متى يعود سهم الخضري للتداول مرة أخرى بعد توقفه؟: خلال الفترة الأخيرة، انتشرت العديد من الأخبار عن توقف سهم شركة أبناء عبد الله عبد المحسن الخضري السعودية، نتيجة عدم إعلانها عن قوائمها المالية.
أثر الخبر بشكل كبير على سوق الأسهم السعودية، باعتبار شركة الخضري واحدة من أكبر وأقدم الشركات بالمملكة العربية السعودية.
الخضري، هي شركة مساهمة سعودية، تعمل في الصناعات الهندسية والإنشائية الثقيلة، فهي من أهم شركات المقاولات العامة التي نفذت العديد من المشروعات.
يتركز نشاط الشركة على الأعمال المتعلقة بإنشاء وصيانة وتشغيل الطرق، والخدمات المرتبطة بصيانة المباني، وأعمال التكييف والتبريد.
كما تعمل الشركة في مجال الطاقة والأنفاق والسياحة والسفر، والدعاية والإعلان، وتشغيل وإدارة المستشفيات والوحدات الصحية.
ويمتد نشاط الشركة إلى شحن البضائع، وتصنيع معدات ضغط النفايات الخاصة بالمركبات، والاستيراد والتصدير، وإصلاح السيارات، وبيع مواد البناء، وخدمات الصرف الصحي.
تاريخ الشركة
شركة الخضري هي شركة عريقة، تأسست في عام 1966م، وسجلت العديد من الإنجازات، وفي عام 2009 تم تحويلها إلى شركة مساهمة.
كان أول مقر لها في عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، بعد ذلك انتقلت إلى الدمام بالمنطقة الشرقية.
في أكتوبر 2010، تم إدراجها في السوق السعودية “تداول”، وظلت الشركة تحقق أرباح قوية. حتى مرت بأزمة مالية في السنوات الأخيرة.
أنجزت الشركة طوال تاريخها العديد من المشروعات الهامة داخل المملكة العربية السعودية. وكانت من أنجح الشركات، قبل أن تمر بأزمة مالية.
في فبراير 2019، أعلنت الشركة ارتفاع خسائرها المتراكمة إلى 198.52% من رأس المال. أي حوالي 1.1 مليار ريال.
ومنذ نهاية أبريل 2019، لم تعلن شركة الخضري عن قوائمها المالية، مما دفع السوق المالية السعودية إلى إعلان وقف التداول على السهم.
لم يكن الأمر مفاجئ على العكس تمامًا كان متوقعًا، حيث إن الوضع المالي للشركة لم يكن مستقر أبدًا. وبدأ يظهر هذا بشكل واضح منذ عام 2012.
ظلت الشركة تعاني من اضطرابات وتقلبات قوية، جعلتها غير قادرة على الكشف عن قوائمها المالية لمدة عامين متتالين.
فما كان من اللجنة المالية للسوق إلا تطبيق قواعد الطرح والإدراج، والتي تنص على حظر الشركات التي تمتنع عن الكشف عن القوائم المالية لمدة 6 أشهر.
أسباب تدهور الوضع المالي لشركة الخضري؟
يراود الجميع الآن سؤال واحد وهو كيف ينتهي الأمر بشركة الخضري العريقة إلى الديون، ووقف التداول على السهم؟، نحن سنجيب.
من الطبيعي أن تقوم أي شركة ناجحة ببيع جزء من حصة الملاك الرئيسين إلى المستثمرين المشاركين في الطرح العام، وهذا ما حدث في الخضري.
قام ملاك الخضري ببيع أسهمهم في الاكتتاب الأولي عند إدراج الشركة في السوق السعودية، ووبالتالي ظلت ملكيتهم تتراجع شيئًا فشيء.
وبمرور الوقت صارت نسبة تخارجهم عالية، وأصبحوا لا يملكون حصة كبيرة، إلا أنهم كانوا يمتلكون عقود ذات علاقة بالشركة نفسها.
ظل الوضع هكذا مما أثر على مكانة الشركة وزادت الخسائر وقلت الأرباح، مما دفع الشركة إلى خفض رأس المال لتنفيذ هيكلة مالية.
وخلال مرحلة ما تخطت التزامات وديون الشركة الموجودات، وأصبحت غير قادرة على تنفيذ العديد من المشروعات التي طرحت عليها.
كما تعرضت لأزمات في المشاريع التي كانت تعمل عليها بالفعل، خاصة بعد قرار الحكومة السعودية بتوطين العمالة.
صارت ديون الشركة تزداد عام بعد عام، ولم تتمكن الشركة من جدولة ديونها مرة ثانية، ولم تعلن عن قوائمها المالية من أبريل 2019.
هذا بجانب الاستقالات الجماعية التي تقدم بها عدد كبير من المسؤولين في الشركة خلال السنوات القليلة الأخيرة.
أدت كل هذه الأسباب إلى تدهور الوضع المالي للشركة، وإعلان وقف التداول على سهم شركة الخضري لحين انتهاء أزمتها المالية.
في يوليو الماضي، أعلنت شركة الخضري موافقة المحكمة التجارية بالمدمام على مقترح إجراء إعادة التنظيم المالي.
وأشارت إلى أن الاقتراح يتضمن زيادة رأس مال الشركة من خلال تحويل ديون جميع فئات الدائنين والتي تصل إلى 1.826 مليار ريال إلى أسهم بقيمة 10 ريال للسهم.
وبهذا يصبح رأس مال الشركة الجديد هو 2.384 مليار ريال، مما يمكنها من الخروج من هذه الأزمة والتغلب على مشاكلها الحالية.
لكن دائنو الشركة أعلنوا رفضهم لهذا الاقتراح، وصوتوا عليه بالرفض، مما وضع الشركة في مأزق جديد.
موعد عودة سهم الخضري للتداول
بدأ مجلس إدارة الشركة يبحث العديد من الحلول والوسائل التي يمكن من خلالها الخروج من تلك الأزمة وجدولة الديون على الأقل.
وصرح رئيس مجلس إدارة الخضري أن الشركة ستستعين بخبراء من الخارج للمساعدة في حل الأزمة الراهنة في أقرب وقت.
كما أكد حرص الشركة على إنهاء جميع المشكلات وتعزيز الوضع المالي للشركة والعودة إلى سوق التداول مرة أخرى.
تلك التصريحات الإيجابية تشير إلى إحتمالية عودة سهم الخضري للتداول قريبًا، لكن ليس هناك أنباء مؤكدة حول موعد الرجوع.
مؤخرًا، انتشرت أخبار عن عودة سهم الخضري للتداول في السادس والعشرون من شهر نوفمبر المقبل، لكن هذه أنباء غير مؤكدة.