استراتيجية السكالبينج (المضاربة)- صورة من أهم صور التداول المعروفة: استراتيجية السكالبينج هي أحد استراتيجيات التداول الشهيرة جدًا، والتي تهدف إلى الاستفادة من التغيرات الطفيفة في أسعار الأسهم.
يعقد المتداولون الذين يتبعون هذه الإستراتيجية العشرات بل والمئات من الصفقات في اليوم الواحد، اعتقادًا منهم بأن التحركات الصغيرة في أسعار الأسهم أسهل في توقعها من التحركات الكبيرة. وبالتالي من الممكن أن تتراكم العديد من الأرباح الصغيرة لتتحول بسهولة إلى مكاسب كبيرة، فقط إذا قام المتداول باستخدام استراتيجية خروج ناجحة في توقيت مناسب؛ للحد من بعض الخسائر الكبيرة الواردة أحيانًا.
ويُعرف المتداولون الذين ينفذون الاستراتيجيات من هذا النوع باسم المضاربين أو السكالبرز.
حقائق سريعة عن استراتيجية السكالبينج
- استراتيجية السكالبينج هي طريقة تداول يستطيع فيها المتداولون الربح من التغيرات الصغيرة في أسعار الأسهم.
- تعتمد استراتيجية السكالبينج على مهارات أساسية مثل التحليل الفني وقراءة المخططات.
- الأرباح الصغيرة الناتجة عن استخدام هذه الاستراتيجية يمكن أن تتضاعف، شريطة أن يتقن المتداول استخدام استراتيجية خروج دائمًا عند الحاجة. إذ أن ذلك يعمل على تخفيف الخسائر وزيادة فرص الربح.
أساسيات استراتيجية السكالبينج
تولي استراتيجية السكالبينج الأرباح الصغيرة اهتمامًا غير عاديًا، وتركز على هذا النوع من الأرباح لتحقيق مكاسب بطبيعة الحال أقل في الحجم، لكن في فترة صغيرة جدًا من الوقت.
ويتم تنفيذ هذه الاستراتيجية خلال يوم التداول الواحد. إذ يكمن الهدف الرئيسي منها أن يقوم المتداول بشراء أو بيع عدد من الأسهم بالسعر المتاح في السوق – طبقًا لقوانين العرض والطلب؛
ومن ثم يقوم بعملية البيع أو الشراء بشكل سريع بقيمة أعلى أو أقل ببضعة سنتات، وذلك لتحقيق الربح. ويمكن أن تختلف أوقات الاحتفاظ بالأصول قبل بيعها من عدة ثوانٍ إلى دقائق، وفي بعض الحالات قد تصل إلى عدد من الساعات.
حيث تظل إمكانية التداول متاحة ما لم تنتهي جلسة تداول السوق الإجمالية، والتي يمكن أن تمتد حتى الساعة الثامنة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
خصائص استراتيجية السكالبينج
سكالبينج هي أحد الاستراتيجيات السريعة والتي تتطلب نشاطًا وتحركًا سريعًا، فضلًا عن دقة التوقيت والتنفيذ. الأمر الذي جعلها مناسبة فقط للمتداولين الأذكياء والأكثر خبرة. يعتمد المتداولون باستراتيجية السكالبينج على استخدام قدرة شرائية يومية بهامش أربعة إلى واحد. وذلك لزيادة كمية الأرباح في أقصر فترة زمنية.
وتتطلب هذه العملية تركيزًا كبيرًا على المخططات ذات الإطار الزمني الأصغر مثل المخططات الشمعية ذات الدقيقة الواحدة والخمس دقائق.
كما يتم التركيز على بعض المؤشرات التي تحظى بزخم كبير مثل مؤشر ستوكاستيك، مؤشر تباعد وتقارب متوسط التحرك (MACD)، ومؤشر القوة النسبية (RSI).
كذلك يتم استخدام مؤشرات مخطط الأسعار مثل متوسطات التحرك، بولينجر باندز، والنقاط المحورية أيضًا كنقاط مرجعية لمستويات دعم السعر والمقاومة.
تتطلب استراتيجية السكالبينج أن يكون رصيد الحساب أكبر من الحد الأدنى وهو خمسة وعشرون ألف دولار، وذلك لتجنب انتهاك قاعدة نمط المتداول اليومي (PDT). كما أن هامش الرصيد مطلوب لتنفيذ صفقات البيع على المكشوف.
