قفزة هائلة في أسعار النفط وسط توقعات بخفض إنتاج “أوبك”: ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الاثنين بأكثر من 4%، وسط توقعات خفض الإنتاج من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.
وقالت مصادر إن تحالف “أوبك بلس” يبحث خفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميًا، ويعد هذا أكبر انخفاض منذ بدء جائحة كورونا.
وتدرس مجموعة “أوبك” وحلفائها بقيادة روسيا تقليص الإنتاج بما يتراوح بين 0.5 مليون إلى مليون برميل يوميًا، لتعزيز أسعار النفط، بعد هبوطها في نهاية الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن تجتمع “أوبك بلس” يوم الأربعاء المقبل، لاتخاذ قرار نهائي بشأن معدل الإنتاج خلال الأشهر المقبلة.
وفي حال قررت المنظمة خفض الإنتاج، فسيكون هذا هو ثاني خفض شهري على التوالي تقره المنظمة. بعد أن قللت الإنتاج الشهر الماضي بمعدل 100 ألف برميل يوميًا.
تحاول المنظمة دعم سوق النفط، والحفاظ على استقراره، في ظل التقلبات القوية التي يشهدها السوق، بسبب العقوبات الغربية المفروضة ضد قطاع النفط الروسي.
وزادت حدة التقلبات بعد قيام روسيا بوقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خط أنابيب “ستريم نورد 1”. مما جعل أوروبا تعاني من أزمة كبيرة في الطاقة.
النفط يصعد، وخام برنت يرتفع بـ 4.29%
ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي “برنت” بنحو 3.65 دولار. أي ما يعادل 4.29%، ليصل سعر البرميل إلى 88.79 دولار.
وكان خام القياس قد أنهى تعاملات الأسبوع الماضي على انخفاض يبلغ 0.6%، بفعل الارتفاع الجديد في أسعار الفائدة الأمريكية بالإضافة إلى زيادة قوة الدولار.
وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 4.5%. أو ما يعادل 3.57 دولار، مسجلًا 83.07 دولار للبرميل. بعد هبوطه بنحو 2.1% خلال الجلسة الماضية.
كانت أسعار النفط قد تراجعت لمدة أربعة أشهر متتالية منذ يونيو الماضي. بسبب عمليات الإغلاق الواسعة التي فرضتها الصين، أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم.
اضطرت الحكومة الصينية إلى إعادة الإغلاق وفرض القيود المشددة من جديد. بعد ارتفاع عدد المصابين بفيروس كوفيد-19 خوفًا من تفشي الوباء.
كما تأثرت أسعار النفط بقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة للمرة الثالثة على التوالي بمقدار 75 نقطة أساس، في محاولة للسيطرة على التضخم المرتفع.
وزادت قوة الدولار الأمريكي مستفيدًا من الزيادة الجديدة التي أقرها المركزي الأمريكي في سعر الفائدة. مما أثر سلبًا على أسعار النفط ودفعها إلى التراجع.
أوروبا تواجه أزمة حادة في الطاقة
قالت وكالة الطاقة الدولية، إن أوروبا تواجه الآن أزمة قوية في الطاقة، ومن المتوقع أن تواجه مخاطر غير مسبوقة بشأن إمدادات الغاز الطبيعي بحلول الشتاء القادم.
وارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا بعد قطع روسيا أغلب الشحنات ردًا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد قطاع النفط الروسي.
وأشارت الوكالة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي ستكون مضطرة لخفض الاستخدام بمقدار 13% خلال الشتاء القادم في حال قيام بروسيا بقطع الغاز الطبيعي عنها بشكل كامل.
وأضافت أن المستهلك يقع عليه دور كبير في هذا الخفض. حيث يمكن للمواطنين الأوروبين تقليل درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن يوم الجمعة الماضية موافقته على خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 5% على الأقل. خلال ساعات الذروة.
حتى الآن، مازالت روسيا تشحن كميات قليلة من الغاز الطبيعي إلى سلوفاكيا عبر أوكرانيا. وإلى بلغاريا من خلال البحر الأسود وتركيا.
وأعلنت الحكومة الروسية غلق خطان لتوصيل الغاز الطبيعي إلى ألمانيا، الأول أسفل بحر البلطيق، والثاني عبر بولندا وبيلاروسيا.