مخاوف الركود تدفع النفط للتراجع بأكثر من 2%

مخاوف الركود تدفع النفط للتراجع بأكثر من 2%: انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس بنسبة تزيد عن 2%، بفعل مخاوف دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود، بسبب التضخم المرتفع.

أظهرت البيانات الأمريكية الصادرة أمس الأربعاء، استمرار ارتفاع التضخم بالقرب من أعلى مستوياته في 40 عامًا. مما تسبب في زيادة الضغوط على الأسواق المالية العالمية.

وقفز مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي خلال شهر أبريل الماضي بنسبة 8.3% على أساس سنوي. مما يزيد المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة أكثر من مرة هذا العام، لوقف ارتفاع التضخم.

في الوقت نفسه، مازال المتداولين يخشون نقص المعروض خاصة بعد تصاعد التوترات السياسية في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا.

ومع استمرار الصين في غلق المصانع والمحلات التجارية في أغلب المدن. بعد ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا، فإن مخاوف تراجع الطلب في الصين تزداد.

شهد سوق النفط أسبوع متقلب. حيث تأثر بالاضطرابات الاقتصادية الحادة التي يعاني منها السوق العالمي، من تضخم مرتفع وارتفاع جديد في سعر الفائدة.

 خام برنت يصل لـ 105.21 دولار

انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت بنسبة 2.02% أي ما يعادل 2.31 دولار. ليصل سعر البرميل إلى 105.21 دولار للبرميل.

وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.56 دولار، أو ما يعادل 2.42%. لينهي تعاملات اليوم الخميس عند 103.20 دولار للبرميل.

جاء هذا التراجع بفعل الضغوط القوية التي تعرض لها سوق النفط هذا الأسبوع. وسط مخاوف من زيادة جديدة في أسعار الفائدة.

وزادت قوة الدولار الأمريكي بفعل توقعات تشديد السياسة النقدية. ليصل إلى أعلى مستوى له في حوالي 20 عامًا.

ومازالت المخاوف تهيمن على المستثمرين بشأن الضغوط التضخمية التي قد تدخل الاقتصاد العالمي في حالة ركود، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية في أوروبا.

في الوقت نفسه، تأثرت الأسواق المالية وخاصة سوق النفط بالإغلاق المطول الذي فرضته الحكومة الصينية في عدة مدن، من بينها المركز التجاري شنغهاي، لمنع تفشي فيروس كورونا.

يشار إلى أن الصين أكبر مستورد للذهب الأسود على مستوى العالم، وبالتالي فإن قرار عودة الإغلاق أثر بشكل قوي على معنويات المتداولين بسوق النفط، بسبب الخوف من نقص الطلب الصيني.

توقعات بعودة النفط للارتفاع مجددًا

على الرغم من موجات التقلب التي يشهدها سوق النفط في الوقت الحالي، إلا أنه من المتوقع عودة النفط للصعود مدعومًا بالحرب الروسية في أوكرانيا.

عززت مخاوف الإمدادات الناتجة عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا سوق النفط، حتى ارتفعت الأسعار بأكثر من 35% منذ بداية العام الجاري.

كما أن القرار المعلق بشأن حظر النفط الروسي من قبل الاتحاد الأوروبي، سيؤدي لزيادة تشديد الإمدادات العالمية، وبالتالي ارتفاع الأسعار.

كان الاتحاد الأوروبي قد قرر الأسبوع الماضي حظر النفط الروسي، ولكن بشكل تدريجي، حيث تعتمد أوروبا بشكل أساسي على واردات البترول والغاز الروسية.

كانت أسعار النفط قد ارتفعت خلال جلسة أمس الأربعاء بنسبة 5%. بعد قرار الحكومة الروسية بفرض عقوبات على 31 شركة يقع مقرها في دول فرضت عقوبات ضد موسكو.

في الوقت نفسه، انخفض تدفق الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا من خلال أوكرانيا نسبة تصل إلى الربع. وتعد هذه المرة الأولى التي تتعطل فيها الصادرات عبر أوكرانيا منذ بداية الحرب.

من ناحية أخرى، قالت إدارة معلومات الطاقة في بيان لها أمس الأربعاء. إن مخزونات الخام الأمريكية قد ارتفعت خلال الأسبوع الماضي، بالرغم من سحب جزء من مخزونات النفط الاستراتيجية.

كما أظهرت البيانات تراجع مخزونات البنزين قبل ذروة موسم الطلب مع بداية موسم القيادة الصيفية.