارها على المدى القريب. مع الهدف قصير المدى عند 1790 دولار للأوقية.
أداء المعادن الأخرى
ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.3% خلال تعاملات اليوم لتصل إلى 26.14 دولار للأوقية، كما ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 0.6% ليصل إلى 2651.68 دولار، وصعد البلاتين بنسبة 0.1% ليصبح سعره 1111.83 دولار.