اليورو عند أدنى مستوياته في 20 عام مقابل العملة الأمريكية: تراجعت العملة الأوروبية “اليورو” خلال تعاملات اليوم الخميس إلى أدنى مستوياته في نحو 20 عامًا مقابل الدولار، مع تراجع الطلب عليها بسبب أزمة الطاقة العالمية والاضطرابات السياسية في إيطاليا.
أعلنت حركة “5 نجوم” اليوم عدم مشاركتها في تصويت الثقة بالبرلمان. والمقرر إجراؤه في وقت لاحق من اليوم، مما ينذر بانهيار حكومة رئيس الوزراء “ماريو دراجي”.
وتراجع المؤشر الإيطالي خلال تداولات اليوم بنسبة 1%. مع تعامل المستثمرين بحذر شديد مع الأصول ذات المخاطر العالية.
واتجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة، خاصة بعد أن أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية الصادرة أمس تسارع التضخم بشكل حاد خلال شهر يونيو الماضي.
يعزز التضخم المرتفع توقعات رفع أسعار الفائدة بوتيرة أكثر حدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. لمواجهة الضغوط التضخمية وحماية الاقتصاد من الركود.
يتوقع المحللون، أن يقرر الاحتياطي الأمريكي رفع أسعار الفائدة بأكثر من 75 نقطة أساس خلال اجتماعه المقرر انعقاده في وقت لاحق من الشهر الجاري.
تسببت هذه التوقعات في تدعيم العملة الأمريكية، التي تزداد قوة مع اتجاه المركزي الأمريكي نحو التشديد النقدي. حيث وصلت لأعلى مستوياتها في عقدين، بعد الزيادة الأخيرة في سعر الفائدة.
توقعات تباطؤ النمو تدفع اليورو للتراجع
أعلنت المفوضية الأوروبية خفض توقعاتها لنمو اقتصاد منطقة اليورو خلال هذا العام والعام القادم. بسبب التقلبات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة حاليًا.
وعدلت تقديراتها بشأن معدل التضخم اليوم الخميس بالزيادة. بسبب الحرب الأوروبية المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير الماضي.
تم تداول اليورو خلال تعاملات اليوم عند 0.99520 دولار. وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2002.
في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى إلى 109.29. وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2002.
ويرى المحللون أن المستثمرون يتجهون حاليًا على الملاذات الآمنة على رأسهم الدولار الأمريكي. في ظل توقعات ارتفاعه لمستويات قياسية هذا العام.
وأشاروا إلى أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي، التي يعيشها العالم في الوقت الحالي. تسبب في ابتعاد المستثمرين عن الأصول ذات المخاطر العالية.
هذا بالإضافة إلى الضغوط القوية التي تتعرض لها أوروبا بفعل مخاوف الطاقة وتراجع الطلب. بعد ارتفاع حالات المصابين بفيروس كورونا في الصين.
وساهمت توقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية مرة أخرى قريبًا في تعزيز قوة الدولار. ودفعه للصعود خلال تعاملات اليوم.
يراهن المتعاملون على أن الاحتياطي الأمريكي سيكون أكثر جرأة في رفع أسعار الفائدة، بعد وصول معدل التضخم لأعلى مستوياته في أكثر من أربعة عقود.
كانت بيانات وزارة العمل الأمريكية الصادرة أمس الأربعاء، قد أظهرت ارتفاع أسعار المستهلكين الأمريكين بنسبة 9.1% على أساس سنوي، مقارنة بتوقعات المحللين البالغة 8.8%.
توقعات برفع الفائدة الأمريكية 100 نقطة أساس
تشير العقود الآجلة لصناديق مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى احتمالية رفع سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس بنسبة 71% خلال اجتماعه المقبل، المقرر انعقاده يومي 26-27 من الشهر الجاري.
ويتوقع المحللون رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، بنسبة تبلغ 29%، في ظل الضغوط التضخمية المتزايدة.
كشفت البيانات الاقتصادية الصادرة أمس، ارتفاع أسعار المنتجين الأمريكيين بنسبة أكبر من المتوقع خلال شهر يونيو الماضي.
وأشار المحللون إلى أن ارتفاع تكاليف منتجات الطاقة، من أهم أسباب ارتفاع التضخم ووصوله لمستويات قياسية في الولايات المتحدة وأوروبا.
وارتفع الدولار اليوم الخميس إلى أعلى مستوى في 24 عامًا أمام الين الياباني، في ظل تمسك بنك اليابان بسياسة التيسير النقدي، ورفضه رفع أسعار الفائدة مثل باقي البنوك المركزية الأخرى.