الليرة التركية تواصل السقوط لمستويات قياسية جديدة: تراجعت الليرة التركية بشكل حاد خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، لتسجل أدنى مستوى لها على الإطلاق، في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
ومن الواضح أنها ستواصل التراجع خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل استمرار ارتفاع الدولار لأعلى مستوى له في 16 شهرًا.
بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن اختيار جيروم باول الرئيس الحالي للاحتياطي الفيدرالي لتولي فترة ثانية.
هذا بالإضافة إلى قرارات البنك المركزي التركي التي جاءت غير مناسبة لتوجهات التضخم المرتفعة في تركيا.
وكان المركزي التركي قد أقر خفض جديدة لليرة منذ أيام قليلة، ويعد هذا الخفض الثالث، والذي جاء عقب تصريحات رجب أرودغان بشأن الفائدة والتضخم.
الليرة التركية تكسر حاجز الـ 12 ليرة
هوت الليرة اليوم إلى مستويات قياسية جديدة، لم تشهدها على مدار تاريحها، حيث كسرت حاجز الـ 12 ليرة مقابل الدولار.
وتراجعت الليرة بنسبة تبلغ 5.6%، لتصل إلى 12.0209 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، لتفقد نحو 0.6339 ليرة من قيمتها.
وارتفعت خسائر الليرة التركية منذ مطلع العام الجاري إلى أكثر من 65%، لتهبط من مستويات نهاية يناير الماضي عند 7.3099 ليرة لكل دولار.
أرودغان يرفض تشديد السياسة النقدية
طالب سميح تومين، نائب محافظ البنك المركزي السابق، الذي أقاله أرودغان، بتشديد السياسة النقدية من أجل حماية قيمة الليرة.
وقال إن التجربة التي يخوضها أرودغان حاليًا غير عقلانية تمامًا ولن تنجح، لذا يجب العودة إلى سياسات الجودة التي من شأنها حماية الليرة والشعب التركي.
ومن جانبه، قال أرودغان خلال مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الاثنين، إن تشديد السياسة النقدية ليس الحل، ولن يؤدي إلى خفض التضخم المرتفع.
وأكد أرودغان عقب اجتماع لمجلس الوزراء رفضه للسياسات النقدية التي تتسبب في انكماش الاقتصاد وتضعف البلاد وتؤدي لزيادة البطالة والفقر والجوع.
وهذا يعني أن الحكومة التركية والبنك المركزي التركي مستمران في مسارها التحفيزي بالرغم من تراجع الليرة لمستويات قياسية لم تشهدها من قبل.
وصرح أرودغان بأنه مستمر في طريقه لرفع “سوط الفائدة” عن الشعب التركي، على حد قوله.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أرودغان قام بعزل 3 محافظين للبنك المركزي التركي خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
ومنذ شهور أعلن استغناءه عن خدمات 3 من المسؤولين عن السياسة النقدية التركية في البنك المركزي.
وفي النهاية، استجاب المركزي التركي لطلبات أرودغان المستمرة، وأعلن خفض الفائدة بمقدار 400 نقطة في الثلاث إعلانات الماضية.
توقعات المحللين بشأن الليرة التركية
يتوقع المحللون أن تواصل الليرة التركية التراجع خلال الأسابيع القادمة، في ظل استجابة البنك المركزي لرغبات أردوغان.
وأشاروا إلى أنه بالرغم من تراجع الليرة منذ مطلع سبتمبر الماضي. إلا أنه من المحتمل أن يختار المركزي التركي خفضًا آخر، من خلال التركيز على التباطؤ في القروض التجارية.
وقال محللو وكالة “فيتش” إن تخفيض الإجراءات النقدية كان أمر سابق لآوانه. ومن الواضح أنها تمت بدافع سياسي، بناءًا على طلب أرودغان.
مما أدى إلى تعثر الليرة التركية أكثر وأكثر، لأن أرودغان لم يترك للبنك المركزي الهامش لحماية الليرة من التراجع.
ويرى المحللون أن الخفض الكبير لأسعار الفائدة التركية والذي جاء بشكل مفاجئ، كان خطوة خاطئة تمامًا، وتسببت في انهيار الليرة.
يشار إلى أن مؤشر ثقة المستهلكين الأتراك قد تراجع خلال أكتوبر الماضي بنسبة 3.6%، ليصل إلى 76.8 نقطة.
وهو أقل مستوى له منذ فبراير 2009، في ظل استمرار ارتفاع معدل التضخم التركي، وتوقعات مزيد من الخفض في أسعار الفائدة.