النفط يتراجع بفعل زيادة مخزون الخام الأمريكي: تراجعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، بعد ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بشكل مفاجئ، لأول مرة منذ مايو الماضي، إذا تم تأكيد تلك البيانات.
تراجع خام القياسي العالمي “برنت” خلال تعاملات اليوم بنسبة 0.4% ليصل إلى 69 دولار، ليستأنف تراجعه بعد ارتفاعه أمس الثلاثاء.
وجاء خسائر النفط، نتيجة ضعف واسع النطاق عبر السلع.
بجانب انخفاض البنزين والحديد والنحاس، وصعود الدولار.
مما قلص جاذبية المواد الخام المسعرة بالعملة الخضراء.
وأعلن معهد البترول الأمريكي اليوم زيادة تبلغ 806 آلاف برميل في مخزونات الخام الأمريكية.
في الوقت الذي يتوقع فيه مراقبي السوق تراجع آخر.
كما أفاد معهد البترول بزيادة تقدر بنحو 3.31 مليون برميل في مخزونات البنزين خلال الأسبوع الماضي.
هذا مقارنة بتوقعات سابقة بسحب ما يزيد عن مليون برميل.
ومن المقرر أن تعلن إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، عن البيانات المتعلقة بمخزونات الخام الأمريكية.
ومازال المستثمرون يتابعون عن كثب توابع الانتشار السريع لمتغير “دلتا” شديد العدوى وتأثيره على الطلب العالمي خلال الفترة المقبلة.
النفط يتراجع من أعلى مستوياته بفعل متغير “دلتا”
هبط النفط الخام اليوم منذ أن سجل أعلى مستوى له منذ عام 2014 في وقت سابق من الشهر الجاري، نتيجة الانتشار السريع لمتغير “دلتا”.
فقد أعلنت العديد من الدول الآسيوية وخاصة اليابان والأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ارتفاع حالات الإصابة بمتغير “دلتا” شديد العدوى.
جاء هذا تزامنًا مع إعلان منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” زيادة الإنتاج بدءًا من شهر أغسطس المقبل وحتى نهاية العام الجاري.
بحسب البيانات الرسمية، صار متغير “دلتا” يشكل نحو 83% من جميع حالات الإصابة في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 50% في مطلع يوليو الجاري.
وفي آسيا، سجلت تايلاند وكوريا الجنوبية عددًا هائلًا في حالات الإصابة اليومية.
ومن المتوقع أن تسجل طوكيو أرقام قياسية من الإصابة في أغسطس.
وقال كبير المستثارين الصحيين في اليابان، إنه من بدأ الألعاب الأولمبية يوم الجمعة المقبلة.
كما أنه من المتوقع أن يزيد تفشي الفيروس وترتفع الحالات إلى أرقام هائلة.
ومن جانبها، أعلنت حكومة سنغافورة تشديد القيود وإعادة فرض الإجراءات الاحترازية بدءًا من يوم الخميس القادم، لمنع انتشار الفيروس.
توقعات المحللين
يرى المحللون أن سوق النفط صار غير مستقر خلال الجلسات الأخيرة، بعد زيادة الإصابة بفيروس كورونا وقرار زيادة الإنتاج من قبل منظمة “أوبك”.
حيث أعلنت منظمة “أوبك” وحلفائها بقيادة روسيا مطلع الأسبوع الجاري زيادة معدل الإنتاج اعتبارًا من أغسطس القادم وحتى نهاية العام الجاري.
وذلك بعد فشل اجتماعها الأخير، نتيجة رفض دولة الإمارات العربية زيادة الإنتاج خوفًا من الانتشار الواسع لفيروس كورونا والسلالات الجديدة.
وحذر المحللون من تقلب سوق النفط، وخفضوا توقعاتهم السابقة بارتفاع السعر إلى 80 دولار للبرميل، لحين استقرار الوضع الصحي بالعالم.
وأشاروا إلى أن الضرر الكبير الذي لحق بعالم بعد قرار إعادة الفتح ورفع القيود على السفر، أثر بشكل قوي على معنويات المستثمرين في جميع القطاعات وخاصة سوق السلع.
لكن النفط يعد الخاسر الأكبر من الانتشار السريع لمتغير “دلتا” شديد العدوى وإعادة فرض قيود على السفر والتنقل مرة أخرى.
وتوقعوا أن يظل الطلب على النفط قويًا ولو بشكل نسبي، وأن يستمر في التعافي، خاصة في ظل استمرار حملات التطعيم الواسعة في جميع دول العالم.
يشار إلى أن سوق النفط قد شهد الكثير من التقلبات خلال العام الجاري، أو بالتحديد من بدء جائحة كورونا وإعلان الحكومات منع السفر والتنقل.