الذهب يرتفع مع قفزة التضخم الأمريكي لأعلى مستوى في 13 عام: ارتفعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات أمس الثلاثاء، عقب بيانات أظهرت قفزة كبيرة في معدل التضخم الأمريكي.
وارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس بنسبة 0.2% أي ما يعادل 4 دولارات ليصل إلى 1809.90 دولار للأوقية.
وكشفت البيانات التي أعلنت عنها الحكومة الأمريكية أمس ارتفاع التضخم الأمريكي لأعلى مستوى في نحو 13 عامًا.
كما أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكيين بنسبة 5.4% خلال شهر يونيو الماضي، على أساس سنوي، وهي أكبر وتيرة صعود منذ 2008.
صحيح أن الذهب لم يتمكن من تحقيق مكاسب قوية خلال تعاملات أمس، بسبب صعود الدولار الأمريكي وتقلب عوائد سندات الخزانة بعد بيانات التضخم.
لكنه استفاد من ارتفاع مؤشر المستهلكين، وتمكن من الحفاظ على المكاسب التي حققها الجلسة السابقة، ولم يتراجع كما كان يتوقع البعض.
مؤشر الدولار يواصل الارتفاع ويضغط على الذهب
وارتفع مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية- بنسبة تبلغ 0.5% ليصل إلى 92.695 نقطة.
وكان الدولار الأمريكي قد ارتفع خلال تعاملات أمس قبيل الإعلان عن بيانات التضخم الأمريكي، وشهادة جيروم باول أمام الكونجرس.
ويتابع المستثمرون عن كثب شهادة باول اليوم الاربعاء وغدًا أمام الكونجرس، بحثًا عن أي إشارات بشأن السياسة النقدية للمجلس خلال الفترة المقبلة.
قفزة هائلة في التضخم تفوق التوقعات
واصل معدل التضخم الأمريكي ارتفاعه في الشهر الماضي بنسبة تفوق توقعات الأسواق والمحللين، حيث سجل أعلى مستوى منذ عام 2008.
رغم تعافي الاقتصاد الأمريكي – أكبر اقتصاد على مستوى العالم- من توابع جائحة كورونا، وارتفاع معدل نموه خلال الأشهر الماضية.
ارتفع مؤشر التضخم في أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة خلال يونيو الماضي بنسبة تبلغ 0.9%، وهي أعلى وتيرة منذ يونيو 2008.
وبعد أن ارتفع بنسبة تقدر بنحو 0.6% خلال شهر مايو الماضي، مقابل توقعات المحللين بارتفاعه بنحو 0.5%.
وعلى أساس سنوي، ارتفع المؤشر خلال الشهر الماضي بنسبة 5.4% وهي أعلى وتيرة منذ أغسطس 2008.
وكشفت البيانات الصادرة أمس ارتفاع معدل التضخم الأساسي في أسعار المستهلكين الأمريكيين خلال يونيو الماضي بنسبة 0.9% على أساس شهري.
بعد أن ارتفع خلال شهر مايو الماضي بنسبة 0.7%، في حين ارتفع المؤشر بنسبة تبلغ 4.5% على أساس سنوي، وهي أعلى وتيرة صعود منذ سبتمبر 1991.
كما ارتفع مؤشر أسعار البنزين بنسبة تبلغ 2.5% خلال الشهر الماضي، وارتفعت أيضًا أسعار الغذاء بنسبة 0.8% خلال نفس الشهر.
جاءت البيانات الأمريكية صادمة للكثير من المستثمرين، رغم توقعات ارتفاع التضخم إلا أن النسبة جاءت تفوق التوقعات، وأثارت قلق المستثمرين.
تتابع الأسواق والمتداولين عن كثب اليوم إدلاء جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي بشهادته اليوم أمام الكونجرس الأمريكي.
كان مجلس الاحتياطي الأمريكي قد اجتمع منتصف الشهر الماضي، وقرر الإبقاء على معدل الفائدة الحالي الذي يتراوح ما بين صفر إلى 0.25%.
كما قرر استمرار العمل بسياسة التيسير النقدي، لكنه ألمح باحتمالية الاتجاه إلى تشديد السياسة النقدية وتقليص التحفيز لمواجهة التضخم المرتفع.
أثارت تلك التلميحات قلق المستثمرين وشهدت الأسواق العالمية موجة تقلبات قوية عقب الإعلان عن نتائج الاجتماع.
لكن أسعار الذهب ارتفعت في هذا الوقت، واستفاد المعدن الأصفر باعتباره أداة تحوط ضد التضخم المرتفع، والملاذ الآمن في التقلبات.
إلى أن طمأن باول المستثمرين في شهادته أمام الكونجرس الشهر الماضي. وأكد أن المجلس لن يعتمد على التضخم وحده في اتخاذ قرار تشديد السياسة النقدية.
واليوم بعد الإعلان عن ارتفاع معدل التضخم مرة أخرى. يطمح المستثمرون أن تكون شهادة باول مطمأنة وتحمل إشارات تفاؤل كما حدث الشهر الماضي.