النفط يتراجع بسبب ارتفاع المخزونات الأمريكية: انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي، بعد أن قفزت لأعلى مستوياتها في سبع سنوات خلال الأسبوع الماضي.
أدت التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، إلى دفع أسعار النفط لمستويات قياسية.
وكشفت البيانات ارتفاع مخزونات الخام والوقود الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، مما عزز أسعار النفط ودفعها للصعود.
وتوقع المحللون أن تصل أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة إلى 100 دولار للبرميل، في ظل انتعاش الطلب العالمي على الوقود.
لم يتأثر الطلب على الوقود بتداعيات المتحور الجديد أوميكرون سريع الانتشار، فقد أظهرت الأرقام الرسمية زيادة الطلب خلال الأشهر الأخيرة.
وصل عدد المصابين بفيروس كورونا ومتحور أوميكرون إلى مستويات قياسية في أغلب الدول على مستوى العالم.
النفط يهبط بـ 1.52%
تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت بنسبة تبلغ 1.52%، ليصل سعر البرميل إلى 87.03 دولار.
وكانت عقود الخام العالمي قد تراجعت في وقت سابق من جلسة الجمعة بنسبة 3%، وهي أكبر نسبة تراجع لها منذ 20 ديسمبر.
وخلال تعاملات يوم الخميس الماضي، اقترب خام برنت من مستوى 89.50 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2014.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.69%، ليصل سعر البرميل إلى 84.09 دولار.
وتراجع الخام الأمريكي في وقت سابق من جلسة يوم الجمعة بنسبة تبلغ 3.2%، وهو أكبر تراجع لها منذ 20 ديسمبر الماضي.
وكان الخام الأمريكي قد ارتفع خلال جلسة يوم الأربعاء الماضي لأعلى مستوى له منذ أكتوبر 2014.
رغم هذا الارتفاع القوي، إلا أن أسعار الخام تأثرت كثيرًا ببيانات مخزونات الوقود الأمريكية، مما دفع الخامان لإنهاء تداولات نهاية الأسبوع على تراجع.
وكان الخامان قد ارتفعا بنسبة تزيد عن أكثر من 10% منذ مطلع العام الجاري، مع زيادة المخاوف بشأن ضعف الإمدادات.
صعود مخزونات البنزين الأمريكية
كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفاع مخزونات البنزين الأمريكية، أكبر مستهلك للنفط على مستوى العالم، بمقدار 5.9 مليون برميل.
ووصلت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها منذ فبراير 2021، وارتفاع مخزونات الخام بنحو 515 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي.
وأظهرت البيانات أيضًا هبوط استهلاك الخام في مصافي التكرير بمعدل بسيط، مما يعكس تراجع الطلب على الوقود.
من ناحية أخرى، زادت مخاوف المستثمرين بشأن الإمدادات خلال الأسبوع الماضي، بعد هجوم جماعة الحوثي اليمينة على دولة الإمارات العربية.
كانت جماعة الحوثي قد شنت هجمات عنيفة على دولة الإمارات، ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة “أوبك”، وأعلنت حكومة الإمارات أنها تحتفظ بحق الرد على هذه الهجمات.
في الوقت نفسه، أعلنت روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط على مستوى العالم حشد قوات بأعداد هائلة بالقرب من حدود أوكرانيا.
كان لهذه التوترات السياسة دور في تعزيز أسعار النفط الأسبوع الماضي، ووصولها إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا.
ومن جانبها، قالت وكالة الطاقة الدولية يوم الأربعاء الماضي، إن من المتوقع أن يتخطى المعروض النفطي الطلب على المدى القريب.
وأشاروا إلى أنه من المنتظر أن يضخ بعض المنتجين الخام عند أعلى مستوى له على الإطلاق، وربما يتجاوز مستويات ما قبل الجائحة.
حتى وقتنا الراهن، مازال الطلب على النفط مرتفع رغم الانتشار الواسع للمتحور الجديد أوميكرون وفيروس كورونا وارتفاع أعداد المصابين.
ورغم الانتشار الواسع لمتحور أوميكرون من فيروس كورونا لم تتخذ أغلب الدول أي إجراءات احترازية مشددة، وبالتالي لم تتأثر حركة السفر والتنقل.