يشتري المتداولون المتبعون لاستراتيجية السكالبينج الأسهم بأسعار منخفضة إلى حد ما ويقومون ببيعها بأسعار أكبر. كما قد يشترون بأسعار مرتفعة وفي هذه الحالة يبيعون بسعر أعلى، أو قد يبيعون بالسعر العادي تفاديًا لبيع بسعر أقل، أو يبيعون بأسعار منخفضة نسبيًا تفاديًا لانخفاض أكبر، وهكذا.
إن متبني هذا النوع من التداول يميلون إلى استخدام نافذة المستوى الثاني ونافذة وقت المبيعات، وذلك لتوجيه الطلبات إلى رواد السوق أصحاب السيولة الأكبر وشبكات ECN للتنفيذ السريع.
ويعد تنفيذ مثال النقطة والنقرة الموجود خلال نافذة المستوى 2، بالإضافة لمفاتيح الاختصار المبرمجة مسبقًا هما أسرع الطرق المتاحة لتعبئة الطلبات. تعتمد استراتيجية السكالبينج على مهارة التحليل الفني، واكشتاف تغيرات الأسعار على المدى القصير.
وتعد الاستراتيجية أسلوب تداول ينطوي على مخاطر عالية، تحديدًا بسبب اعتماده على الاستخدام المكثف للرافعة المالية.
من الممكن القول بأن أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المتداولون باستراتيجية السكالبينج يمكن إرجاعها لبعض الأسباب.
أشهر الأخطاء التي يقوم بارتكابها المتداولين عند اعتماد استراتيجية السكالبينج:
- سوء التنفيذ
- الاعتماد على استراتيجيات سيئة أو غير مجدية
- عدم اتخاذ بعض إجراءات وقف الخسارة المنقذة واللازمة أحيانًا
- الاستخدام المكثف للرافعة المالية
- الدخول المتأخر أو الخروج المتأخر
- التداول المفرط
لكن يبقى السبب الرئيسي وراء فعالية استراتيجية السكالبينج وجني الكثير من المكاسب هو العدد الكبير من المعاملات. ويعتبر هيكل التسعير المسبق لعمولة كل سهم شيئًا في غاية الأهمية للمتداولين، خصوصًا أولئك الذين يميلون إلى تقدير القطع الصغيرة داخل وخارج كل مركز.
العوامل النفسية المتعلقة بـهذه الاستراتيجية
يجب أن يكون المتداولون المتبعون لهذه الاستراتيجية في أقصى درجات الانضباط والالتزام بنظام التداول الخاص بهم. فأي قرار يجب على المتداول اتخاذه يجب أن يتم على وجه اليقين. كما يجب كذلك أن يكون المتداولون هنا مرنين للغاية، نظرًا لأن ظروف السوق شديدة التقلب دائمًا. فإذا لم يجري التداول كما هو متوقع مثلًا؛ فإنهم سوف يحتاجون إلى إصلاح الموقف بأسرع ما يمكن تفاديًا للكثير من الخسائر.
مثال على هذه الاستراتيجية
لنفترض أن أحد المتداولين يستخدم استراتيجية السكالبينج لتحقيق الربح من تحركات أسعار سهم ABC. السهم الذي يتم تداوله بمبلغ عشر دولارات. إذًا سيقوم التاجر بشراء وبيع شريحة ضخمة من أسهم ABC، لنفرض مثلًا أنهم خمسون ألفًا من الحصص.
ومن ثم سيقوم ببيع هذه الأسهم خلال تحركات الأسعار المناسبة والتي تكون قليلة عادةً. على سبيل المثال قد يختار المتداول ممارسة عملية الشراء والبيع بزيادة سعرية قدرها 0.05 دولار فقط في سعر السهم. قد تلاحظ إلى أي مدى هذه الزيادة السعرية طفيفة جدًا قياسًا بسعر السهم الواحد، لكن عند تجميع هذه الفروقات لهذا العدد الضخم من الأسهم – حيث أن البيع يتم بالجملة؛ ففي نهاية اليوم ستكون حصيلة الأرباح أمرًا قد يكون جديرًا بهذه المخاطرة.