الذهب يرتفع مع تعافي الدولار الأمريكي وتراجع عوائد السندات الأمريكية: صعدت أسعار الذهب، للمرة الأولى في ثلاث جلسات، بدعم من تراجع عوائد السندات الأمريكية، وزيادة المخاوف بشأن ارتفاع حالات الإصابة بمتغير “دلتا”.
وذلك بعد تراجعه خلال الأيام السابقة، نتيجة تعافي الدولار الأمريكي وصعوده مرة أخرى أمام العملات الرئيسية الأخرى.
ارتفع المعدن الأصفر خلال المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 1815.61 دولار للأوقية.
حيث وصل إلى أدنى مستوياته في أسبوع خلال الجلسة السابقة عند 1794.06 دولار.
وكسبت العقود الأمريكية الآجلة للذهب نحو 0.5% خلال تعاملات أمس الثلاثاء لتصل إلى 1817.90 دولار.
يشار إلى أن عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات تراجعت بشكل كبير، وأصبحت بالقرب من أدنى مستوى في خمسة أشهر.
بفعل زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا حول العالم، وآثار الضغوط التضخمية على تعافي الاقتصاد العالمي.
متحور “دلتا” يعزز أسعار الذهب
خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، مما زاد مخاوف تفاقم الوباء مرة أخرى.
وتأثرت أسواق الأسهم بصورة كبيرة بتلك المخاوف، وشهد سوق الأسهم العالمي موجة بيعية قوية قبل أن ينتعش خلال تعاملات اليوم.
يشار إلى أن الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية قد أعلنوا من قبل تعافيهم بشكل جزئي من وباء كورونا، بفضل حملات التطعيم الواسعة ضد الفيروس.
وبدأت هذه الدول في تقليل الإجراءات الاحترازية ورفع القيود التي فرضت على السفر والتنقل خلال فترة الوباء، مما دعم نمو الاقتصاد العالمي.
ولكن مع تفشي متحور “دلتا” لجأ المستثمرون إلى الذهب باعتباره الملاذ الآمن خلال فترة التقلبات الاقتصادية والضبابية السياسية.
لكن مكاسب الملاذ الآمن التي سجلها الدولار خلال الأيام الماضية قللت من جاذبية المعدن الأصفر.
حيث ارتفع الذهب بالقرب من أعلى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف الشهر.
وارتفاع الدولار يؤثر على أسعار الذهب، حيث يؤدي صعود الدولار إلى ارتفاع تكلفة الذهب لحاملي بقية العملات الأخرى.
توقعات بمزيد من الصعود
وقال المحللون أن أسوق الذهب تلتقط أنفاسها بعد التراجع القوي في عوائد السندات الأمريكية.
وذلك نتيجة أن تراجع العوائد يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا.
وأشاروا إلى أن المعدن الأصفر ينافس الدولار على طلب الملاذ الآمن.
لذا من المتوقع أن يحد هذا التنافس من زحم الصعود على المدى القريب.
ويرى آخرون أنه مع زيادة معدلات التضخم العالمي، واحتمالية حدوث تضخم بفعل الركود الذي يشهده العالم، فمن المتوقع أن تصعد أسعار الذهب.
حيث إن متغيرات كورونا والسلالات الجديدة التي بدأت في الانتشار بجانب تداول عوائد السندات عند هذه المستويات المنخفضة سيدعمان المعدن الأصفر.
يشار إلى أن زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى أدى إلى تراجع التفاؤل في الأسواق العالمية.
فقد سجلت أسواق الأسهم العالمية أطول سلسلة خسائر لها منذ حوالي 18 شهرًا.
أي منذ بداية جائحة كورونا مازال مسلسل الخسائر، ومازالت تعاني من توابع الجائحة حتى الآن.
خلال السبعة أيام الماضية، وصل متوسط حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا حوالي 26 ألفًا.
كان هذا بحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
كما أن أغلب الدول الأوربية والآسيوية أعلنوا تفشي متغير “دلتا” شديد العدوى وتدهور الوضع الصحي بها.
مما دفعهم إلى إعادة فرض الإجراءات الاحترازية.
أداء المعادن الأخرى
على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت أسعار الفضة خلال تداولات أمس الثلاثاء بنسبة 0.3% لتصل إلى 25.12 دولار للأوقية.
وارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 2607.38 دولار، في حين استقر سعر البلاتين عند 1075.52 دولار.