تداول العملات، تعرف على أحكامه من الناحية الفقهي؟: سوق تداول العملات أو كما يُسمى سوق الفوركس، واحد من أشهر وأهم أسواق التداول العالمية، التي يمكنك من خلالها بناء ثروة هائلة وحصد مكاسب ضخمة.
التداول في العملات من العمليات المُربحة، انتشر بشكل واسع خلال السنوات الأخيرة.
وقد زاد إقبال المستثمرين عليه في ظل الأرباح القوية التي يحصلون عليها من خلاله.
أصبح سوق الفوركس أكبر سوق لتداول العملة على مستوى العالم، يمكنك الاستثمار به من خلال الإنترنت، مهما كان مكانك.
ليس هناك مركز ثابت لسوق تداول العملات، وهذا سر المرونة العالية التي يتمتع بها.
ولكن هناك قوانين وتشريعات تنظم عمليات التداول.
بعض الأشخاص قد يكون لديهم رغبة شديدة في دخول سوق الفوركس.
ولكنهم يخشون أن يقعوا في إثم أو يخالفوا شرع الله، لأنهم يرون أن تداول العملات حرام.
هناك آراء عديدة بخصوص هذا الأمر، وفي هذه المقالة، سنجاوب على هذا التساؤل هل تداولات العملات حرام أو حلال؟
وذلك لمساعدة الأشخاص المترددين في اتخاذ القرار السليم.
ما حكم تداولات العملات؟
يمثل المسلمون ربع سكان العالم، لذا اهتمت شركات الوساطة المالية بتوفير ما يسمى بـ “الحسابات الإسلامية” التي تلتزم بأصول وتشريعات الدين الإسلامي.
أغلب الآراء تشير إلى أن التداول حرام بسبب الفوائد الربوية أو ما يطلق عليه اسم “السواب”.
لذا اتجه الوسطاء إلى إنشاء حساب تداول فوركس إسلامي.
قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء، يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد”.
وفقًا للحديث، فإن التداول في العملات الأجنبية حلال ولا يتنافى مع الشريعة الإسلامية.
فتداول العملة يقوم على تشتري وتبيع العملات وتستفيد من فرق الأسعار.
ولكن هناك بعض الأمور التي يجب التدقيق بها.
على سبيل المثال، إذا قمت بشراء الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي، وقمت ببيعه بعد ذلك عندما ارتفع الين مقابل الدولار، فإن هذه العملية حلال.
ولكن مازال هناك إشكالية في الواقع، وهذا ما يحاول حساب تداول الفوركس الإسلامي حلها، حتى تكون عمليات التداول حلال بنسبة 100%.
من جانبه، حرم مجمع الفقه الإسلامي التداول في العملات.
كما أشار إلى أن ما يسمى بالفوركس الإسلامي حرام أيضًا، وأن الشركات لجأت إليه لجذب المستثمرين المسلمين للدخول لهذا السوق.
وقال المجمع أن تجارة الفوركس بها ربا صريح، وهو زيادة مبلغ القرض أو ما يسمى برسوم التثبيت وهي ربا واضح جدًا ومحرم في الإسلام.
وأشار علماء المجمع إلى أن تداول العملات يجمع بين السلف والمعاوضة.
فالعميل لا يقترض المال مجانًا ولكن بمقابل، فالعميل يشتري ويبيع من خلالهم.
وبالتالي يستفيدوا من فروق الأسعار، وهذا ما نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال “لا يحل سلف وبيع”.
هل تداول العملات حلال أم حرام؟
اتفق الفقهاء أن كل قرض جر نفعًا فهو من الربا المحرم، لذا فإن تداول العملات محرم لأنه يكون قد انتفع من قرضه
في المقابل، كان لمجمع البحوث الإسلامية في القاهرة رأي آخر، حيث أباح البيع الآجل للعملات في الأسواق العالمية، وبناءًا عليه فإن تداول الفوركس حلال.
وأباح مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، التداول بالعملة المصرفية في البورصات العالمية، وقال إن هذه العمليات جائزة شرعًا.
وقال المجمع إن كل ما يحدث داخل البورصة من تداولات ومعاملات يتم من خلال شاشات عرض إلكترونية، ويقوم المستثمر بالتعاقد في الحال بأسعار مستقبلية.
ويتم التقايض والتقابض خلال تاريخ محدد ووافق عليه كلا من الطرفين، وهذا جائز شرعًا، ولا يوجد في القرآن والسنة دليل واحد على تحريمه.
وأصدر المجمع بيان ذكر فيه أحكامه بشأن التداول في البورصة.
كما أكد أن هذه التعاملات تم إقرارها خلال جلسته الأخيرة الذي جهزته لجنة البحوث الفقهية.
وأوضح علماء المجمع أن حكم تداول العملات جائز شرعًا، وكل التعاملات التي تحدث البورصات من بيع أو شراء عملات أخرى حتى لو كانت مختلفة من حيث القيمة جائز في الشريعة الإسلامية.
تداول العملة بين الحلال والحرام
كما عرضنا لكم البعض يرى أن تداول العملة حلال وجائز شرعًا ولا تخالف الشريعة الإسلامية.
والبعض الآخر يرى إنها محرمة، فما الحل إذن؟.
هناك حل وسط يمكن العمل به، وهو حساب الفوركس الإسلامي، من خلاله يمكنك تداول العملة وفي نفس الوقت الإلتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية، وهذه الشروط:-
– لا يوجد رسوم تثبيت أو ما يعرف بـ “السواب”.
– الشركة لا تجبر العملاء على فتح أي صفقة، فالعميل حر تمامًا.
– عدم الحصول على عمولة على استخدام الرافعة المالية.
– عدم تسجيل أي عمولات أو فوائد متغيرة عند التعامل بنظام “المارجن” أو ما يطلق عليه اسم “الهامش”.