الليرة تصعد أخيرًا أمام الدولار بعد موجة هبوط كبرى: صعدت الليرة التركية خلال معاملات اليوم الاثنين أمام الدولار الأمريكي، بعد إعلان الحكومة التركية ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 7%.
أظهرت بيانات الحكومة التركية انتعاش الاقتصاد بشكل طفيف، وارتفاع إجمالي الناتج المحلي بنسبة تفوق توقعات الأسواق والمحللين البالغة 6.7%.
الليرة تسجل مستوى قياسي جديد من التراجع
كانت الليرة التركية قد سجلت خلال معاملات الجمعة الماضية مستوى قياسي جديد من التراجع، حيث وصلت إلى 8.61.
وذلك بسبب ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وضعف السيولة بالسوق الأمريكي في هذا اليوم تزامنًا مع العطلة.
تصريحات محافظ المركزي التركي تهوي بالعملة التركية
كان لتصريحات شهاب كافجي أوغلو، محافظ البنك المركزي التركي تأثير كبير وقوي على العملة التركية.
حيث قال يوم الجمعة إنه يخشى من خفض معدل الفائدة خلال وقت قريب.
وأضاف أنه يتوقع استمرار تراجع معدلات نمو الائتمان خلال الفترة المقبلة، في حسن استقرار أو تحسن ميزان الحساب الجاري.
وأشار في تقرير الاستقرار المالي الصادر عن البنك المركزي، إلى أن البنك سيستمر في استخدام جميع أدواته لتحقيق هدف واحد أساسي وهو الاستقرار السعري.
جاء هذا التقرير على الرغم من ارتفاع معدل التضخم بما يزيد عن 17%.
وتقلب السوق بعد تلك التصريحات لأنها زادت من مخاوف تقليل سعر الفائدة المستقر حاليًا عند 19%.
خسائر قوية لليرة عقب عزل محافظ البنك المركزي
سجلت الليرة التركية خسائر قوية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وصلت نسبتها إلى 16%.
وذلك بعد عزل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رابع مسؤول بالبنك المركزي التركي، وذلك بعد توجيه الأخير انتقادات له.
وكان أردوغان قد قام في منتصف مارس بعزل محافظ البنك المركزي شهاب كافجي أوغلو.
سجلت الليرة التركية مستوى قياسي جديد من التراجع، حيث وصلت عند 8.6 ليرة تركية لكل دولار، ولكنها سرعان ما تراجعت وصولًا لـ 8.59 ليرة تركية لكل دولار.
وعززت البيانات الإيجابية عن تقلص عجز الميزان التجاري بنسبة 30% في ارتفاع الليرة التركية بعض الشئ مقابل الدولار الأمريكي.
وانخفضت العملة التركية خلال تعاملات الجمعة الماضية، بعد صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، لتقترب من مستوى 8.61 ليرة تركية لكل دولار أمريكي.
ولكن الليرة التركية مازالت حتى الآن في مستوى ضعيف، خاصة في ظل تخلي المؤسسات العالمية عنها، مع زيادة المخاوف حول عدن استقلالية البنك المركزي التركي وتدخل أردوغان في سياسته.
توقعات التضخم الأمريكي تزيد معاناة الليرة
وتسببت توقعات التضخم الأمريكية التي رفعت عوائد سندات الخزانة في زيادة معاناة العملة، بعد أن رفعت مؤشر الدولار مما زاد من الضغط على عملات الأسواق الناشئة مثل الليرة.
تشير توقعات المحللين إلى أن البنك المركزي التركي سيقرر خفض أسعار الفائدة، خلال اجتماعه القادم، والتي تبلغ نسبتها حاليًا 19%.
كما تدور توقعات حول إمكانية إجراء إنتخابات مبكرة، مما يزيد من مخاوف تراجع العملة التركية.
فيروس كوفيد-19 وتأثيره على عملات الدول الناشئة
أثرت جائحة كورونا بشكل قوي على الدولار الأمريكي.
وكانت من ضمن أسباب تراجعه خلال الفترة الماضية، وزيادة إقبال المستثمرين على الذهب.
أدى تفشي فيروس كوفيد-19 إلى حدوث العديد من التقلبات الحادة في الأسواق.
وزيادة معدل المخاطرة، مما دفع المتداولين للاتجاه إلى الملاذ الآن لهم وهو الذهب.
تأثر الدولار الأمريكي رغم قوته بتلك الجائحة، وبالطبع كان تأثيرها أقوى بكثير على عملات الأسواق الناشئة.
والتي بدأت تستعيد قوتها مع بدأ إنحسار تلك الجائحة خاصة في الدول المتقدمة مثل الصين والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.