استراتيجية مارتينجال والنتائج المحتملة أثناء التداول: تعتبر استراتيجية مارتينجال أحد استراتيجيات التداول المعروفة، والتي قد تبدو غريبة نوعًا ما. إذ أنها تتضمن مضاعفة حجم التداول في كل مرة يتعرض فيها التداول للخسارة. لذلك، السيناريو الكلاسيكي المعروف للاستراتيجية هو محاولة التداول بنسبة نجاح تصل إلى 50٪ في أفضل الأحوال. السيناريو الذي يسمّى أيضًا بسيناريو التوقع الصفري.
بالنسبة للمواقف ذات الاحتمالات المتساوية من حيث المكسب والخسارة – رمي العملة مثلًا؛ فهناك وجهتا نظر حول كيفية تقدير حجم الصفقة والتعامل معها. استراتيجية مارتينجال مثلًا، تنصح المتداول أن يضاعف حجم تداوله في حالة الخسارة، لما في ذلك من قدرة وفرصة له لاستعادة كل ما خسره. في حين تنص الاستراتيجية المضادة لمارتينجال على أنه يجب على المرء زيادة حجم التداول الخاص به في حالة الفوز فقط.
حقائق سريعة ومُلمّة عن استراتيجية مارتينجال
- استراتيجية مارتينجال هي استراتيجية استثمار أو مراهنة بشكل أدق، اقترحها عالم الرياضيات الفرنسي بول بيير ليفي. وتعتبر الاستراتيجية أحد الوسائل عالية المخاطر في طريق التداول والاستثمار.
- تستند استراتيجية مارتينجال على نظرية زيادة أحجام المبالغ المخصصة للاستثمارات، حتى ولو كانت قيم هذه الاستثمارات تتعرض للانخفاض، فقط توقعًا لزيادتها في المستقبل.
- عند استخدام استراتيجية مارتينجال في المراهنة؛ فإنه يجب على المقامر مضاعفة الرهان عند مواجهة الخسارة.
مثال لتوضيح كيفية عمل استراتيجية مارتينجال في حال وجود نتيجتان متوقعتان لعملية التداول
لفهم الموضوع بشكل أفضل، تخيّل الآتي:
- ضع في اعتبارك أن هناك صفقة تحتمل نتيجتين باحتمالية متساوية جدًا فيما بينهما. سنرمز لهم بـ “النتيجة 1” و “النتيجة 2”.
- قرر المتداول X أن يقوم بتداول مبلغ ثابت قدره 50 دولارًا على أمل حدوث “النتيجة 1” والتي تعني حصول الربح بالنسبة له.
- مع ذلك، يفاجأ المتداول x أن “نتيجة 2” غير المرجوّة هي التي تحققت، الأمر الذي قد عرّض عملية التداول للخسارة.
- باستخدام إستراتيجية مارتينجال هنا؛ فإن النظرية تقترح أن يتم زيادة حجم التداول إلى 100 دولار بدلًا من 50، على أمل مرة أخرى أن تتحقق “النتيجة “1.
- لكن للمرة الثانية تتحقق “النتيجة 2″، ويتم فقدان ال100 دولار!
- نظرًا لأن الناتج ما زال يعني الخسارة؛ فإن المتداول يُضاعف الحجم مرة أخرى ليصبح الآن 200 دولار.
- وهكذا تستمر عملية المضاعفة حتى تتحقق النتيجة المرجوة “1”، الأمر الذي يجعل كل الخسارات السابقة بلا معنى. إذ أن حجم الصفقة الرابحة سيتجاوز حجم الخسائر لجميع التداولات السابقة.
بعض التسلسلات والنتائج المحتملة للمثال أعلاه:
- تحقيق الربح من أول صفقة وقدره 50 دولارًا.
- الخسارة في الصفقة الأولى والفوز بالصفقة الثانية: أي خسارة 50 دولارًا في الصفقة الأولى وربح 100 دولار في الصفقة الثانية. وبذلك يكون لديك صافي ربح قدره 50 دولارًا.
- خسارة الصفقتين الأولى والثانية، والفوز بالصفقة الثالثة: أي خسارة 50 دولارًا في الصفقة الأولى، وخسارة 100 دولار أيضًا في الصفقة الثانية، ثم ربح 200 دولار في الصفقة الثالثة. وبذلك يكون صافي الربح لديك هو 50 دولارًا مرة أخرى.
