النفط يستمر في التراجع مع زيادة عدد الإصابات بمتغير دلتا: واصلت أسعار النفط خسائرها اليوم الثلاثاء، بفعل توقف نحو 84% من إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك بسبب إعصار “إيدا”، بجانب استمرار تفشي متغير”دلتا”.
قام المتعاملون بتقييم توقعات الطلب العالمي على النفط التي لا تزال تهيمن عليها عودة تفشي فيروس كورونا. والسلالة المتحورة “دلتا” في العديد من الدول على مستوى العالم.
خلال تعاملات اليوم تم تداول الخام الأمريكي بالقرب من 69 دولار للبرميل. وانتعش خام القياسي العالمي “برنت” بنسبة ضئيلة ليتم تداوله فوق 72 دولار للبرميل.
تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في بورصة “نيويورك” بنسبة 0.2% من مستوى إغلاق يوم الجمعة الماضي. وذلك بعد توقف التعاملات أمس الاثنين بسبب عطلة في الولايات المتحدة.
القيود تتجدد بفعل متغير “دلتا” .. والنفط في حالة ترقب
انتعشت أسعار النفط خلال النصف الأول من هذا العام، بفضل حملات التطعيم الواسعة ضد فيروس كورونا والتي انتشرت بشكل واسع في أغلب دول العالم.
بعد شهور عديدة من الغلق والحظر والمنع، ساهمت حملات التطعيم في كبح جماح فيروس كوفيد-19 وتراجعت أعداد المصابين بشكل تدريجي.
مما زاد آمال بانتهاء الوباء وعودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى. وأعلنت بعض الدول تقليل القيود على السفر والتنقل بل قامت حكومات دول أخرى بالغاءها تمامًا، فانتعشت أسعار النفط وحركة الطيران من جديد.
لكن مع ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا وبدأ الموجة الرابعة من الوباء. تم تجديد القيود مرة أخرى، ومنعت الدول السفر والتنقل، مما أثر سلبًا على أسعار النفط.
كانت الدول الآسيوية أكثر تضررًا من السلالة الجديدة من الفيروس. حيث ارتفعت أعداد الإصابة في اليابان والهند إلى أرقام قياسية خلال الأسابيع الأخيرة.
فقد ارتفعت حالات الإصابة في سنغافورة وتايلاند بشكل غير مسبوق. وكذلك اليابان بعد إقامة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو الشهر الماضي.
مما زاد المخاوف بشأن تراجع الطلب العالمي على النفط. باعتبار الدول الآسيوية أكبر مستهلكي ومستوردي النفط على مستوى العالم.
لكن مؤخرًا ظهرت علامات تعافي من الفيروس، كما كشفت البيانات الرسمية ارتفاع استهلاك الوقود في الصين والهند خلال الاشهر الأخيرة بالرغم من تفشي متغير “دلتا”.
“أوبك” تراهن على تعافي السوق
على الرغم من موجات الهبوط والتراجع التي واجهتها أسعار النفط خلال الشهرين الماضيين. إلا أن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” مازالت تراهن على تعافي سوق الخام خلال العام الجاري.
لذا أعلنت المنظمة خلال اجتماعها الأخير، الأسبوع الماضي، مواصلة العمل بقرار زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر المتبقية من هذا العام.
ويتوقع المحللون أن السوق ستضيق خلال الأشهر القليلة القادمة بفعل تراجع الطلب نتيجة الانتشار الواسع لمتغير “دلتا”.
كانت أسعار الخام قد شهدت خسائر قوية خلال تعاملات أمس الاثنين بعد أن خفضت المملكة العربية السعودية أسعار الخام للمشترين الآسيويين الشهر المقبل بمقدار أكبر من المتوقع.
مما أدى إلى إثارة مخاوف بشأن تراجع الطلب على المدى القصير. خاصة مع استمرار توقف إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك بسبب إعصار “إيدا”.
من ناحية أخرى، انتعش الطلب على النفط في الدول الأوروبية بعد شهور طويلة من الإغلاق بسبب فيروس كورونا. مما أدى إلى تقليص صناعة التكرير في القارة.
رغم الضبابية التي تهيمن على المشهد الآن وعدم معرفة تأثير متغير “دلتا” على الطلب خلال الفترة المقبلة، إلا أن هناك إشارات لتعافي الطلب.
فقد أعلنت الحكومة الصينية يوم الثلاثاء الماضي عن بيانات تجارية قوية خلال شهر أغسطس، والتي تعد مؤشرًا قويًا على تعافي أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم.