هبوط حاد يضرب أسواق الأسهم العالمية وسط تصاعد مخاوف الركود: أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية في بورصة “وول ستريت” خلال تعاملات نهاية الأسبوع، مع تصاعد المخاوف المتعلقة بالركود.
ويخشى المستثمرون تعثر الاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر القليلة المقبلة. مع استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة.
مازال صناع السياسة النقدية بالاحتياطي الفيدرالي مصرون على رفع أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة، للسيطرة على التضخم المرتفع.
وكانت البيانات الاقتصادية الأخيرة قد كشفت ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس إلى مستوى قياسي جديد.
وجاءت البيانات مخالفة لتوقعات المحللين، التي كانت تشير إلى وصول التضخم الأمريكي إلى ذروته. وتراجع المركزي الأمريكي عن سياسة التشديد.
وأدت وتيرة الرفع الحادة في أسعار الفائدة الأمريكية. إلى زيادة قلق المستثمرين بشأن حدوث هبوط حاد وسريع في سوق العملات والسندات العالمي.
مؤشرات التكنولوجيا على رأس قائمة الخاسرين
تراجع مؤشر “ناسداك” مقتربًا من أدنى مستوى له خلال العام الجاري. والذي سجله خلال منتصف يونيو الماضي، بفعل الهبوط الكبير التي تعرضت له أسهم شركات التكنولوجيا.
وخسر المؤشر حوالي 313.25 نقطة، أي ما يعادل 2.83%. ليصل في نهاية تداولات الأسبوع إلى 10738.39 نقطة.
واقترب مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” من أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2020. متأثرًا بتوقعات ضعف نمو الاقتصاد الأمريكي هذا العام.
وانخفض المؤشر بنسبة 2.09% أي ما يعادل 77.83 نقطة. ليغلق الجلسة عند مستوى 3641.21 نقطة.
وهبط المؤشر بنسبة تزيد عن 8% خلال الشهر الجاري. متجهًا نحو تسجيل أدنى مستوى له في شهر منذ عام 2008.
وكانت أسهم شركات السلع الاستهلاكية والسيارات والمرافق من بين أكبر الخاسرين في نهاية الأسبوع الماضي. من بين 11 مؤشر فرعي على المؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.
وانخفض المؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 1.53% أو ما يساوي 455.19 نقطة. مسجلًا 29228.55 نقطة.
وشهدت سندات الخزانة الأمريكية عمليات بيع سريعة. بعد التصريحات المتشددة التي أدلى بها عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي.
أكد المسؤولون على استمرار البنك المركزي الأمريكي في سياسته الحالية. التي تعتمد على زيادة سعر الفائدة لمواجهة التضخم المرتفع.
وكان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد قرر خلال اجتماعه في هذا الشهر رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس. وذلك للمرة الثالثة على التوالي، بعد اجتماعي يونيو ويوليو.
وأنهى سهم “ميتا بلاتفورمز” تداولات يوم الجمعة على تراجع. بعد أن كشفت تقارير صحفية قيام صاحب الشركة بتجميد التوظيف، وسط توقعات المزيد من عمليات التسريح على المدى القريب.
وشهدت أسهم شركتي “جنرال موتورز” و”فورد موتور” تراجعًا حادًا. لتكون من بين أكبر الخاسرين على مؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.
أسهم اليابان تغلق على تراجع
أنهت مؤشرات الأسهم اليابانية تعاملات يوم الجمعة على تراجع. متأثرة بالهبوط العنيف الذي تعرضت له بورصة “وول ستريت”.
وتأثر السوق الأمريكي باستمرار ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية. وارتفاع التضخم، بالرغم من الزيادات الحادة في سعر الفائدة، بجانب تصاعد المخاوف المتعلقة بالركود.
هبط مؤشر “نيكي 225” القياسي بنسبة 1.83%. أي ما يعادل 484.84 نقطة، لينهي جلسة يوم الجمعة عند 25937.21 نقطة.
وتراجع مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقًا بنسبة 1.76%، أو ما يساوي 32.86 نقطة، ليصل في ختام الأسبوع إلى 1835.94 نقطة.
يخشى المستثمرون أن تؤدي الزيادة الهائلة في سعر الفائدة من قبل البنوك المركزية حول العالم إلى الدخول في حالة ضعف وركود.
وبالفعل تشير أغلب التوقعات إلى دخول منطقة اليورو في حالة ركود بحلول نهاية العام الجاري، أو مطلع العام المقبل على الأكثر.