النفط يعاود الهبوط بسبب انتشار سلالة دلتا من كوفيد – 19: بعد مكاسب استمرت لجلستين متتاليتين، تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأثنين، نتيجة عودة انتشار فيروس كورونا.
انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك إلى 74 دولار للبرميل. بعد صعودها بما يزيد عن 2% يوم الجمعة الماضية.
وتراجع خام القياس العالمي “برنت” إلى 75 دولار للبرميل، بعد توقعات إعادة فرض قيود على السفر والتنقل. عقب ظهور متغير “دلتا”.
قام المستثمرون بتقييم الوضع الحالي لسوق النفط، بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا من جديد.. مما أدى لتراجع أسعار النفط.
الطلب على النفط يتراجع مع انتشار متغير “دلتا”
منذ عدة أسابيع، انتشرت حملات التطعيم الواسعة في العديد من الدول على مستوى العالم، في إطار مكافحة فيروس كورونا.
وبالفعل كان لتلك الحملات دور في كبح جماح الوباء، وانتعاش النشاط الاقتصادي خاصة في الدول الكبرى لاسيما الولايات المتحدة.
مما أدى إلى إلغاء القيود التي فرضت على السفر والتنقل خلال فترة الوباء مما عزز استهلاك الوقود وتراجعت مخزونات النفط الأمريكية.
بدأ الطلب على الوقود يزداد خلال الأسابيع الأخيرة، وبدأت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” تدرس زيادة الإنتاج خلال الاشهر المقبلة.
وخلال تلك الفترة انتعشت أسعار النفط بصورة كبيرة، لكن ظهرت سلالة جديدة من فيروس كورونا قلبت الموازين تمامًا، خاصة وأنها سريعة الانتشار.
ومع إعلان بعض الدول إعادة الإغلاق مرة أخرى، لمواجهة متغير “دلتا” شديد العدوى ووقف انتشاره، وإشارات تباطؤ انتعاش الاقتصاد الصيني، قد تواصل أسعار النفط تراجعها.
بجانب عدم اليقين بشأن العرض من منظمة “أوبك” بعد تأجيل اجتماعها دون تحديد وقت معين صار من الصعب توقع أداء السوق خلال الفترة المقبلة.
الزخم يتوقف مع فشل إجتماع “أوبك”
بعد إنتهاء اجتماع منظمة “أوبك” الأسبوع الماضي دون التوصل لاتفاق بشأن زيادة الإنتاج خلال الأشهر المقبلة، توقف الزخم الصعودي للنفط.
وسجل النفط مطلع الأسبوع الماضي أول خسارة أسبوعية له منذ شهر مايو الماضي، إلا أنه ارتفع في نهاية الأسبوع.
وأثار الخلاف بين دول المنظمة ودولة الإمارات العربية بشأن مستويات الإنتاج قلق المستثمرين من نشوب حرب أسعار، أو انكسار وحدة التحالف.
وكان من المتوقع أن تقرر المنظمة زيادة إنتاج النفط خلال أغسطس المقبل وحتى نهاية العام لتلبية احتياجات الطلب العالمي المتزايد.
ولكن رغم هذا التراجع، تشير البيانات إلى نمو قوي في الطلب، لكن مازال المستثمرون قلقين بشأن التأثير المحتمل لزيادة أعداد المصابين بمتغير “دلتا”.
ومن المقرر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية تقريرها الشهري في وقت لاحق من اليوم، وأن تصدر “أوبك” تقريرها الشهري الخميس المقبل.
مازال فيروس كورونا ومتغير “دلتا” مصدر قلق للمستثمرين، بعد أن أبلغت واشنطن عن أعلى عدد إصابات منذ منتصف مايو الماضي.
وذلك بعد زيادة حالات الإصابة بمتغير “دلتا” في المناطق التي لم تتلقى التطعيمات ضد فيروس كورونا.
وفي فرنسا، حذر المسؤولون من موجة جديدة من وباء كورونا، وطالبوا المواطنين بالالتزام بالإجراءات الاحترازية.
أما بريطانيا، فدعا رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى توخي الحذر، مع استعاد البلاد لرفع جميع القيود المتبقية في المملكة المتحدة.
وفي آسيا التي تعد أكثر المناطق انتشارًا للعدوى، تمر أندونسيا بموجة تفش واسعة، كما ارتفعت أعداد الإصابة في تايلاند وماليزيا.
يشار إلى أن أسعار النفط كانت قد انتعشت خلال الأسابيع الأخيرة. خاصة بعد البيانات الاقتصادية الجيدة من جانب الحكومة الأمريكية والصينية.
وإعلان الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية إلغاء بعض القيود التي فرضت خلال فترة الوباء. لكن مع ظهور متغير “دلتا” قد تعود القيود من جديد.