الليرة التركية تواصل الانهيار عقب تصريحات أردوغان: تراجعت الليرة التركية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتسجل مستوى قياسي جديد من الهبوط، بعد صعودها بنسبة ضئيلة مطلع الأسبوع الجاري.
وهبطت الليرة التركية بنسبة تزيد عن 4% مقابل الدولار الأمريكي واليورو في يوم واحد، لتتخطى مستوى 15 ليرة لليورو.
تم التداول الليرة اليوم عند 13.51 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، وعند 15.25 ليرة مقابل اليورو خلال التعاملات المبكرة.
وبذلك تكون الليرة قد فقدت أكثر من 40% من قيمتها مقابل الدولار، منذ بداية العام الجاري، وتراجعت بنحو الخمس خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
الليرة التركية تنهار عقب تصريحات أردوغان
جاء هذا التراجع الحاد عقب التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أرودغان. والتي أكد خلالها رفضه أي حل وسط بشأن أسعار الفائدة.
وأكد أردوغان أن معدلات الفائدة المرتفعة تؤدي في نهاية إلى ارتفاع معدل التضخم. أما الفائدة المنخفضة تساعد في جذب المزيد من المستثمرين.
وأشار إلى أن استقرار الليرة ستحقق فقط من خلال زيادة الصادرات ونمو إيرادات السياحة. وليس من خلال رفع أسعار الفائدة.
على الرغم من سلسلة الخسائر التي تكبدتها الليرة التركية خلال الأشهر الماضية. والناتجة عن تخفيض نسبة الفائدة أكثر من مرة بناءًا على رغبة أرودغان.
خلال نوفمبر الماضي، أعلن البنك المركزي التركي خفض معدل الفائدة من 16% إلى 15% استجابة لرغبة الرئيس التركي.
ويعد هذا الخفض هو الثالث في أقل من شهرين. ومن المتوقع أن يعلن المركزي التركي مزيدًا من الخفض خلال الأشهر المقبلة.
وعلى مدار العام الجاري بلغ معدل التضخم 20%، أي أنه مرتفع بمعدل أربع مرات من الهدف المستهدف من قبل الحكومة التركية.
ومن المقرر أن تُعلن تركيا عن معدل التضخم لشهر نوفمبر يوم الجمعة المقبل، ويتوقع الخبراء أن يتخطى مستوى الـ 20%.
وبحسب البيانات الرسمية، سجلت تركيا التي عانت لفترة طويلة من عجز في الحساب الجاري. خلال سبتمبر الماضي فائضًا للشهر الثاني على التوالي.
وذلك بدعم من الارتفاع القوي في الصادرات وانتعاش حركة السياحة مرة أخرى، وارتفاع أعداد السائحين الأجانب.
توقعات باستمرار هبوط العملة التركية
يرى المحللون أن سياسة الضغط التي يتبعها الرئيس التركي على رؤساء البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة ستؤدي في النهاية إلى انهيار الليرة.
وأشاروا إلى أنه في حال تمسك اردوغان بسياسته الحالية. فمن المتوقع أن تواصل الليرة تراجعها خلال الأشهر المقبلة، خاصة في ظل صعود الدولار.
ارتفع الدولار الأمريكي بشكل قوي على مدار الأسابيع الماضية. بفضل التوقعات المتزايدة حول قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض التحفيز النقدي الهائل قريبًا.
وكان جيروم باول رئيس المجلس قد أعلن في نهاية الاجتماع السابق. أن الوقت قد حان للبدء في خفض الإجراءات التحفيزية التي بدأت خلال فترة وباء كورونا.
وطالب أعضاء المجلس بتسريع وتيرة رفع أسعار الفائدة، لكن باول أكد الوقت الحالي غير مناسب لزيادة سعر الفائدة.
يشار إلى أن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي لخفض التحفيز النقدي الهائل، خاصة مع ظهور السلالة الجديدة أوميكرون سيؤدي إلى زيادة قوة الدولار.
استقرار سوق العملات رغم مخاوف أوميكرون
كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن ظهور سلالة جديدة أوميكرون متحورة من فيروس كورونا، وقالت أن الأمر يدعو للقلق.
استقرت أغلب العملات الأجنبية على مدار الأيام الماضية، باستثناء الجنيه الإسترليني الذي تراجع بنسبة كبيرة خلال تعاملات أمس الثلاثاء.
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أن فرض الإغلاق العام في الوقت الراهن بسبب متحور أوميكرون أمر مستبعد، مما ساعد في استقرار أسعار العملات.