- خسارة الصفقات الثلاث الأولى، ثم الفوز بالصفقة الرابعة: أي خسارة 50 دولارًا في الصفقة الأولى، و 100 دولار في الصفقة الثانية، ثم 200 دولار في الصفقة الثالثة. ومع ذلك تربح في الصفقة الرابعة بـ 400 دولار. مرة أخرى، يتبقى لديك ربحًا قدره 50 دولارًا.
استخدام استراتيجية مارتينجال في سوق الأوراق المالية
تُستخدم إستراتيجية مارتينجال عادةً في أي لعبة ذات احتمالات متساوية للفوز أو الخسارة. لكن من المهم هنا أن نفهم أن الأسواق ليست ألعاب آمنة العواقب. المراهنة في الأسواق ليست مثلًا بسهولة المراهنة على طاولة الروليت. لذلك، عادةً ما يتم تعديل الإستراتيجية قبل تطبيقها على أسواق الأسهم.
تأمل المثال التالي:
يقرر متداول ما تطبيق استراتيجية مارتينجال في عملية شراء قيمتها 10000 دولار من أسهم الشركة وقت ما يتم تداولها بسعر 100 دولار.
سنفترض مثلًا أن سعر السهم قد تعرض للانخفاض في الأيام القليلة المقبلة، ومن ثم قيام المتداول بعملية شراء جديدة بقيمة 20000 دولارًا بسعر 50 دولارًا للسهم؛ فإن المتوسط يرتفع إلى 60 دولارًا لكل سهم.
الآن لنفترض أن سعر السهم قد انخفض أكثر؛ وبالتالي قيام التاجر بعملية شراء أخرى بقيمة 40 ألف دولار بسعر 25 دولارًا للسهم. الأمر الذي يجعل متوسط تكلفة السهم حوالي 33.33 دولارًا. في هذه المرحلة تحديدًا – وفقًا للإستراتيجية – يمكن للمتداول أن يخرج من الصفقة بنجاح وتحقيق ربح مساوٍ لحجم الرهان الأول عند 38.10 دولارًا. ومن ثم ينتظر المتداول أن ينتقل سعر السهم إلى 38.10 دولارًا ليحقق ربحًا إجماليًا قدره 10000 دولار، وهو نفس حجم الرهان الأول.
في نفس هذه الحالة، يمكن للمتداول الخروج بعد الرهان الثالث حيث يصل سعر السهم إلى 38.10 دولارًا. لكن لا يحدث ذلك دائمًا، كما يمكن أن يصل حجم التداول إلى مبالغ عالية جدًا في حالة إذا انخفض سعر السهم لفترة طويلة من الزمن. فعلى أمل تعويض الخسارة، يتم وضع الكثير من الأموال على المحك باستخدام هذه الاستراتيجية.
عيوب استراتيجية مارتينجال
- يمكن أن يصل المبلغ الذي يتم إنفاقه على التداول باستراتيجية مارتينجال إلى أرقام ضخمة بعد عدد قليل من المعاملات.
- إذا نفذت الأموال الممكن تداولها لدى المتداول أثناء استخدامه للإستراتيجية لفترة طويلة، فإن الخسائر التي سيواجهها ستكون كارثية.
- هناك احتمال أن يتم التوقف عن تداول هذه الأسهم في وقت ما.
- نسبة عامل المخاطرة مقابل الربح في استراتيجية مارتينجال ليست معقولة بالمرة. فأثناء استخدام الإستراتيجية، يتم إنفاق مبالغ كبيرة جدًا مع كل خسارة حتى تحقق الفوز، كما أن الربح النهائي يساوي فقط حجم الرهان الأول.
- تتجاهل الاستراتيجية تكاليف المعاملات المرتبطة بكل صفقة.
- هناك حدود وضعتها التبادلات على حجم التداول. لذلك، لا يحصل المتداول دائمًا على عدد غير محدود من الفرص لمضاعفة الرهان في كل مرة.
استراتيجية مارتينجال هي استراتيجية غريبة بعض الشيء، واحتمالات الخسارة فيها تتعدى نظائرها. إلا أنها موجودة ومستخدمة بشكل كبير جدًا في التداول، في المراهنات، وفي الألعاب حتى. اقرأ عن جميع الاستراتيجيات على موقعنا واختار من بينها الأنسب لك ولحجم استثمارك.