النفط يتراجع لليوم الرابع على التوالي والسبب متغير دلتا: تراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، لليوم الرابع على التوالي، لتقترب من تسجيل أطول سلسلة خسائر منذ مارس الماضي.
ومازالت السلالة المتحورة من فيروس كورونا “دلتا” تنتشر بشكل واسع في العديد من الدول، مما يهدد الطلب العالمي على النفط.
هبط خام القياسي العالمي “برنت” إلى أقل من 70 دولار للبرميل، بعد أن خسر نحو 3% خلال الجلسات الثلاثة السابقة.
واستقر سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، ليتم تداوله اليوم بالقرب من 67 دولار للبرميل، خلال تداولات اليوم.
استهلاك النفط والبنزين يتراجع بالولايات المتحدة
للأسبوع الثالث، انخفض استهلاك البنزين في الولايات المتحدة، بعد تراجع مخزونات الذهب الأسود الأمريكية خلال الأسابيع الماضية.
وكشفت بيانات اقتصادية صينية تباطؤ النشاط الاقتصادي خلال شهر يوليو الماضي في أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم.
أما في الهند التي تعد ثالث أكبر مستهلك ومستورد للنفط في العالم، فمازال الطلب صامدًا حتى الآن. رغم الارتفاع الحاد في أعداد الإصابة بفيروس كورونا.
يشار إلى أن أسعار النفط ارتفعت بشكل قوي خلال النصف الأول من العام الجاري. بعد إعلان الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية رفع القيود على السفر.
بفضل حملات التطعيم الواسعة ضد فيروس كوفيد-19 والتي ساهمت في تقليل تفشي الفيروس. وتحسين الأوضاع الصحية بشكل كبير.
لكن مع تفشي متغير “دلتا” شديد العدوى وانتشاره بشكل واسع جدًا خاصة في الدول الآسيوية. تم كبح جماح صعود أسعار الخام خلال يوليو وأغسطس الجاري.
خاصة بعد أن أعلنت بعض الدول فرض إجراءات احترازية مشددة، وحظر التجول ومنع التنقل والسفر سواء داخل الدولة أو خارجها.
فقد ارتفعت أعداد الإصابة في اليابان والهند وإندونيسيا وتايلاند إلى أرقام قياسية خلال الأشهر الماضية. وتدهور الوضع الصحي بهذه الدول بشكل كبير.
وعكس تراجع أسعار الخام خلال الأيام الماضية المخاوف بشأن تأثير السلالة الجديدة من فيروس كورونا على الطلب العالمي على النفط. خاصة مع الارتفاع المستمر لأعداد الإصابات الجديدة.
وبالرغم من ذلك يرى المحللون أن هذا التراجع سيكون عابر ومؤقت، ومازالوا يتوقعوا ارتفاع سعر خام “برنت” إلى 80 دولار للبرميل خلال الربع الرابع من هذا العام.
“أوبك” ملتزمة بقرار تخفيف قيود الإنتاج
على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها الطلب على النفط، مازالت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاؤها بقيادة روسيا رفع الإمدادات اليومية هذا الشهر بواقع 400 ألف برميل يوميًا.
وحافظت المنظمة على قرار تخفيف قيود الإنتاج التي فرضت خلال الموجة الأولى من وباء كورونا، من أجل سد الطلب العالمي المتزايد.
ومن المقرر أن تعقد المنظمة اجتماعها المقبل في الأول من سبتمبر 2021، لمناقشة أداء السوق ومعدل الطلب في الوقت الحالي.
وصرح عدد من أعضاء المنظمة من بينهم روسيا، بأن سوق النفط ليس في حاجة لضخ كميات أكبر من النفط بخلاف الكمية التي يخططون لضخها الأشهر المتبقية من العام الجاري.
على الرغم من دعوة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لضخ المزيد من الخام لوقف صعود أسعار النفط.
وكانت منظمة “أوبك” وحلفاؤها قد اتفقوا في يوليو الماضي على زيادة الإنتاج بنحو 400 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أغسطس الجاري.
حتى يتم التخلص بشكل تدريجي من تخفيضات إنتاجها الحالية والتي تصل إلى 5.8 مليون برميل يوميًا.
جاء هذا القرار بعد دعوة “جو بايدن” الرئيس الأمريكي أعضاء المنظمة لضخ المزيد من النفط في الأسواق لخفض أسعار البنزين.
ويأتي بعد دعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من هذا الشهر لضخ مزيد من الإنتاج لخفض أسعار البنزين.