النفط يستقر بعد خسائر دامت لجلستين متتاليتين: بعد خسائر استمرت يومين، استقرت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعد تمكن المستثمرون من تقييم توقعات الطلب خلال الفترة المقبلة.
تم تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند ما يزيد عن 68 دولار للبرميل في بورصة “نيويورك”. بعد تراجعها خلال اليومين الماضيين بأكثر من 2%.
وتم تداول خام القياسي العالمي “برنت” اليوم عند أقل من 72 دولار للبرميل.
تعرضت أسعار الخام إلى موجة هبوط قوية خلال الجلستين الماضيتين. نتيجة توقف إنتاج نحو 84% من النفط الأمريكي بسبب إعصار “إيدا” والانتشار الواسع لمتغير “دلتا”.
هيمنت الضبابية على سوق النفط ولم يتمكن المستثمرون من تقييم توقعات الطلب خلال الأشهر المقبلة. وذلك بسبب عودة تفشي فيروس كورونا والسلالة المتحورة في العديد من الدول على مستوى العالم.
تراجع النفط إلى ما دون المتوسط المتحرك لـ 1000 يوم، وزادت الفجوة فوق مؤشر 50 يومًا. وهي إشارة هبوطية ربما تشهد مزيدًا من البيع خلال الأيام القادمة.
النفط يواجه تحديات قوية
على الرغم من انتشار متغير “دلتا” شديد العدوى في العديد من الدول وإعلان بعض الدول عودة الإغلاق وفرض حظر التجول وتشديد الإجراءات الاحترازية، إلا أن الطلب على النفط مازال قويًا.
ارتفعت إصابات كورونا إلى أعلى مستوى لها في عام في سنغافورة. ومن المحتمل أن تعلن الدول إعادة فرض قيود على السفر والتنقل مرة أخرى.
وتراجعت حكومة الفلبين عن قرار تخفيف القيود في منطقة العاصمة. بعد ارتفاع حالات الإصابة بشكل كبير خلال الشهر الماضي.
وبلغ عدد وفيات كورونا في الولايات المتحدة أكثر من 650 ألف. على الرغم من أن نحو ثلاثة أرباع البالغين الأمريكيين قد حصلوا على جرعة واحدة من اللقاح على الأقل حتى الآن.
بالرغم من ذلك، أظهرت بيانات وزارة الطاقة الأمريكية ومعهد البترول الأمريكي تراجع مخزونات النفط بالولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة مع بدء موسم القيادة الصيفية.
وكشفت البيانات الرسمية ارتفاع الطلب على الوقود في العديد من الدول الأوروبية رغم ارتفاع أعداد المصابين بالسلالة الجديدة.
كما ارتفع استهلاك الوقود في الهند والصين خلال الأشهر الأخيرة. لتهدأ المخاوف بشأن تأثير الانتشار الواسع لمتغير “دلتا” على الطلب العالمي على النفط.
نجحت الصين التي تعد أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم في السيطرة على متغير “دلتا” وتراجعت أعداد الإصابة خلال الأيام الأخيرة.
كما بدأت العديد من الدول في توفير المزيد من اللقاحات ضد فيروس كورونا والسلالة المتحورة. في محاولة منها لمنع انتشار الفيروس.
لكن حتى الآن مازالت الرؤية غير واضحة، فلا أحد يمكن أن يحدد مدى تأثير انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا على الطلب خلال الأشهر المقبلة.
هذا بجانب صعود الدولار خلال الجلستين الماضيتين بعد إعلان الحكومة الأمريكية عن بيانات توظيف جاءت أقل من المتوقع. مما عزز أسعار الدولار التي شهدت تراجعًا حادًا خلال الأسابيع الأخيرة.
صعود الدولار جعل السلع المسعرة بالعملة الأمريكية أكثر تكلفة، مما أدى إلى تراجع أسعار النفط. خاسرًا المكاسب التي حققها خلال الجلسات السابقة.
يرى المحللون أن حالة عدم اليقين بشأن اتجاه أسعار النفط خلال الفترة المقبلة هي المسيطرة في الوقت الراهن. في ظل التحديات القوية التي يواجهها سوق النفط.
وتوقعوا حدوث انتعاش بسيط خلال الأيام المقبلة، خاصة في حال الإعلان عن بيانات اقتصادية قوية مثل بيانات الأسهم الأمريكية الأسبوعية.
توابع إعصار “إيدا”
من المقرر أن تُعلن الحكومة الأمريكية غدًا الخميس لمحة سريعة عن تأثير إعصار “إيدا” على إنتاج النفط الأمريكي ومخزونات الطاقة بالبلاد.
وكانت الحكومة قد أعلنت من قبل توقف العمل في 6 مصافي رئيسية. بسبب انقطاع الكهرباء بشكل كامل، وإخلاء العديد من المنازل بسبب الإعصار.
وهبطت مخزونات البنزين بنحو 3.7 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. وفي حال تأكيد هذه الأرقام من قبل الحكومة الأمريكية فسيكون هذا أكبر سحب خلال خمسة أسابيع.