الدولار يستقر واليورو عند أدنى مستوى في 20 عاما: تراجعت أسعار أغلب العملات الأجنبية خلال تعاملات اليوم الأربعاء مقابل الدولار الأمريكي، مع استمرار المخاوف بشأن التضخم المرتفع.
استقرت العملة الأوروبية بالقرب من أدنى مستوى لها في حوالي 20 عاما مقابل الدولار. في ظل القلق المتزايد بشأن تأثير ارتفاع أسعار النفط والوقود على اقتصاد منطقة اليورو.
وأعلنت حكومة النرويج أمس الثلاثاء إنهاء إضراب عمال النفط والغاز. الذي استمر لمدة يوم واحد، لكنه تسبب في تراجع الإنتاج.
وأكدت الحكومة على انتهاء الجمود الذي كان من الممكن أن يتسبب في زيادة أزمة إمدادت الطاقة في أوروبا. وسط العقوبات الغربية المفروضة ضد موسكو.
في الوقت نفسه، أعلن بنك جولدمان ساكس رفع توقعاته لأسعار الغاز الطبيعي. حيث قال في تقرير له إن من المحتمل ألا يتم استعادة تدفقات “نورد ستريم 1” بشكل كامل.
اليورو عند أدنى مستوى في عقدين
يرى المحللون أن اليورو يتعرض لضغوط قوية في الوقت الحالي. من بينها تهديدات بحظر واردات النفط الروسي بشكل كامل.
وأشاروا إلى أن تكاليف الطاقة المرتفعة تشكل عبئًا كبيرًا على اليورو. خاصة بعد أن وصلت إلى مستويات أعلى بكثير مما هي عليه في الولايات المتحدة.
تم تداول اليورو اليوم الأربعاء عند مستوى 1.0266 مقابل العملة الأمريكية. بعد أن وصل لأدنى مستوى له منذ ديسمبر 2002 خلال جلسة أمس عن مستوى 1.0236.
وتراجع اليورو لفترة وجيزة أمام الفرنك السويسري. حيث وصل لأدنى مستوياته وشهد عمليات بيع واسعة خلال التعاملات المبكرة.
وهبطت العملة الأوروبية أمام الفرنك بنسبة تبلغ 0.1% ليتم تداوله عند 0.9933. بعد أن سجل أدنى مستوى له في نحو 7 سنوات عند 0.9911.
الين يرتفع مقابل الدولار بـ 0.3%
ارتفع سعر عملة الملاذ الآمن الين الياباني بنسبة 0.3% لتصل إلى 135.43 مقابل الدولار. بعد أن وصل في نهاية الشهر الماضي لأعلى مستوى له منذ عام 1998 عند مستوى 137 نقطة.
وصرح بنك اليابان بأن ارتفاع تكاليف الوقود والمواد الخام هما السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدل التضخم لمستويات قياسية خلال العام الجاري.
وأشار إلى أن الحرب الأوروبية المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا تقف وراء أزمة الطاقة. وهي في الغالب أزمة مؤقتة ستنتهي قريبًا.
وأضاف أنه لن يتخلى عن سياسة التحفيز النقدي الهائل، مثل باقي البنوك المركزية الأخرى، لكنه قد يتخذ العديد من الإجراءات لحماية العملة من الانهيار.
تلقى الين دعمًا من زيادة إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن، بعد ارتفاع التضخم في اليابان خلال الأشهر الثلاثة الماضية حتى يونيو.
ومن المتوقع أن ترتفع أسعار المنازل في اليابان خلال العام القادم إلى أعلى مستوى لها في حوالي 14 عام.
أداء العملات الأخرى
استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، عند مستوى 106.5 نقطة.
مازال الدولار الأمريكي قريبًا من أعلى مستوى له في 20 عامًا، مدعومًا بتوقعات المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة الأمريكية، في ظل استمرار التضخم المرتفع.
كان الاحتياطي الفيدرالي قد قرر رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، وذلك لأول مرة منذ 28 عاما، لحماية الاقتصاد من الركود.
هبط الجنيه الإسترليني مقابل العملة الأمريكية بنسبة 0.3%، وتم تداوله عند 1.1923 مقتربًا من أدنى مستوى له في عامين.
وتأثر الجنيه الإسترليني بالضغوط الشديدة التي تعرض لها “بوريس جونسون” رئيس الوزراء بعد استقالة اثنين من كبار وزراء الحكومة أمس الثلاثاء.
وتراجع أيضًا الدولار الأسترالي شديد الحساسية نحو المخاطرة بنسبة 0.3%، لينهي تعاملات اليوم عند 0.6780، متأثرًا بمخاوف المستثمرين المتزايدة بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.