صعود قوي بالأسهم الأوروبية في بداية الربع الأخير من 2022: ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء، للجلسة الثالثة على التوالي، مع ترقب المستثمرون لبيانات التضخم المقرر الإعلان عنها في وقت لاحق من اليوم.
وزاد إقبال المستثمرون على الأسهم المتراجعة على رأسها أسهم التكنولوجيا والسفر والترفيه. مما ساعد في تعافي الأسهم الأوروبية من موجة الهبوط التي شهدتها الأسبوع الماضي.
هدأت مخاوف المستثمرين بشأن الوتيرة السريعة التي تتبعها البنوك المركزية الكبرى في رفع أسعار الفائدة. للسيطرة على التضخم المرتفع.
وتحسنت معنويات المستثمرين بفعل مجموعة من بيانات الأنشطة الاقتصادية في منطقة اليورو. والتي عززت آمال تعافى الاقتصاد العالمي.
وكشفت بيانات الأنشطة الصناعية في عدة أنحاء بمنطقة اليورو تراجعًا أكبر خلال الشهر الماضي. بفعل فواتير الطاقة وارتفاع تكاليف المعيشة.
على صعيد آخر، بدأ الجنيه الإسترليني يتعافى بنسبة بسيطة، خلال جلستي أمس واليوم. بعد إعلان الحكومة البريطانية الجديدة تراجعها عن خططها المالية المتعلقة بالضرائب.
وكان حكومة المملكة البريطانية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن خططها المالية التي أثارت جدلًا واسعًا. وأدت لهبوط الجنيه الإسترليني لأدنى مستوى له على الإطلاق، مع خروج المستثمرين.
أداء الأسهم الأوروبية
في تمام الساعة 07:22 بتوقيت جرينتش، ارتفع مؤشر “ستوكس 600″ الأوروبي بنسبة 1.8%. ليسجل أعلى مستوى له منذ 23 سبتمبر الماضي.
وزاد مؤشر ” فاينانشال تايمز 100″ البريطاني بنسبة 1.4%، ليضيف إلى مكاسبه التي سجلها خلال جلسة أمس الاثنين.
واتبعت الأسهم الأوروبية مؤشرات الأسهم الأمريكية، التي أغلقت التعاملات الليلية على ارتفاع حاد. في بداية الربع الأخير من العام الجاري.
وصعدت جميع المؤشرات الفرعية على مؤشر “ستوكس 600” اليوم الثلاثاء. بالرغم من توقعات دخول منطقة اليورو في حالة ركود بحلول نهاية العام الجاري.
وزاد مؤشر قطاع السفر والترفيه بنسبة 2.8%، وسط توقعات إلغاء القيود المشددة التي تفرضها الصين بشكل تدريجي، مع تراجع أعداد المصابين بفيروس كوفيد-19.
وارتفع قطاع التكنولوجيا، شديد الحساسية نحو تحركات أسعار الفائدة بنسبة 2.4%.
وقفز سهم شركة “سيكا” بعد أن أعلنت رفع توقعاتها بشأن مبيعات العام كله، ليصعد السهم في نهاية جلسة اليوم بنسبة 4.2%.
الاقتصاد الأوروبي يقع تحت ضغوط حادة
حتى الآن، هبط المؤشر “ستوكس 600” لعموم أوروبا بنحو 20%. في ظل استمرار أزمة الطاقة، والارتفاع الكبير في أسعار الوقود بالقارة العجوز.
كما أن تفاقم الصراع بين روسيا وأوكرانيا، والعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد موسكو. تنذر باشتعال التوترات السياسية بالمنطقة بشكل أكبر حدة خلال الفترة المقبلة.
ومن المقرر أن تدخل العقوبات الدولية ضد روسيا حيز التنفيذ بدءًا من ديسمبر المقبل، مما يشير إلى مزيد من التقلبات القوية في منطقة اليورو.
من ناحية أخرى، تراجعت شهية المستثمرين عن المخاطرة، في ظل الوتيرة السريعة في رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية حول العالم.
يخشى المستثمرون أن تؤدي الزيادة الحادة في أسعار الفائدة وسياسة التشديد النقدي، إلى الدخول في حالة ضعف وركود على المدى القريب.
يشار إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماعه الأخير بالشهر الماضي.
ومن المتوقع أن يكون هناك زيادة أخرى خلال الاجتماع القادم للمركزي الأوروبي، في ظل استمرار معدل التضخم في الارتفاع.
ومن جانبه، أكد جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، استمرار البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة، إذا احتاج الأمر لذلك، حتى يعود التضخم لمستواه المستهدف.
وبحسب التوقعات، فإن الأسواق العالمية قد تشهد العديد من التقلبات خلال الأشهر القليلة المتبقية من العام الجاري، خاصة إذا أظهرت بيانات اليوم استمرار معدل التضخم في الصعود.