النفط يسجل أفضل أداء نصف سنوي منذ عام 2009: سجلت أسعار النفط ارتفاعات قياسية خلال معاملات اليوم الأربعاء، واقتربت من تسجيل أفضل أداء نصف سنوي منذ عام 2009، في ظل انحسار أزمة كورونا وزيادة الطلب العالمي على الوقود بعد رفع قيود السفر في أغلب الدول.
كما انتعشت أسعار النفط بفضل تقليص إمدادات السوق قبل إجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفائها بقيادة روسيا. الذي من المتوقع أن تنجم عنه زيادة في معدلات الإنتاج.
صعدت العقود الآجلة لخام “تكساس” الوسيط في بورصة نيويورك اليوم الأربعاء نحو 74 دولار للبرميل. وارتفع سعر خام القياسي العالمي “برنت” إلى أكثر من 75 دولار للبرميل، أي أن أسعار الخامين ارتفعت بنسبة تزيد عن 50% خلال العام الجاري.
وأعلن معهد البترول الأمريكي تراجع مخزونات الخام الأمريكية بنحو 8.15 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. مما رفع من معنوية المستثمرين قبل اجتماع تحالف “أوبك” المقرر عقده غدّا الخميس.
في حين أفاد المعهد بارتفاع مخزونات البنزين الأمريكية بنحو 2.42 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.
وفي حال تأكيد إدارة معلومات الطاقة اليوم لبيانات مخزونات النفط الأمريكية التي أعلن عنها معهد البترول الأمريكي. فإن هذا التراجع في المخزونات سيكون الأكبر منذ يناير الماضي.
تعافي الطلب وزيادة الاستهلاك يدعمان أسعار النفط
ارتفع الطلب على الوقود خلال الأشهر الأخيرة بفضل تعافي اقتصادات الدول الكبرى على رأسهم الولايات المتحدة والصين من جائحة كورونا. مما دفع الأسعار إلى تسجيل أعلى مستوى منذ أكتوبر 2018.
وتتوقع منظمة “أوبك” أن تظل سوق النفط في حالة عجز في المعروض خلال الاشهر المتبقية من هذا العام. في حال حفاظ التحالف على استقرار الإنتاج.
ويتوقع المحللون أن يظل الاستهلاك أكبر من العرض على المدى القريب، مع استمرار حملات التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 في أغلب دول العالم. من المتوقع أن تتراجع مخاوف الطلب التي يقودها فيروس كورونا.
ولكن مازال هناك مخاوف تسيطر على السوق مع عودة تفشي الفيروس في بعض الدول، حيث ارتفعت الحالات في المملكة المتحدة مرة أخرى. كما ظهرت سلالة جديدة من الفيروس أكثر انتشارًا “دلتا” في بعض الدول مثل استراليا التي تحاول جاهدة السيطرة عليه.
كما اتجهت بعض الدول مؤخرًا إعادة فرض قيود على السفر والتنقل لمنع انتشار السلالة الجديدة المتحورة من الفيروس.
تأجيل اجتماع “أوبك” لحين إنهاء الخلافات
وكانت منظمة “أوبك” قد أعلنت تأخير المحادثات الأولية بشأن سوق النفط، لإتاحة فرصة لأعضاء التحالف لحل الخلافات. والتوصل لإتفاق بشأن زيادة الإنتاج خلال الأشهر المقبلة.
يأتي ذلك مع عودة المخاوف بشأن توقعات الطلب مع عودة انتشار فيروس كورنا في بعض الدول مثل الهند التي تعد ثالث أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم.
وكان من المقرر أن تجتمع منظمة “أوبك” اليوم الأربعاء، لكن تم تأجيل الاجتماع ليوم الخميس المقبل، وصرح المندوبون بأن الهدف من التأجيل هو إتاحة مزيد من الوقت للمحادثات بين أعضاء التحالف.
وطالب “ألكسندر نوفاك” نائب رئيس الوزراء الروسي بتأجيل الاجتماع “بسبب التزامات رئاسية” بحسب ما جاء في رسالته الرسمية.
من المتوقع أن تقرر المنظمة زيادة الإنتاج خلال الشهر المقبل بنحو 550 ألف برميل يوميًا، ويرى المحللون أن حتى في حال قررت المنظمة زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا فلم تكون كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
على جانب آخر، مازالت المحادثات دائرة بين الحكومة الإيرانية والقوى العالمية بقيادة حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن في فيينا، لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، ولكن حتى الآن لا توجد أي مؤشرات لنجاح تلك المحادثات.