النفط يتكبد خسائر قوية ويتخلى عن مستوى 110 دولارات: هبطت أسعار النفط خلال تداولات اليوم الثلاثاء، لتتخلى عن المكاسب القوية التي سجلتها خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسط مخاوف نقص المعروض.
تفوقت المخاوف من أن يتسبب الركود العالمي الوشيك في الحد من الطلب على الوقود على مخاوف شح الإمدادات العالمية خلال الأشهر المقبلة.
ومن المتوقع أن يتراجع إنتاج النفط في النرويج، مما أدى لزيادة مخاوف المستثمرين. خاصة مع اقتراب موسم القيادة الصيفية في الولايات المتحدة وأوروبا.
وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت بنحو 4 دولارات. لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال جلسة اليوم عند 109.43 دولار للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بحوالي 3 دولارات. حيث وصل سعر البرميل الواحد إلى 105.21 دولار.
كانت أسعار النفط قد ارتفعت خلال الأشهر الماضية لمستوى قياسي، مع اشتعال الحرب الأوروبية بين روسيا وأوكرانيا. والبدء في فرض عقوبات دولية ضد قطاع النفط الروسي.
تسبب العقوبات الصارمة ضد النفط الروسي في زيادة المخاوف بشأن المعروض، مما دفع كبار الدول المستهلكة للنفط إلى سحب جزء من الاحتياطيات الاستراتيجية.
وفي ظل ارتفاع الطلب ونقص المعروض حققت أسعار النفط مكاسب قوية. ووصلت لأعلى مستوياتها، قبل أن تتراجع مرة أخرى مع ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
المخاوف تزداد وسط السياسة الصارمة للبنوك المركزية
زادت مخاوف المستثمرين بشأن الطلب على النفط في ظل اتجاه أغلب البنوك المركزية العالمية إلى تشديد السياسة النقدية لمواجهة الضغوط التضخمية.
يسعى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إعادة معدل التضخم إلى مستواه المستهدف، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له في نحو 41 عامًا.
وقرر الاحتياطي الأمريكي الشهر الماضي رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس. وهو أعلى مستوى منذ 28 عامًا. لمواجهة التضخم المرتفع.
ورفع البنك المركزي الأسترالي أسعار الفائدة خلال اجتماع اليوم للشهر الثالث، مشيرًا إلى احتمالية إقرار زيادات أخرى خلال العام الجاري.
وأكد البنك الأسترالي على ضرورة احتواء التضخم المرتفع. خاصة في ظل توقعات الدخول في ركود وتعرض الاقتصاد لمخاطر الضعف والانكماش.
مخاوف الإمدادات تعزز أسعار النفط
مازالت أسعار الذهب الأسود تتلقى دعمًا قويًا من المخاوف المتزايدة بشأن نقص المعروض. في ظل العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على واردات النفط الروسي.
كانت الولايات المتحدة ودول منطقة اليورو قد قرروا حظر واردات النفط الروسي. ردًا على الهجمات العسكرية العنيفة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا.
في الوقت نفسه، تراجع الإنتاج الليبي بسبب التوترات الجيوسياسية. كما أن أغلب دول منظمة “أوبك” صارت غير قادرة على الوفاء بالزيادة التي تم إقرارها خلال الاجتماع الأخير.
وتشهد النرويج في الوقت الراهن خلافات عمالية ربما تؤثر على إنتاج النفط في البلاد. مما يزيد مخاوف شح الإمدادات.
توقعات بتراجع إمدادات الغاز الروسي بنحو 40%
توقعت وكالة الطاقة الدولية تراجع إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى الدول الأوروبية بنحو 40% خلال العام الجاري. في ظل ارتفاع واردات الغاز من دول أخرى.
وقالت الوكالة في تقرير لها، إن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي ربما يتراجع خلال السنوات الثلاث المقبلة. في ظل تراجع الإستهلاك نتيجة ارتفاع الأسعار.
في الوقت نفسه، فإن التهديدات التي تطلقها الدول الأوروبية بشأن مزيد من التخفيضات في الإمدادات الروسية تعزز توقعات تراجع الطلب على الغاز.
وبحسب أرقام الوكالة، فإن الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي قد انخفض بنسبة 0.5% خلال العام الحالي. بسبب تراجع الطلب الأوروبي على الغاز وتوقعات تباطؤ نمو الاقتصاد الآسيوي.