جورج سورس الرجل الذي كسر بنك إنجلترا المركزي
جورج سورس الرجل الذي كسر بنك إنجلترا المركزي: إنّه المستثمر ورجل الأعمال الأمريكي,
والذي عرف بكثرة أعماله الخيرية, وأيضا بدعمه للسياسات الليبرالية,
كما أنه لعب دورا هامّا في التحول من النظام الشيوعي إلى النظام الرأسمالي في المجر في الفترة الممتدة من 1984-1989.
في سنة 2014, احتل المركز السابع والعشرين في قائمة فوربس لأغنياء العالم,
واختارته صحيفة فاينانشيال تايمز “شخصية العام” في عام 2018, بسبب إنجازاته المالية وقيمه الليبرالية.
لقب ب”أكبر مضارب في سوق البورصة العالمية” وأيضا ب”مهندس الثورات الملوّنة”.
هل ترغب بمعرفة أكثر تفاصيل حول هذه الشخصية المثيرة في عالم المال والأعمال؟
احصل على باقة مدمّر العملات جورج سورس
بدايات جورج سورس في عالم الاستثمار:
ولد جورج سورس في بودابست عام 1930, وهو من عائلة يهودية, وقد تمكنوا من الهروب من الإحتلال النازي للبلاد عبر تزوير هوياتهم.
اتجهت العائلة إلى لندن, حيث أكمل سورس تعليمه, درس الفلسفة وتخرج من الجامعة, وقد كان يعمل كنادل ,
وكحمّال في مطار وكعارض أزياء وغيرها من الوظائف ليواصل تعليمه, ثم تابع دراسة الماجستير في كلية لندن للاقتصاد,
وبعد ذلك بدأ العمل في أحد البنوك بالعاصمة, ثم عمل في عدّة بنوك ما بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
في سنة 1969, قام بإنشاء صندوقة للتحوط (Hedge Fund)، وكان اسمه دوبل ايجل ( Double Eagle),
وبعد سنة واحدة غيّره ليصبح “سورس لإدارة الاستثمار” حيث كان يدير حينها, 12 مليون دولار من الأصول, لتبلغ سنة 2011, ما قيمته 25 مليار دولار.
نظرية جورج سورس في عالم الإقتصاد:
ساعدته دراسته في الفلسفة, على ابتكار نظرية خاصة به, يتعامل بها مع أسواق المال,
كما يصفها هو بأنها” تعطيه علامات واضحة على الفقاعات في أسواق المال, والقيم الحقيقية للأوراق المالية.”
وقد ساعدته نظريته تلك في توقع انهيار الجنيه الإسترليني, حيث قام ببيع ما قيمته 10 مليارات دولارات من الجنيه الإسترليني,
لتنهار فيما بعد العملة تماما, وحقّق بذلك أرباحا صافية تجاوزت المليار دولار,
وقد أطلق عليه آنذاك لقب “الرجل الذي كسر بنك إنجلترا المركزي”.
تتلمَذه على يد الفيلسوف النمساوي كارل بوبر، ساهم في زرع مفهوم “المجتمع المفتوح” فيه مدى الحياة,
حيث كان يقول:“سيكون للمجتمع المفتوح دائماً أعداؤه، وعلى كل جيل أن يعيد تأكيد التزامه بهذا المجتمع حتى ينجو”
بعد مؤتمر دافوس الإقتصادي العالمي لسنة 2018, صرّح جورج سورس أنه يريد أن يصبّ جلّ تركيزه على صعود منصات التواصل الإجتماعي
وشركات تكنولوجيا المعلومات التي يغلب عليها الطابع الاحتكاري.
وأضاف أيضا, أنّ النمو الكبير الذي حققته شركات مثل غوغل وفيسبوك, أصبح عائقا أمام الابتكار وتسبب في مشاكل بدأنا الآن في إدراكها,
وصرّح أيضا في هذا الصدد, بأنّ”يكون الأمر مشيناً، كونها تؤثر في كيفية تفكير الناس وتصرفهم دون أن يدركوا ذلك”
وردا منه على سبب إنفاقه أكثر من 18 مليار دولار على مؤسساته الخيرية, يقول: “لديّ غرور كبير، ولن يرضي غروري هذا سوى محاولة جعل العالم مكاناً أفضل”.
ما قام به من إنجازات:
كان يخطط سنة 1956, أن يحصل على وظيفة في وول ستريت وجني أرباح ضخمة في سوق الأسهم,
وقد عمل في مجموعة من وظائف تداوُل الأسهم، وعمل كذلك في إدارة أحد صناديق التحوُّط الأولى مستخدما الاستثمارات قصيرة وطويلة الأمد في السوق.
وقد كان بارعاً في كسب المال وضخِّه في الأسواق المتنوعة والخروج منها بسرعة،
وقال أنّ الجزء الرئيسي من نجاحه يكمن في الاعتراف بأخطائه وتقويمها.
