النفط يستمر في التراجع مع أكبر خسائر أسبوعية له في 9 شهور: واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات نهاية الأسبوع، حيث سجلت يوم الجمعة أكبر خسارة أسبوعية لها في أكثر من 9 أشهر.
دفع الانتشار الواسع لمتغير “دلتا” وارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستثمرين إلى بيع العقود الآجلة خوفًا من ضعف الطلب على الوقود.
سجل سوق النفط خسائر قوية على مدار الـ 7 أيام الماضية. نتيجة الارتفاع القياسي في أعداد الإصابة بالسلالة المتحورة “دلتا” من فيروس كوفيد-19.
تراجع خام القياسي العالمي “برنت” خلال الأسبوع الماضي بنسبة 8%. وانخفض عند التسوية بنحو 1.27 دولار أي ما يعادل 1.9% ليصل إلى 65.18 دولار للبرميل، ليسجل أدنى مستوى له منذ أبريل.
وتم تداول خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 62.32 دولار للبرميل، منخفضًا بنحو 1.37 دولار أي ما يعادل 2.2%. لتبلغ خسارته أكثر من 9% خلال تداولات الأسبوع الماضي.
المخاوف تزداد والطلب على النفط يتراجع مع انتشار “دلتا”
عادت المخاوف بشأن إعادة الإغلاق مرة أخرى. بعد إعلان بعض الدول تشديد الإجراءات الاحترازية ومنع حظر التجول لمنع تفشي الفيروس.
وبدأت بعض الدول تفرض قيود على السفر والتنقل، مما أعاد إلى الأذهان ما حدث خلال موجة الوباء الأولى. وبالتالي تراجعت أسعار الخام.
من جانبها، أعلنت الحكومة الصينية فرض أساليب تطهير أكثر صرامة في الموانئ والمطارات. كما شدد الإجراءات الاحترازية ومنعت السفر في بعض المدن.
كما فرضت الصين التي تعد أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم قيود جديدة للحد من انتشار فيروس كورونا. والتي تقضي بعدم السماح لأي حالات إصابة.
كما أعلنت حكومتي الولايات المتحدة والصين قيود متبادلة على رحلات الطيران. وأثرت هذه القيود على سلاسل الشحن والتوريد العالمية.
وشددت أستراليا قيود السفر، مما أدى إلى انخفاض الطلب العالمي على وقود الطائرات. بعد انتعاشه خلال الأشهر الماضية.
ويرى المحللون أن الرؤية مازالت غير واضحة، وفي ظل هذه الضبابية من الصعب أن تستقر أسعار النفط أو تتلقى أي دعم.
وأشاروا إلى أن الدول بدأت تتصرف بشدة وصرامة من أجل الحد الأدنى من تفشي الفيروس. وهو ما يشكل تهديدًا قويًا لحجم الطلب على النفط.
على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا والانتشار الواسع لمتغير “دلتا” شديد العدوى وتأثيره على الطلب العالمي على الوقود. مازال المعروض يواصل الارتفاع.
بحسب البيانات الرسمية، ارتفع الإنتاج الأمريكي من النفط خلال الأسبوع الأخير إلى 11.4 مليون برميل يوميًا. كما رفعت شركات الطاقة منصات الحفر للأسبوع الثالث على التوالي.
الخام يتراجع مع صعود الدولار
اتجهت أسعار النفط نحو تسجيل خسارة أسبوعية قوية، بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اتجاهه نحو تقليص مشتريات الأصول ورفع أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع، وارتفاع الدولار الأمريكي.
وزيادة المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط مع تفشي متغير “دلتا”، سجل النفط أكبر سلسلة تراجعات يومية منذ عام 2019.
تأثرت أسعار النفط بإمكانية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتقليل التحفيز النقدي الهائل هذا العام، بالرغم من استمرار تفشي فيروس “كورونا” بشكل كبير.
مازال الوباء يشكل تهديدًا على الطلب على الخام، خاصة في الدول الآسيوية، التي تعد أكبر المستوردين للنفط على مستوى العالم.
يتوقع المحللون أن تتراجع منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” عن قرارها زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري.
وذلك بسبب ضعف الطلب العالمي على الخام بعد الصعود القوي له خلال النصف الأول من هذا العام، عقب تخفيف القيود التي فرضت على السفر خلال موجة الوباء الأولى.