النفط يتراجع بالتزامن مع استئناف المحادثات الإيرانية النووية: تراجعت أسعار النفط اليوم الخميس، لتواصل سلسلة الخسائر التي بدأتها هذا الأسبوع، لتتراجع العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى أقل من 80 دولار.
في الوقت نفسه، أعلنت الحكومة الإيرانية استئناف المحادثات النووية مع القوى العالمية الشهر الجاري، لبحث إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
فيما قد يؤدي نجاح المفاوضات إلى رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على صادرات النفط الإيرانية، وزيادة الإمدادات.
هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لليوم الثالث على التوالي، بنسبة 1.1% أو ما يعادل 88 سنتًا ليتم تداوله عند 79.98 دولار للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت لليوم الثاني بنسبة 0.8% أو ما يعادل 66 سنتًا لتصل إلى 81.33 دولار للبرميل.
كان الخامان قد سجلا أمس الأربعاء أكبر تراجع بالنسبة المئوية منذ شهر أغسطس الماضي، وذلك قبيل اجتماع “أوبك”.
أنهى خام برنت الجلسة عند أدنى مستوى له منذ السابع من أكتوبر، وسجل الخام الأمريكي أقل مستوى له منذ 13 أكتوبر.
انطلاق اجتماع “أوبك” اليوم
من المقرر أن تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بزعامة روسيا اجتماعها الوزاري الـ 22 عبر الفيديو.
وسيناقش الاجتماع التطورات التي طرأت على سوق النفط خلال الأسابيع الأخيرة، كما سيتم تحديد خطة الإنتاج خلال الشهر المقبل.
كانت المنظمة قد أعلنت زيادة الإنتاج تدريجيًا بمقدار 400 ألف برميل يوميًا. لسد احتياجات الطلب العالمي، بعد التعافي من أزمة كورونا.
وتعرضت المنظمة لضغوط قوية من قبل الاقتصادات الكبرى على رأسها الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج بمعدل أكبر. خاصة بعد تعافي الاقتصاد العالمي.
لكن المنظمة لم تستجب لتلك الضغوط، خاصة بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا مرة آخرى في الصين وروسيا وبعض الدول الأوروبية.
ومن المقرر أن يراجع اجتماع اليوم توصيات اللجنة الفنية للمنظمة، وأن يقيم أحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات.
ويترقب المستثمرون عن كثب نتائج اجتماع اليوم، وسط استمرار أزمة الطاقة في الصين، وارتفاع قوي في الأسعار.
بجانب أزمة الغاز في أوروبا، والتي أدت إلى إغلاق عدد من المصانع في عدد من الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا.
زيادة مفاجئة في المخزونات الأمريكية تدفع النفط للتراجع
كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، زيادة مفاجئة تفوق توقعات المحللين في مخزونات الخام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي.
ويرى محللو السوق أن تراجع أسعار النفط خلال الجلسة السابقة يعود بشكل كبير إلى الزيادة الكبيرة في المخزونات الأمريكية.
ارتفعت مخزونات الخام بمقدار 3.3 ميلون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 29 أكتوبر، لتصل إلى 434.1 مليون برميل.
مقابل توقعات الأسواق والمحللين التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 2.2 مليون برميل.
وانخفضت أسعار النفط خلال تداولات الأسبوع الماضي، عقب الكشف عن هذه البيانات، ومن المتوقع أن تواصل الأسعار الهبوط.
كشفت البيانات الرسمية ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة والصين، مما يهدد بإعادة الإغلاق.
استئناف المحادثات الإيرانية العالمية
تستأنف حكومة طهران والقوى العالمية المحادثات النووية يوم 29 نوفمبر، لمناقشة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
طالبت إيران برفع الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها حكومة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على صادرات النفط الإيرانية.
في المقابل، طالبت القوى الكبرى طهران بوقف دعم الجماعات الإرهابية التي تعمل على زعزعة استقرار دول المنطقة العربية.
ويرى المحللون أن إعلان إيران أن الولايات المتحدة وإيران من المقرر أن تستأنفان المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي، هي المحرك الأكبر لتراجع الأسعار.
وفي حال نجاح المفاوضات فإن هذا سيؤدي لزيادة الإمدادات العالمية، واستقرار سوق النفط بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.