أسّس أوّل مؤسساته في عام 1984, في المجر, في مجال استيراد أجهزة تصوير ضوئية,
وقد أنفق ما يقارب 100 مليون دولار في سنوات التسعينات, لربط الجامعات الإقليمية بالإنترنت,
منذ ذلك الحين وسّع من مجال تبرعاته في المجالات الثقافية والصحية لبناء “المجتمع المفتوح”.
الرجل الذي فلّس بنك إنجلترا
وفي ما يخص وصفة بأنّه “الرجل الذي فلّس بنك إنجلترا” , قال أنّ الدور الذي لعبه في ما يسمى بـ”الاربعاء الأسود”,
مبالغ فيه حسب ما وصفته وسائل الإعلام, ولكنه لم ينكر أنّ التوقيت كان حليفه و تحصل بذلك على قاعدة جماهرية كبيرة.
مع بداية جائحة كوفيد 19 سنة 2020, اقترح جورج سورس أن يصدر الاتحاد الأوروبي سندات دائمة,
تسمى ب”السندات الموحدة”( لقد استخدمت من قبل بريطانيا في 1751), وقد رفض المجلس الأوروبي هذا المقترح,
لأنه يعني ضمنيا تبادل لديون متراكمة ترفض الدولة الأعضاء قبوله.
وقد تمسك سورس باقتراحه هذا, وأوضح أنّ أي مشتريات من قبل المصرف المركزي الأوروبي إن لم تكن متناسبة مع حصص المصارف المركزية للدول الأعضاء, يمكن أن تطعن فيها المحكمة وأن تعتبرها تجاوزاً, وأضاف أن اقتراحه سيتجنب هذه المشكلة, لأنها ستكون صادرة عن الاتحاد الأوروبي ككل, وسيلتزم الدول الأعضاء بتسديد الفائدة السنوية فقط (وهي فائدة ضئيلة, ما يقارب 0.5%), ما يجعله سهلا على الدول الأعضاء ان تكتتب في السندات.
وقد قال في آخر لقاء صحفي له: ” يمكننا اتّخاذ إجراءات استثنائية مناسبة للظروف الاستثنائية التي نواجهها. وهذا ينطبق بالتأكيد على السندات الموحّدة، التي يجب عدم إصدارها في الأوقات العادية، لكنها مثالية الآن. وما دام بوسعي أن أقترح إجراءات مثل إصدار السندات الموحّدة، فلن أفقد الأمل”.
وحين سأل عن كل ما تقدمه مؤسساته من دعم للمهاجرين والدفاع عن حقوق الأقليات في عدّة دول وتأهيل ضحايا الحروب والإرهاب والقيام برعايتهم صحيا واجتماعيا وكذلك حماية الناجين من الإعتداءات الجنسية… : هل أنت فاعل خير حقا؟ أجاب: “عندما أرى أعدائي في كل مكان، أرغب في القيام بالمزيد”.
كتب جورج سورس:
لتكتشف الجوانب الخفية لهذه الشخصية وأسرار نجاحه واستراتيجية استثماراته, عليك أن تقرأ أحد أهم كتبه:
- كتابه كيمياء المالية: نشر سنة 1987, تحدث فيه عن أن النظام المالي يتم التلاعب به لصالح الأثرياء, و أنّ الأسواق المالية غير أخلاقية بطبيعتها وبأنّ الإقتصاد علم قد يغدر بك في أي وقت.طبعا واجه الكتاب عدّة انتقادات آنذاك.
- كتاب تحدي المال: نشر الكتاب في 1996, تحدث فيه جورج سورس عن استراتيجية المضاربة السليمة وعن فلسفته في عالم المال والأعمال.
- كتاب استثمر مثل ملياردير: إذا كنت لا تراقب أفضل مستثمر في العالم, فمن تراقب؟ : نشر ب2008, وضع فيه أسرار استراتيجيته في الاستثمار والتي ساهمت في تحقيق نجاحاته.
- كتاب الأزمة المالية العالمية: أزمة الديون, أزمة اليورو: نشر ب2012, وضع فيه جورج سورس تصوراته ومقترحاته لحلّ أزمة الديون وأزمة اليورو العالمية.
باقة مدمّر العملات جورج سورس
لأنه لقب بـ “مدمر العملات”,و “الرجل الذي كسر بنك إنجلترا المركزي” ولأنّه يمتلك صندوقه الخاص للتحوط وهو أيضا مالك لعدّة مؤسسات, ستشمل باقة مدمر العملات جورج سورس:
- تداول صناديق الاستثمار
- تداول أكثر من 47 زوج من العملات
- وتداول أكثر من 135 سهم عالمي
جورج سورس الرجل الذي كسر بنك إنجلترا المركزي
إقرأ أيضاً: باقة جورج سورس