النفط يتراجع مع بدء السحب من المخزونات الأمريكية: تراجعت أسعار النفط في تعاملات نهاية الأسبوع، وذلك لليوم الثاني على التوالي، نتيجة تأثر الطلب على الوقود في الصين، بسبب الإجراءات المشددة التي فرضتها لمكافحة فيروس كورونا.
تأثرت أسعار النفط بتوقعات تحرك الولايات المتحدة قريبًا لمكافحة ارتفاع الأسعار، التي مازالت حتى الآن أعلى من 80 دولار للبرميل.
أعلنت الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط على مستوى العالم، تعليق بعض الرحلات الجوية الدولية. في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا والتفشي السريع لمتحور أوميكرون.
كما قررت تكثيف الجهود لمنع تفشي فيروس كوفيد-19 في إقليم تيانجين. في حين تفشى المتحور الجديد أوميكرون في مدينة داليان بشمال شرق الصين.
وناشدت الحكومة الصينية العديد من سكان المدن من بينها بكين، بعدم السفر خلال عطلة العام القمري الجديد. وهو ما قد يؤثر على الطلب على الوقود خلال موسم ذروة السفر.
واردات الصين من النفط تسجل أول تراجع منذ 2001
سجلت الصين خلال العام الماضي أول تراجع سنوي في واردات النفط الخام منذ حوالي 20 عامًا. بسبب القيود التي فرضتها خلال فترة الوباء.
كشفت البيانات الرسمية، وصول إجمالي واردات الصين من النفط الخام إلى 512.98 مليون طن خلال العام الماضي. مقابل 542.39 مليون طن خلال عام 2020.
وبذلك تكون الصين قد سجلت أول تراجع سنوي منذ عام 2001، بسبب الإجراءات المشددة التي فرضتها البلاد على السفر والتنقل خلال فترة وباء كورونا.
كما أظهرت بيانات الجمارك الصينية التي تم الإعلان عنها يوم الجمعة الماضي. وصول واردات شهر ديسمبر فقط من النفط الخام إلى 46.14 مليون طن.
يشار إلى أن أغلب دول العالم وعلى رأسهم الصين قد قرروا فرض المزيد من الإجراءات والقيود خلال الشهور الأخيرة من العام الماضي. بسبب التفشي السريع للمتحور الجديد أوميكرون.
الخامان القياسيان يتراجعان في نهاية الأسبوع
هبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت بنحو 6 سنتات. ليصل سعر البرميل في نهاية الجلسة إلى 84.41 دولار.
وانخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 21 سنتًا أو ما يعادل 0.3%. ليصل سعر البرميل إلى 81.91 دولار للبرميل.
وبالرغم من التراجع، لكن يتجه الخامان القياسيان برنت وغرب تكساس الوسيط للارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي.
وذلك بدعم من المخاوف المتزايدة بشأن الإمدادات وانخفاض الإنتاج الليبي والمخاوف السياسية في قازاخستان.
كما تلقى النفط دعمًا من تراجع مخزونات الخام الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2018. بحسب ما كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
الولايات المتحدة تبدأ في السحب الاستراتيجي من المخزونات
قالت وزارة الطاقة الأمريكية يوم الخميس الماضي، إنها قامت ببيع حوالي 18 مليون برميل من النفط من الاحتياطي الاستراتيحي لست شركات.
كانت الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن قد طالبت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” برفع إنتاجها خلال العام الجاري. لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة.
لكن المنظمة لم تستجب للدعوات الأمريكية، وأكدت أنها ملتزمة بخطط الزيادة التدريجية بمقدار 400 ألف برميل يوميًا. للحفاظ على استقرار السوق.
دفع قرار المنظمة الرئيس الأمريكي إلى البحث عن حلول بديلة، فطالب الصين واليابان وكوريا الجنوبية أكبر الدول المستهلكة للنفط في العالم بسحب منسق من الاحتياطيات الاستراتيجية للنفط.
وبالفعل بدأت الدول الآسيوية في سحب جزء من احتياطيات الخام الاستراتيجية. كما أعلنت الحكومة الأمريكية في نهاية العالم الماضي سحب جزء من احتياطيها.
حتى الآن لم تتأثر أسعار النفط بالقرار الأمريكي بالسحب الاستراتيجي من الاحتياطيات النفطية. ويتوقع المحللون أن يكون لهذا القرار تأثير محدود على المدى القصير.