النفط يتراجع مع تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا: تراجعت أسعار النفط خلال تداولات اليوم الأربعاء، مع تنامي المخاوف بشأن ارتفاع التضخم بعد وصول أسعار الفحم والغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية.
انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 71 سنتًا، أي ما يعادل 0.9% ليصل إلى 79.93 دولار للبرميل.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام القياسي العالمي برنت بنحو 70 سنتًا أي ما يعادل 0.8%، ليتم تداوله عند 82.72 دولار للبرميل.
لتزداد خسائره التي بلغت 23 سنتًا خلال تداولات أمس الثلاثاء.
واستقرت عقود خام “نايمكس” الأمريكي تسليم نوفمبر خلال تداولات اليوم، عند 80.66 دولار للبرميل.
توقعات بتباطؤ النمو العالمي
أعلن صندوق النقد الدولي أمس الثلاثاء خفض توقعاته للنمو في الولايات المتحدة والاقتصادات الكبرى خلال العام الجاري.
وأشار إلى أن المخاوف المتزايدة بشأن اضطرابات سلاسل التوريد والإمداد، بالإضافة إلى ضغوط التكلفة ستؤدي لتباطؤ النمو العالمي.
وقلل الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي هذا العام إلى 5.9% مقارنة بـ 6.0% في توقعاته السابقة في يوليو.
في حين أبقى على تقديراته للنمو العالمي للعام المقبل دون أي تغيير عند 4.9%.
المخاوف تزداد بشأن ارتفاع التضخم
من المحتمل أن تؤدي أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة في الولايات المتحدة، إلى زيادة التضخم، وهذا ما يخشاه المستثمرون.
كانت العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي قد ارتفعت أمس الثلاثاء بنسبة 3%، بفعل توقعات زيادة الطلب على وقود التدفئة خلال هذا الشتاء.
وأنهت أسعار الغاز التداولات الأوربية أمس على ارتفاع بنسبة 5%، مع اقتراب موسم التدفئة الشتوية.
يشار إلى أن أسعار أزمة الطاقة العالمية التي تشهدها الدول الأوروبية والآسيوية، نتيجة ارتفاع سعر الفحم والغاز، سيكون لها تأثير قوي على أسعار النفط.
يرى المستثمرون أن تلك الأزمة ستؤدي في النهاية إلى ارتفاع التضخم، وتعطل النمو العالمي، وبالتالي سيتراجع الطلب على النفط.
كانت السلطات الصينية قد تدافعت أمس الثلاثاء لسد النقص المتزايد في إمداد الطاقة، مما أدى إلى إرباك أسواق العالمية.
وتعرضت سوق الاسهم أمس لهزة عنيفة مع زيادة القلق من أن تؤدي تكاليف الطاقة المرتفعة إلى زيادة التضخم.
وسجلت أسعار الكهرباء مستويات قياسية من الارتفاع خلال الأسابيع الماضية، بسبب أزمة الطاقة التي تشهدها آسيا وأوروبا.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الأزمة حتى نهاية هذا العام، مما سيؤثر على نمو الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
وأثرت أسعار الغاز المرتفعة على سعر الدولار، الذي سجل اليوم أعلى مستوى له في نحو عام، مما جعل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
الأسواق في انتظار تقرير “أوبك” الشهري بشأن إنتاج النفط
من المقرر أن تكشف منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في وقت لاحق اليوم عن تقرير الإنتاج الشهري عن سبتمبر الماضي.
كانت منظمة “أوبك” قد أعلنت في اجتماعها الأخير مواصلة العمل بقرار زيادة الإنتاج خلال الاشهر المتبقية من هذا العام.
وأكدت إضافة 400 ألف برميل إضافي يوميًا حتى نهاية العام، لسد الطلب العالمي المتزايد، خاصة في ظل ارتفاع اسعار الغاز.
ولم تستجيب المنظمة لمطالب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن برفع الإنتاج عن هذا الحد، مؤكدة أنها لن تقر أي أخرى قريبًا.
يشار إلى أن أسعار النفط العالمية قد ارتفعت خلال تعاملات أمس الثلاثاء، ولامست أعلى مستوى له في نحو ثلاث سنوات.
حيث سجلت 84 دولار للبرميل، بفضل انتعاش الطلب العالمي، وأزمة الطاقة في الاقتصادات الكبرى، مما دفع المؤسسات إلى النفط كبديل للوقود.
كما أن هناك إشارات تؤكد نمو الطلب مع إلغاء القيود التي فرضتها الدول على السفر والتنقل خلال جائحة كورونا.